Home»International»الجسم الصحفي بالجهة في حاجة إلى مضادات حيوية….

الجسم الصحفي بالجهة في حاجة إلى مضادات حيوية….

0
Shares
PinterestGoogle+

غريبة أحوال هذا الجسم الصحفي بالجهة الشرقية وبالمغرب ككل، هذا إن صح لنا أن ننعته بالجسم، باعتبار أن جل أعضاءه ترهلت وتداعت من فرط السفسطة ونهش لحم بعضها البعض حيا وميتا في زمن نحن في أمس الحاجة فيه إلى وقفة تجعلنا نعيد دراسة أوضاعنا، ولم لا نطالب أن يدرج الإعلام باعتباره من مكونات هذه الجهة وفاعلا فيها ضمن إعادة التأهيل وبرامج التنمية البشرية التي تعيد هيكلته وتجعله يؤسس لمؤسسات ومقاولات إعلامية حقيقية، قوية ومهيكلة تعكس حقيقة جهة لا زالت تتدحرج في جل وسائل الإعلام بين السباب والشتم والقذف وكل أسماء التعجب والعتاب… أقول هذا ما دام هذا الإعلام في نظر بعض كبار المسؤولين بالجهة قاصرا، ولا يحسب له حساب إلا بما يبيع من إشهار، وإن كانت المسؤولية في ما آل إليه وضع الإعلام والإعلاميين تعود للعاملين في هذا الحقل بالدرجة الأولى، وللأجهزة المنظمة له والتي باتت أضعف من أي وقت مضى ما دامت هياكلها لا تتجدد وإن تجددت فإنها تطبخ في مطابخ أحزاب لا زالت تبحث عن موطئ قدم في زمن العهد الجديد واستفاقة المواطن من سباته القديم…
وما دمنا نعلم أنه ليس كل ما يلمع ذهبا فإننا لن نطالب جهابذة الإعلام الذين يصفون أنفسهم بقيد ومي المهنة ودكاترة أزمنتهم الذين تخرجت على أيديهم أعداد من الأقلام بتقديم شهاداتهم الجامعية، عفوا "الإعدادية" لأننا نستحيي من إحراجهم خصوصا وهم يدركون بأن بيوتهم من زجاج وأننا نعلم أن الشرخ القديم لا يزال حيا في ذاكرتهم وكل ذاكرة الآخرين التي لم تعد قصيرة بالحجة والبيان، كما أننا لن نتحدث عن جهاز يعجز أن يصدر بيانا في جمع عام ولا يتورع في التنديد والاحتجاج وإصدار بيانات مزاجية في اجتماعات لا تحترم نفس الشروط التي وضعها سابقا لإصدار بيان احتجاجي، لن ولن نتحدث إطلاقا عن ذلك الذي يبيع نفسه بلقاء وبعض إكراميات أو الذي يكتب تحت الطلب ويسبق الآخرين باتهامهم بذلك، ولا حتى عن ذلك الذي لا زال يبحث في ذاكرة الإيديولوجية المنسية عن تاريخ ثوري يعيد بريق زمن القومية والعروبة التي بيعت منذ زمن طويل بعدما لم يعد الثور العربي الأصيل لمرقده، ذلك الثور الكنانة الذي ما فتئت أن تبعته الحظيرة.. لأننا لا نريد السقوط في مغبة قول ما لا يقال، أو الرد على الترهات…. ولعل الحديث قد يطول دون أن يفيد لا أصحاب الأقلام ولا القراء الذين أصبحوا أكثر من أي وقت مضى يعرفون كل كاتب ويقرؤون بين الأسطر ولم يعودوا قاصرين تملى عليهم الأخبار وتنسج عليهم الروايات في زمن العولمة والانترنيت الذي اقتحم البيوت والمكاتب وجعل المعلومة والخبر لم تعد حكرا على الصحفي أو المحسوب على مجال الصحافة..
من يرى ماذا يقع في شوارع ومدن الجهة يجب أن يستحيي من توظيف الإعلام لحسابات ضيقة، ما دامت هناك مؤسسات تغرق في الماء عند كل زخة مطر، وما دامت هناك جماعات تلتهم ميزانيات عامة دون حسيب أو رقيب، وما دام بعض المسؤولين ينهبون المال العام جهارا وسكان الخيام في فكيك يأكلون حمارا، وما دام الاغتناء عند جل كبار أعوان الدولة يتم دوما على حساب المشاريع التنموية والبرامج المسطرة فقط على الأوراق، والصفقات العمومية على حساب الصالح العام في زمن اللاعقاب الذي لا يستثنى منه إلا بعض أكباش الفداء متى تحركت الآلة الوصية، وكأن أجهزة الدولة عندنا تحاسب سارق البيض والدجاج وتتجاوز عن سارق المال العام والملايير على حساب العامة من الوطن….
لقد حان الأوان أن ينكب الإعلام الجهوي على المواضيع الحساسة ذات النفع العام، وأن يتناول ما يهم المتلقي في إطار الصحافة المواطنة بعيدا عن تبادل التهم والأوصاف التي تعبر عن مستوى أصحابها وتكون لمجرد تصفية حسابات تنافسية لا يستفيد منها لا القارئ ولا الجهة…
إن مهمة الإعلام اليوم هو أن يقدم النقد البناء وأن يشكل سلطة رابعة لا سلطة ابتزاز لنشر الخرافات والأراجيف، كما أنه حان الوقت لتحري الحقيقة والمصداقية بعيدا عن العلاقات التي تمرر أخبارا لضرب جهات معينة، فالموضوعية تقتضي التوفر على مصدرين مختلفين يتفقان على نفس الخبر، فقد مر زمن الإشاعات وتناول أخبار المقاهي، لأن أخلاقيات أية مهنة تقتضي باحترام الآخر كيفما كان هذا الآخر بغض النظر أن يكون متلقيا أو قارئا قد يدخل الجريدة لبيته ليطلع عليها التلميذ والمراهق والزوجة والأخت…
لست هنا أعطي نصائح لأحد بقدر ما أحاول تحليل وضع قائم، فأنا لست مخولا أن أتحدث بالنيابة عن أي كان أو أتحدث باسمه، لكن تشخيص ما آل إليه الإعلام في هذه الجهة بات يفرض أكثر من وقفة تأمل لتجاوز التعثرات، فيكفينا أن الجزار والأمي والسمسار وكل من هب ودب أصبح يطرق هذا الباب، ولسنا في حاجة ربما أن نطالب مدراء الجرائد بنشر شواهدهم التي تخول لهم تسيير منابرهم، فنحن نترفع عن هذا شريطة تمنيع الجسم الصحفي الذي غزته كل أنواع البكتريا والفيروسات فبات سهل المنال لكل الطفيليات، وما دام هذا الجسم لم يستطع بعد حماية نفسه بنفسه عن طريق المناعة الذاتية، قد يكون في حاجة إلى مضادات حيوية رغم كل ما قد تتسبب فيه من مضاعفات ربما توصله غرف الإنعاش…. وهذا ما لا نتمناه

oujda le 04/12/2007…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. أبو محمد
    07/12/2007 at 22:20

    بسم الله الرحمن الرحيم …بدون مجاملة أمثالك قليلون جدا يا أستاذ…ولم أنس أيدا قولتك يوما ما: وما دامت الصحافة أصبحت عندنا مهنة من لامهنة له …لقد تطفل عليها كل من هب ودب وأصبحت بوقا لترويج أخبار السوق ومنبرا للدعاية والمس بكرامة وشخص الناس ناهيك عن ابتزازهم ضاربة عرض الحائط أخلاقيات المهنة الشريفة ولطخت معها الشرفاء حتى فقدت قيمتها الإعلامية ويمكن القول أننا نفتقر إلى صحافة جدية وصحافيين موضوعيين متخلقين بروح المهنة الشريفة ونزاهة الإعلام…والسلام

  2. م.م / صحافي
    07/12/2007 at 23:49

    اتفق معك الأخ زهر الدين لا سيما بالشق الذي يتعلق بالنقابة الوطنية للصحافة فرع وجدة ، وهو الفرع الذي لا وجود له بالمرة الا على الورق ، اما واقعيا فهو غير موجود ، وأتحدى ايا كان ان يثبت لي بان الفرع النقابي الصحفي في وجدة موجود ، وعلى سبيل المثال فان مدينة الناظور التي لا يوجد فيها فرع للنقابة الوطنية للصحافة …. يمثل فيها الأخوة الصحفيين جسما واحدا متكتلا عكس ما هو عليه الأمر في وجدة حيث سياسة فرق تسد هي السائدة منذ تأسيس فرع النقابة والذي اسس بالأساس _ كما اشرت الأخ زهر الدين – بناء على خلفيات سياسية وليس نقابية وهو ما جعل كل الأخوة الصحفيين لا ينتمون الى هذه النقابة ولا ينخرطون فيها … والغريب في الأمر هو عندما يقوم بعض  » الزملاء  » في مكتب النقابة العمل على تصفية الحسابات مع كل من ينتقدهم كما فعلوا آخر مرة مع الزميل قدوري رغم ان ما قاله قدوري صائب ايضا ، وبدون شك فان بعض الزملاء في النقابة فرع وجدة سيعلنون اجتماعا طارئا لتصفية الحسابات معك انت ايضا الأخ زهر الدين ، وعليك ان تتوقع هذا ، ففي الوقت الذي يطالب فيه الصحافة بحرية التعبير والرأي نجد بعض الزملاء في الفرع النقابي بوجدة يعلنون الحرب على حرية التعبير والرأي خصوصا عندما يتعلق الأمر بانتقادهم وربما لأنهم اصبحوا يعتبرون انفسهم من المقدسات التي لا ينبغي انتقادها او محاسبتها او او او او …ععلى كل حال كم نتمنى ان يستفيد الزملاء في النقابة فرع وجدة بما قام به السيد اليازغي …بكل روح رياضية حتى نعمل على اعادة بناء هيكل النقابة في وجدة على اسس قوية … وأخيرا ان ما قلته في تدخلي هذا ليس فيه مس باي شخص اوبأي أحد حتى لا اتسبب في مشاكل للزميل قدوري … اما بخصوص اخلاقيات المهنة فانها صارت حديث الخاص والعام ، وان الكثير ممن كنا نعتبرهم ذوي مباديء وقيم ثبت انهم دخلوا عمليات الأبتزاز، و…و…. كملوا من عندكووووووووووم الخوووووووووت والفاهم يفهم …بصح والله  » غيلا نفضح البازكا لكلشي  » تحياتي الأخ زهر الدين

  3. مهتم بالشأن الصحفي
    07/12/2007 at 23:59

    ان حضور أغلبية الصحفيين بوجدة ومراسلي الجرائد الوطنية باليوم الدراسي الذي نظمته السفارة الأمريكية بمؤسسة المسردي — رغم ان فرع النقابة اصدر بيانا يدعو فيه الصحافيين والمراسلين بمقاطعته — فلم يستجيبوا لذلك النداء مما يعني ان لكل الصحافيين والمراسلين بالجهة الشرقية موقف واضح من النقابة الأعلامية ، وعدم الأستجابة للنداء كان له تفسير واحد ووحيد هو : صلاة الجنازة على النقابة الوطنية للصحافة بوجدة ، بل حتى الوقفة الأحتجاجية التي كانوا قرروا القيام بها فشلوا فيها فكيف يمكن تفسير ذلك ؟؟؟؟؟ نتمنى ان نتلقى الجواب من اي كان

  4. منخرط سابق
    08/12/2007 at 00:09

    لاحظت ان هناك غموضا كبيرا في عملية الأنخراط في النقابة الوطنية للصحافة وأنني لأشم رائحة غير مريحة خصوصا وان هناك عدة امور تروج في الكواليس تخطط لأقصاء العديد من الزملاء من الأنخراط في النقابة ، فأتمنى ان يكون ما سمعته غير صحيح ، اما اذا كان الأمر صحيح فلاشك ان سناريوهات لانتخابات رؤساء البلديات سابقا والتي كانت تلجأ الى خطف الأعضاء واخفائهم الى حين يوم الأنتخابات ستتكرر ، واذا حدث ذلك فانها طامة كبرى ، فاتمنى ان لا يسقط الأعلاميون بصفة عامة والنقابة بصفة خاصة في مثل هذه الأخطاء فلكل مراسل او صحفي الحق في بطاقة الأنخراط في النقابة ، اذن لا بد من مضادات حيوية قبل فوات الأوان

  5. سيد أحمد
    08/12/2007 at 00:13

    مهنة الصحافة فلسات يا أخي زهر الدين ، لقد اصبحت اذاة للأرتزاق عدا بعض الأخوة الذين يعدون على رؤوس الأصابع ، خصوصا وان هذه المهنة انتمى اليها كل من هب ودب

  6. عبد الرحيم باريج
    08/12/2007 at 21:00

    بسم الله الرحمان الرحيم
    المرجوا فقط أن نحترم أنفسنا وننشر تعاليقنا بأسمائنا ولا نختبأ وراء الكلمات…
    المرجوا أن تكون لنا الشجاعة لنعبر عن آرائنا وإعلان أسمائنا دون خوف أو تزلف أو تمييع للنقاش الهام الذي يطبع دائما موضوع الصحافة والصحافيين بوجدة والجهة الشرقية،أو على الأقل أن تكون لنا شجاعة الأستاذ زهر الدين الذي لا يختفي وراء الورق الشفاف..
    فشخصيا أعتبر من يخفي هويته من القطاع الإعلامي في موضوع كهذا جبان(ة) والله أعلم..
    وموعدنا إن شاء الله في تعليق آخر حول ماكتبه طيب القلب وما كتب ونشر في هذاالباب الذي فتحت بعض شقوقه مؤخرا بمناسبة تكوين قسم الشؤون العامة بالسفارة الأمريكية لبعض الزملاء في الإعلام السمعي والإلكتروني والمكتوب بوجدة والجهة الشرقية.
    عبدالرحيم باريج
    ينتمي للقطاع الإعلامي بوجدة والجهة الشرقية

  7. أبو محمد إسماعيل
    10/12/2007 at 20:49

    أشكرك لفتحك هذا الموضوع المهم كما أشكر وجدة ستي.
    عموم المغاربة مشتاقون لرؤية إعلام نزيه محايد غير مرتبط بمصالح فئوية ولا إدارية، مصلحته هي مصلحة المواطنين انتماؤه هو الشعب قلمه قريب من هموم الناس وخاصة البسطاء الذين يستنجدون بأي قشة تسندهم وتقيهم تعسفات الإدارة والسلطة ووو. المواطنون يريدون إعلاما يتكلم عن التجاوزات المستمرة والانتهاكات التي تقوم بها جهات معروفة في كل المجالات (الامن، الصحة، القضاء، العمران، الطرقات…): أحياء مهددة بالهدم سكان مهددون بالتشرد عائلات مقبلة على الإفلاس والتفكك. السكان يريد من إعلامنا الجهوي أن يزور أحياءهم ويستجوبهم ويناقش معهم الحلول التي قدمتها السلطة إليهم هل هي مجدية أم لا.
    عفوا أخي الطيبي ما نقرأه في معظم الجرائد المحلية هو كثرة المحابات للمسؤولين لا أدري ما هو المقابل وهنا لا أريد الاتهام. وأعتقد أن المسؤلين إن أصلحوا فتلك وظيفتهم وهم ليسو محتاجين للمدح. ولكن دور الإعلام هو توجيه المسؤولين وتنبيههم للأشياء التي لم يقوموا بها أو التي لا تدخل ضمن أولويات المدينة أو الإقليم. فإدارتنا محتاجة للتقويم والانتقاد الإجابي وهذه هي الخدمة التي يمكن للأقلام النزيهة أن تقدمه اللمسؤولين. فرتب المغرب في كل السلاليم الدولية مخجلة وهذه مدعاة لأن نتغير قبل أن تحصل الكارثة لا قدر الله. المؤسف جدا هو أن بعض جرائدنا أصبحت ناطقة أو مدافعة عن بعض المسؤولين وهذا بطبيعة ليس شأن الصحافة النزيهة ولا وظيفتها.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *