Home»International»سوريا … هذا ما جناه بشار .

سوريا … هذا ما جناه بشار .

0
Shares
PinterestGoogle+

ساعة الحسم تقترب في سوريا , فالضربة العسكرية أصبحت قاب قوسين أو أدنى , فالقوى العظمى ذاهبة إلى الأمام , وواهم من يعتقد أن تحريك البوارج الحربية وحاملات الطائرات في اتجاه الشرق الأوسط هو مجرد نزهة  , إنها الحرب تدق أبواب المنطقة ولن تفرق بين الجلاد والضحية ولدى الأفغان وأهل العراق وليبيا الخبر اليقين في ما سبق , فالطائرات بدون طيار عمياء كالأفعى تضرب حين تستشعر الخطر , فالأهداف مبرمجة ولا ضرر إن كانت وسط المناطق السكنية أو المستشفيات أو المدارس فهي مجرد نقطة على خريطة ولا عزاء للضحايا مدنيين كانوا أم عسكريين من أنصار النظام أو من معارضيه , فالكل تحت القصف سواء , و لا تمييز بين عدو وصديق وبلاغ الاعتذار عن الخطأ غير المتعمد جاهز   بعد أن  يعم الخراب والدمار وتنهار منظومة القيم وحقوق الإنسان  , ولنا الدروس والعبر في التاريخ ومحطاته الدموية إبان الحروب التي اعتقدنا أنها  أصبحت جزءا من الماضي إلا أن التاريخ يأبى إلا أن يعيد نفسه بصورة أسوء .

لا يغرنكم ما تتداو له وسائل الإعلام من خلافات بين الدول الكبرى حول التدخل في سوريا لتأديب رئيسها الطاغية على إبادة شعبه بالغازات السامة والأسلحة الكيماوية المحظورة , فالمصالح تبقى سيدة الموقف والأصوات النشاز التي تنبعث من هنا وهناك لا تفسد للود السائد قضية , فلا روسيا و لا الصين ستحاربان من اجل سواد عيون  طبيب العيون بشار , فالصفقات تبرم في السر والعلن لضمان صمتهما وذلك اضعف الإيمان .

قد يقول البعض بان لجنة المفتشين الدوليين  التي حلت بعين المكان للبحث والتقصي في شان استعمال الكيماوي من عدمه لم تقدم تقريرها بعد  , والواقع أن عمل هذه اللجنة هو تحصيل حاصل ويستحيل أن تغرد خارج السرب أو تضع مصداقية دول كالولايات المتحدة الأمريكية   وفرنسا على المحك , وهي الدول التي رفعت الراية الحمراء في وجه النظام السوري ورمزه بشار الأسد ولن يخذلها تصويت مجلس النواب كما هو الشأن لبريطانيا حيث سيجد دافيد كامرون نفسه خارج اللعبة مكرها لا بطل فالحالة العراقية لا زالت ماثلة للعيان وأكذوبة أسلحة الدمار الشامل طبعت صحيفة توني بلير كما جورج بوش ولا زالت لعنة  العراق تطاردهما في حلهما و ترحا لهما , ولعل الخوف من تكرار نفس السيناريو هو السبب في التردد في بعض  المواقف المسجلة حاليا .

إن لازمة المؤامرة الدولية واندحار قوات العدو على أسوار دمشق لازالت تتردد على لسان أزلام النظام المستبد بالسلطة في سوريا وهي في ذلك تقلد طاغية العراق الذي كان يهدد قوات التحالف بالهزيمة والخسران بينما كانت تحطم تمثاله وسط بغداد وتدك أخر قلاعه قبل اختفائه عن الساحة ليظهر بعد حين مختبئا في حفرة  لدى اعتقاله بطريقة مهينة جابت صورها العالم بأسره , فكانت فرصة ذهبية للشامتين والحاقدين لينفثوا سمومهم وتلوك الألسن سيرة بطل من ورق لم يصمد في وجه عاصفة الصحراء التي كانت بداية نهايته .

نفس الأسباب تؤدي لنفس النتائج , فالشعب السوري الأبي صمد في وجه الطاغوت وعساكره لمدة تجاوزت السنتين وقدم ألاف الشهداء  في سبيل الوطن ليعيش حرا كريما وتكون كلمة الشعب بعد الله هي العليا , ولا صوت يطغى على صوت الشعب صاحب الحق في اختيار رؤسائه بطريقة ديمقراطية لا مجال فيها للتوريث ولا المبايعة على   الطريقة البعثية السيئة الذكر , وبدل أن يختار الرئيس الدمية طريق الحوار والتفاوض فضل اللجوء إلى لغة الحديد والنار وسياسة الأرض المحروقة , فارتكب المجازر في حق شعب اعزل إلا من إيمان قوي وعزيمة راسخة بعدم الرضوخ وحمل مشعل التحرير , وكان ضحية قصف بالمدفعية والطائرات استعملت فيه الأسلحة الثقيلة والغازات والمواد الكيماوية  أصابت شظاياها الشيوخ والصبيان وحطمت نيرانها المدارس والمساجد والمستشفيات في القرى والمدن  , وكانت النتائج كارثية  رغم ما حققه الجيش الحر من انتصارات ميدانية زعزعت أركان النظام وقوضت أسطورة تفوقه العسكري الذي لم يسجل له صدى في أية معارك مع العدو الإسرائيلي الذي لازال يحتل الجولان وتمعن جيوشه في استفزاز الشعب السوري والتربص بمنشاته الإستراتيجية كعادته .

 يستعد الرئيس للمزيد من إراقة الدماء البريئة على يد شبيحته المدنية والعسكرية إرضاء لنزوة سفك الدماء التي تسكنه والتي ستجلب لسوريا الدمار الشامل خاصة والضربة العسكرية وشيكة وستأتي على الأخضر واليابس والهجرة شبه الجماعية للمواطنين تجاه مخيمات دول الجوار هي  بداية المأساة , هذا ما جناه بشار على سوريا التي لم تجن على احد .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *