لن نقول لكم, إلا ما قاله المقداد بن عمرو للرسول(صلعم)
في السنة الماضية في مثل هذه الأيام , ومن خلال جريدة وجدة سيتي الغراء أصدرنا حكما قبليا متسرعا وغير ملائم تجاه السيد النائب الجديد وهو في بداية ولايته, بناء على التجارب السابقة التي رسخت لدينا قناعات معينة والتي تسير في اتجاه
" أن أولاد عبد الواحد ڭاع واحد". وبعد مرور سنة دراسية كاملة, تغيرت لدينا تلك القناعات النمطية , وأصبح لزاما علينا الاعتراف بخطأ أحكامنا, انطلاقا من قوله تعالى (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) و"الاعتراف بالخطأ فضيلة", خاصة ونحن في شهر مبارك كريم, نلتمس فيه المغفرة والأجر من الله عز وجل . يجب أن نعترف أن السيد النائب تمكن من "شد الثور من قرونه" وحقق نجاحا باهرا في "غزوة" الأشباح والفارين من الممارسة الصفية, وأدار بذكاء ومهنية حملته التواصلية عبر وسائل الإعلام والتي تحولت في بعض الأحيان إلى قنابل مضادة للأشخاص , لقد نجح في التواصل مع مختلف الفعاليات وكسب ودها وتعاطفها وضمن تحالفها ووقوفها في صفه ضد كل من سولت له نفسه الحديث عن ساحة 9 يوليوز وما جاورها.لقد لقيت عملية إعادة تنظيم المصالح النيابية وتجميعها ترحيبا كبيرا من طرف جميع الشركاء والفاعلين, كما أن سياسة الباب المفتوح والتي أدخلها " أبو أيوب" تحت إطار
" البرسترويكا" أتت بأكلها دون أن ننسى "حسن الأداء" والذي كنا في حاجة ماسة إليه. هذه كلها نجاحات تحسب للسيد النائب وفريقه التربوي الذكي والمحنك ,والذي أستطاع التكيف بسرعة مع الوضع الجديد, وهذا ما كنا نطالب به دائما إدارتنا من خلال انتقاداتنا والتي كانت تكتسي طابع الحادة في بعض الأحيان, لكنها لم تخرج ولن تخرج أبدا عن إطار المحبة والاحترام والتقدير للجميع, مهما كان مركزه أو وظيفته…والنيابة مقبلة على تنظيم ندوة صحفية حول الدخول المدرسي الحالي ومختلف مستجداته, نريد أن نهمس في أدنيها, لكن بصوت عال, بأن لا تنام على هذه النجاحات رغم أهميتها , ولا يجب أن تتحول النجاحات إلى" الشجرة التي تغطي الغابة", وأن لا يتم إغراقنا بالأرقام والوعود والمذكرات التي تطبخ في دهاليز المركز في زمن اللامركزية وعدم التركيز والتي لا تجد لها صدى في الواقع, كالمذكرة 97 الخاصة بالتخييم بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل بتطوان والأذى الكبير الذي تعرضنا له كمصطافين بسبب سوء التسيير وانعدامه وقلة النظافة والحرب الضروس التي شنها البعوض الشرس علينا وحول أبنائنا إلى غرابيل, ودخول الأجانب والأجنبيات الذين حولوا فضاءات المدرسة العليا إلى مخمرة ومجال أخضر لتعاطي المخدرات وإنهاء هذه الجلسات عند آذان الفجر بالعراك والسب والشتم ومختلف العبرات النابية المعبرة عن مختلف ثقافات الجهات , ومباريات كرة القدم التي لا تنتهي
و التي تدوم 22 ساعة, في غياب تام للسيد المسؤول على المخيم وطاقمه, القادمين من المركز,و الذين اكتفوا بلعب دور
" السمسار" والخرق السافر لبنود المذكرة ذات الصلة "وأعلى عينيك يا بن عدي" و…و…وهذا موضوع آخر…
السيد النائب المحترم , أنتم مطالبون بالإجابة على الانشغالات التالية.
1- كيفية جعل حد للفراغ وعدم الاستقرار الإداري الذي تعيشه بعض المؤسسات المهمة , وكأن الأطر الكفئة انقرضت من هذه المؤسسات أو من المدينة, وكان بالإمكان تعيين إطار من داخلها والمذكرات المنظمة ,ليست قرأنا يقدس …كما يجب إيجاد حل لسياسة التهديد بإلقاء المفاتيح التي أصبح يهدد بها البعض ووضع حد لسياسة" التكليف وإلغاء التكليف" والانتقالات وسط السنة الدراسية, حرصا على السير العادي للدراسة والتوازن التربوي والنفسي للتلاميذ.
2- حفاظا على مصداقية الإدارة التربوية ومجالس التدبير, ضرورة إلزام هذه الأطراف بتطبيق القوانين الداخلية, مع إبعاد الضغوط الخارجية, خاصة بعد تفشي ظاهرة الألبسة المشينة والمخلة للحياء, ورفض لبس الوزرة.
3- تفعيل الشركات ومختلف أشكال الاحتضان التي تم الترويج لها "ذات يوم" بمقر دار الطالبة, لقد سمعنا جعجعة ولم نر طحينا حتى الآن, في الوقت التي تعاني فيه مؤسساتنا التربوية من الخصاص في كل شيء,وانتهت مدة صلاحية الكثير منها خاصة الموروثة عن الفترة الاستعمارية والتي لا يفصل بعضها عن موت " بوحمارة" إلا ب 7 سنوات.
4- ضرورة الاهتمام بأوضاع الداخليات وتكثيف الزيارات الليلية المفاجئة لها ومشاركة قاطنيها الوجبات وتطبيق المذكرات الداعية إلى خلق أنشطة لفائدة الداخليين, خاصة أن هؤلاء يعتبرون شرعا "مرابطين من أجل العلم".
5- القيام بحملات" استباقية"لمعالجة مشكل الأمن في محيط المؤسسات التعليمية ولا يجب انتظار وقوع الحوادث المؤلمة للتحرك, خاصة أننا بدأت نلاحظ تجمعات مشبوهة أمام أبواب الكثير من المؤسسات , وتسور الغرباء لأسوارها في ظل قلة الأعوان هذا المبرر الذي تحول إلى" قميص عثمان" في ظل استمرار "عين ميكا" على الأعوان خمس نجوم وسوء تدبير هذا القطاع.
6- أننا كآباء, نرفض سياسة فرض الأمر الواقع , و استمرار" سياسة التظاهر بالعجز" تجاه تفشي ظاهرة الساعات الإضافية المدفوعة الأجر, والتي أصبحت تمارس في كل مكان, خاصة في المدارس الخاصة والمرخص لها بالاشتغال نهارا فقط , بينما تحول بعضها إلى معامل ليلية تشتغل بالورديات.هذا الوضع لم يعد مقبولا, وحان الأوان لأن تشن النيابة صاحبة الترخيص والسلطة المحلية ضابطة الأمن العمومي "غزوة"ضد المؤسسات المخالفة للقوانين والآكلة لأموال الناس بالباطل . نحن لن نقبل أبدا بشرعنة هذا الواقع, وسوف يبقى دائما مطلبا آنيا في ملفنا المطلبي.لم نعد نفهم ولا نقبل هذه المعاملة الخاصة للتعليم الخاص, والتغاضي عن خروقاته, وعدم إلزامه بتطبيق المذكرات الوزارية , مما جعل البعض يتغول على الآباء, ويطرد أبناءهم, لأنهم طالبوا بحقوقهم, كما فعل أحد مدراء هذه المؤسسات تجاه أبناء "السيد ميموني" والذي تقدمت الكونفدرالية بشكاية إلى النيابة في الموضوع, ولم تتوصل برد لحد الآن.
السيد" أبو أيوب" المحترم, أظن أن" سبعة أيام أديال الباكور" مرت بسلام وهدوء ونجاح ملفت , خاصة بعد" الغزوة الكبرى المباركة" , وبالتالي أصبحتم مطالبين بالانتقال إلى المربعات الأخرى , وخوض المزيد من الغزوات للقضاء على هذه المظاهر المشينة والتي تهدف إلى ضرب المدرسة العمومية ومجانية وتعميم وجودة التعليم وهي تحديات مفصلية ورهانات مصيرية نحن مجبرين على ربحها , وتأكد سيدي, أننا لن نقول لك كما قاله بنو إسرائيل لموسى (عليه السلام)
" أذهب أنت وربك وقاتلا, إنا هاهنا قاعدون" وإنما نقول لك ما قاله الصحابي الجليل المقداد بن عمرو للرسول (صلعم) يوم بدر "… ولكننا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك". وفي رواية أخرى"… ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد(منطقة في اليمن) لجاهدنا معك من دونه حتى تبلغه".
4 Comments
نضم صوتنا الى صوتك ونقول عاليا يجب أن نتحمل المسؤولية أمام الله أولا وأمام التاريخ ،هل كنا سببا في تقهقر المدرسة المغربية أو يكتب لنا أننا كنا من حماتها من التمييع والتفريغ حتى صار هم الواحد منا هو التعامل مع المؤسسات الخاصة لأن العمومية أصبحت بدون جودة.
لو أن الجيل القديم بعثه الله الآن من جديد وراى الانحطاط الذي وصلت اليه المدرسة العمومية للعننا جميعا بالساكت والمتآمر و…ان أغلب المدارس تعرف اكتظاظا ليس له مثيل ،وكأن الهدف هو جمع التلاميذ في أوقات معينة من الشارع حتى لا يبقوا طول الوقت في الشارع ،وهذا هو الرد الذي تسمعه أحيانا من بعض المسؤولين حيث يقول لك « شكون لكاليك قريهم غير احضيهم » والا فكيف تدرس مادة علمية في قسم مكون من أكثر من 40 تلميذا ،وكيف يصحح الا ستاذ كل الأوراق وبعناية اذا كان لديه 8 أو 10 أقسام من هذا النوع ، اين الجودة التي غالبا ما نتغنى بها ،وبما اني رجل تعليم وأعتز بذلك كنت في حوار مع أحد المؤطرين فأخبرته عن بنية المؤسسة للعام المقبل وعن عدد التلاميذ في القسم فلم أجد جوابا تربويا بالشكل الذي نتحدث عنه في الرسميات حول الجودة .
أعود فاقول للجميع ما رأيكم في المظهر الخارجي لأغلب التلاميذ ،الا يدل هذا على أن الجميع قد استقال وكل يرمي بالكرة في مرمى الآخر ،وبناتنا قرب المؤسسات وألبستهن التي لا تتلائم مع كل القوانين الأساسية التي تحث على الهندام ، وما رأيكم في لعب الورق « الكارطا » بين التلاميذ ذكورا واناثا أمام المدارس « عبد المومن كمثال » ما رأي الجهات الأمنية في المراهقين الذين ليس لهم هم سوى الوقوف بدون سبب أما المؤسسات ،ما رأيهم في السجائر التي تباع عند باب المؤسسات،
أما الكارثة الكبرى في تعليمنا هي الساعات الاضافية التي لاهم للسماسرة الا البحث عن الأفراد والمجموعات المفتوحة منها والمغلقة ،وكيف أن الأستاذ يتعامل بحسن الخلق وبالشرح الجيد مع زبنائه نأم ابناء الشعب فيدير وجهه عنهم حتى يفهموا بأنهم بحاجة الى ساعات عنده كي يكثر زبناؤه .
لهذا أتوجه بسؤالي الى وزارة المالية ،نحن نعرف أن الدخل والربح تؤدى عنه الضرائب مكيف يعقل استخلاص الضرائب من الذين عندهم دخل بسيط وتبقى الملايين لا يؤدى عنها ،ان بعضهم يصل دخله الشهري من الساعات فقط الى 10000.00درهم وأكثر فما رأيكم .
اللهم احفظ أبناءنا وتعليمنا من معاول الهدم ووفق الخيرين واحفظهم من كل سوء.
كنت سانتقدك انتقادا مريرا السيد حومين وانا في مقدمة مقالتك ولكن عندما انتهيت منه اشكرك شكرا جزيلا عن الصراحة التي اتسم المقال بها والقضايا الجوهرية التي طرحت به والتي الخصها في ان الوضع التعليمي بالنيابة ينتظر من السيد النائب الشئ الكثير واتمنى ان نتقدم الى الامام ولن نعود الى الوراء حتى نجعل قطيعة مع معني البيت الشعري الذي يقول فيه المتنبي : عيد باية حال عدت يا عيد ×× بما مضيى ام لامر فيك تجديد …… ونتمنى من الله ان يرزقنا الجديد المفيد الايجابي لتلاميذنا
تحية اكبار واجلال للاخ محمد حومين على هدا الطرح المعقول والمنطقي والشجاع أيضا. دلك أن تسمية الاسماء بمسمياتها والنقد البناء ضروري لبناء حقيقي أما الزبد فيدهب جفاء . أجارك الله على النصيحة التي أهديتها لمن يهمهم الامر وكتبها في صحيفتك الملك الدي على يمينك. والسلام.
يعتبر هذا المقال من بين المقالات التي توفق فيها الأستاذ المحترم حومين ، بدمج الشكر و الثناء في بداية المقال ، مع توجيه بعض الملاحظات و الإنتقادات الهادفة في نهايته ، وهو منهج قد يفيد القراء ، بعيدا عن المقالات الإستفزازية التي اشتهر بها ، حيث كدنا لا نتابع عنه إلا النقذ اللآذع أو النقذ من أجل النقذ ، بعيدا عن قواعد اللباقة ، فمزيدا من المقالات الهادفة حتى نتابعكم ونستفيد منكم أكثر … لكن ما ستوقفني في هذا المقال هي جملة وردت فيه ، تحمل من المعاني ما تحمله ، و الجملة الشهيرة التي يتداولها بعض الأطر الإدارية من حراس عامون ومدبرون ، وهي : … كما يجب إيجاد حل لسياسة التهديد بإلقاء المفاتيح التي أصبح يهدد بها البعض ووضع حد لسياسة … انظر المقال ، وهو تهديد من بعض المدراء الذين عجزوا عن تدبير الشؤون التربوية و الإدارية ، سمعت ذلك في عدة محطات و لقاءات من مدير حصل على الإستحقاق هذة السنة ، وهو بذلك يشهر أنه عاجز على تدبير شؤون الإدارة … فهل يظن أن التدريس بالقسم سهل وهين ؟ اللهم إذا كان يريد أن يستفيد من مكتب في النيابة بلا شغل ولا مشغلة ، أضم صوتي للأستاذ حومين لأطرح على السيد النائب كل التساؤلات التي وردت في هذا المقال ، وأن يضع حدا لكل من أراد إلقاء المفاتيح ، ليخلفهم من يستطيع تدبير الشؤون الإدارية و التربوية …