Home»International»العرب والحضارة من منظور ابن خلدون

العرب والحضارة من منظور ابن خلدون

1
Shares
PinterestGoogle+

لقد مر على وفاة العلامة ابن خلدون ازيد من ستة قرون ،واليوم اذ نقف لاستجلاء علاقة العرب بالحضارة والعمران البشريين من خلال كتابه المقدمة وذلك من خلال مجموعة من الفصول

خصصها للحديث عن العرب والعلم والعرب والسياسة وكذا العرب والعمران ،سنجد انفسنا 

مسلمين بما ذهب اليه ،وان اي محاولة عدا التسليم ستصطدم بواقع الامة .                       

ابن خلدون يرسم صورة قاتمة عن علاقة العرب بالحضارة وسنحاول بيان ذلك من خلال ثلاثة

فصول من كتابه المقدمة :

في ان حملة العلم في الاسلام اكثرهم من العجم:تحت هذا العنوان يستطرد قائلا : (سواء تعلق الامر

بالعلوم الشرعية او بالعلوم العقلية وحتى ان كان هناك عربي في نسبته فهو عجمي في لغته ومرباه ومشيخته .)                                                                                                        

والسبب في ذلك حسب ابن خلدون ان الملة في البداية لم يكن فيها علم وانما اعتمدت على صدور

الرجال لنقل الاوامر و النواهي الالهية ولم يؤمر احد بالتأليف و التعليم و التدوين ،الى حد الان امر

عادي فقد تكون الحكمة الالهية اقتضت ذلك و كذا طبيعة المرحلة اذ المرحلة مرحلة وحي و حفظ و

نقل بكل امانة ،لكن انه لما استجدت النوازل وفسد اللسان وكثرت البدع ،فاحتاجت الأمة الى علماء في

اللغة والنحو والأستنباط والقياس للدود عن العقائد الأيمانية ،كان بزوغ علماء عجم في هذا المجال

يقول ابن خلدون:(فكان صاحب صناعة النحو سيبويه والفارسي من بعده والزجاج من بعدهما وكلهم

عجم في انسابهم ……وكذا حملة الحديث الذين حفظوه عن اهل الاسلام اكثرهم عجم ……….وكان

علماء اصول الفقه كلهم عجما .. وكذا حملة علم الكلام و كذا اكثر المفسرين …..واما العرب الذين ادركوا هذه الحضارة وسوقها وخرجوا اليها عن البداوة فشغلتهم الرياسة …)

في ان العرب ابعد الناس عن الصنائع : ومرد ذلك – حسب ابن خلدون دائما- انهم اعرق في البداوة و ابعد ما يكون عن العمران الحضري وما يقتضيه من صنائع .        

في ان العرب ابعد الناس عن سياسة الملك :علاقة العرب بالسياسة هي الأخرى يرسمها ابن خلدون

قاتمة والسبب في ذلك ان العرب اذا تغلبوا على وطن اسرع اليه الخراب والدمار ذلك لأنهم امة

وحشية استحكمت فيهم عوائد التوحش و ما يستتبع ذلك من عدم الانقياد للسياسة وربقة الحكم ،

وايضا ليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس عن المفاسد وانما همهم ما يأخذون من اموال الناس

نهبا وغرامة ،وايضا يتميزون عن باقي الامم بالحب الجنوني للرياسة وقلما نجد عربي يسلم الامر

لغيره ولو كان اباه ،وعليه فان العرب ابعد الامم عن سياية الملك اذ لا ينقاد بعضهم لبعض ابدا ،فبقي المنفذ الوحيد الذي يحصل به الملك للعرب هو الصبغة الدينية من نبوة او ولاية او اثر عظيم من الدين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *