رسالة مفتوحة للرئيس الأمريكي باراك أوباما
رسالة مفتوحة للرئيس الأمريكي باراك أوباما
موجة
من المنظمة السورية لحقوق الإنسان
» سواسية »
السيد الرئيس باراك أوباما المحترم.
تعبر المنظمة السورية لحقوق الإنسان عن خيبة أملها من موقفكم المتواطئ مع النظام السوري و الذي لم يعد خافياً على أحد و الذي أطاح بمكانة منظومة حقوق الإنسان العالم و بهيبة الأمم المتحدة و كرس سياسة الانتقائية و المعايير المزدوجة بدعمكم غير المعلن لنظام قاتل لشعبه و منتهك لحقوق الإنسان و مهدد للسلم و الأمن الدوليين على مدى ثمانية عشر شهراً.
لقد شكلت تصريحاتكم اليوم صدمة جيدة للشعوب العربية و الاسلامية التواقه للحرية و الديمقراطية و حقوق الإنسان
فعلى مدى سنة و نصف من نزيف الدم المتواصل في سوريا لم نسمع منكم سوى عبارات من قبيل » الرئيس الأسد فقد شرعيته … و على الرئيس الأسد أن يتنحى …. على بشار الأسد أن يضمن عملية انتقال سياسي ….إلى ما هنالك من عبارات الاستهلاك المحلي المجانية »
إن أمثال هذه التصريحات باتت تحمل في طياتها استهتاراً بعقول العرب و المسلمين عموماً و السوريين خصوصاً، فمنذ متى كان لوريث الحكم الجمهوري في منظومة شمولية استبدادية شرعية لنتحدث عن فقدانه للشرعية….!!
و ها أنتم اليوم تزيدون على موشحكم ذاك عبارة أن » الأسلحة الكيماوية خط أحمر … لأنها تتعلق بحلفائكم المقربين … و أنتم تخافون على حلفائكم المقربين من وقوعها في أيدي الإرهابيين …. »
و نحن بدورنا نقول لكم اطمئن يا سيادة الرئيس فالأسد الابن لن يستعمل السلاح الكيماوي في قتل شعبه و سيكتفي بالسلاح العنقودي و الفراغي و الحراري و القصف الجوي و بالدبابات و المدفعية الثقيلة هو لن يقصف دول الجوار كالأردن و لبنان بالكيماوي إلا أنه سيكتفي بالمدفعية و الهاون و راجمات الصواريخ كما حدث بالأمس مع الأردن.
أين أنتم يا سيادة الرئيس من تراث الآباء المؤسـسين لأمريكا و الذين وعدوا بتحرير بلادهم أولاً ثم تحرير العالم .
أين أنتم يا سيادة الرئيس من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي جاء في أول مادة منه : يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء ….و أن لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات دون أي تمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر
أين أنتم يا سيادة الرئيس من ميثاق الأمم المتحدة الذي أكد على الايمان بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية و التي حزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح.
إنكم يا سيادة الرئيس ( مع الأسف ) لا تكترثون سوى بالأسلحة الكيماوية و التي تعتبرونها خط أحمر بزعم أنها تهدد حلفائكم المقربين …… و أي تهديد لحفائكم المقربين يمكن أن يقع و هم يملكون ترسانة نووية تكفي لتدمير العالم….!!
في حين أن النساء و الأطفال و الشيوخ التي تقضي في كل يوم إما ذبحاً بالسكاكين أو بالقصف الجوي و المدفعي و راجمات الصواريخ فهذا ليس خطاً أحمر بالنسبة لكم لأن هؤلاء من أصحاب الدم الرخيص الذي لا يكترث له ضميركم الانساني.
سياسات مؤسفة لن تجلب للمواطن الأمريكي في نهاية المطاف سوى مزيد من البغض و قلة الثقة وهو ما تحاولون الالتفاف عليه بمقولة أن العالم يكره الأمريكيين بسبب نمط حياتهم و ليس بسبب سياساتكم الانتقائية ذات المكاييل المزدوجة وهو ما لم يعد ينطلي على أحد.
سنة و ثمانية أشهر يا سيادة الرئيس راح ضحيتها أكثر من / 26094 / ضحية منهم أكثر من / 2060 / ضحية من الأطفال و / 1960 / من النساء إضافة لأكثر من / 944 / ضحية ممن ماتوا تحت التعذيب و أكثر من / 76000 / مفقود و أكثر من / 216000 / معتقل و جميعهم كانوا قد تعرضوا للتعذيب بالإضافة لملايين اللاجئين الداخليين و الخارجيين ….. كل ذلك لم يدفع واشنطن لتبديل حساباتها … لكن مجرد التفكير بإستخدام السلاح الكيماوي هو ما سيفتح على النظام أبواب جهنم دون إنتظار مجلس أمن أو أمم متحدة أو غيره.
أمثال هذه السياسات الانتقائية إنما هي وصمة عار على جبين المجتمع الدولي الذي صمّ آذانه عن آنات و استغاثات النساء و الشيوخ و الأطفال في سوريا و صوّبها للهواجس و المخاوف الإسرائيلية التي لا أساس لها من الصحة.
و مازال التصميم بادياً على السير في سياسة النفاق السياسي من خلال الحديث عن مساعدات انسانية في ظل عدم وجود ممرات آمنة أو مناطق عازلة أو حظر جوي…!!
و في المقابل لا نسمع سوى التطمينات غير المباشرة من المجتمع الدولي و ذلك بإعتماد وزير الخارجية الروسي ناطقاً رسمياً عن مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالأزمة السورية ليمنح الفرصة تلو الفرصة للنظام السوري الذي يسابق الزمن في قتل شعبه جهاراً نهاراً تحت سمع العالم و بصره و تهديد السلم و الأمن الدوليين علناً و هو أمر يدعوا للرثاء على مجلس الأمن الدولي و على هذا المجتمع الدولي الذي لن يفلح الموقف الروسي و الصيني في مسح وصمة العار التاريخية عن جبينه.
لقد بات الوقت أمامكم ضيق يا سيادة الرئيس لتصحيح المسار و للتعامل مع الملف السوري بطريقة تحترمون فيها عقول الآخرين بما تفرضه عليكم المسؤولية التاريخية طبقاً لما جاء في البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة في مواجهة نظام يهدد الأمن و السلم الدوليين بما يعيد للمجتمع الدولي و من خلفه الولايات المتحدة الأميركية الهيبة و الوقار.
مجلس الادارة
Aucun commentaire