كيف وصلنا الإسلام على طابق من ذهب ؟ وكيف فرطنا في خير منه كثير؟
إذا تتبعت بزوغ فجر الدعوة الإسلامية مع الرسول الأمين محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام تجد الرعيل الأول تحمل الإذاية والتعذيب و الفاقة و لم يثنيهم ذلك على التراجع أو التفريط في الدين وتعرض سيد البشرية لكل أنواع الإذاية ومع ذلك قال صلى الله عليه وسلم : والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه ) وقد كتب التاريخ بمداد من ذهب محنة سيدنا بلال وسيدنا عمار وسيدنا خباب وصهيب وغيرهم كثير ، وذهبت أسماء الحثالة المتعنتة مثل أبي لهب وأبي جهل إلى مزبلة التاريخ ، ودفعهم كل هذا إلى الهجرة نحو المدينة المنورة تاركين ديارهم وأولادهم وأموالهم فشرح الله صدور الأنصار الاستقبال المهاجرين وآخى سيد الخلق بين الطائفتين ، وفي السنة الثانية للهجرة وجد رسول الله عليه الصلاة والسلام الأنصار والمهاجرين على أتم استعداد لقتال الكفار ، فبينما أراد المسلمون أخذ تجارة المشركين المحملة بها إبلهم بقيادة أبي سفيان الذي غيرطريقه المعتاد بعد سماعه بما عزم عليه المسلمون وأرسل يطلب النجدة حيث جهزت قريش جيشا من نحو ألف رجل أصرصناديدهم على قتال المسلمين على الرغم من نجاة تجارتهم ، فكانت غزوة بدر الكبرى وعوض الله المسلمين مكان القافلة نصرا مؤزرا وغنائم كثيرة وجهادا في سبيل الله عز وجل وجنات عدن للشهداء ، فكانت هذه الغزوة أول خطوة ليدمغ الحق الباطل ، وإعلاء كلمة لاإله إلا الله محمد رسول الله ، فدخل في الإسلام خلق كثيروتقوت شوكة المسلمين ، وبلغ الدين مابلغ الليل والنهار ، ولم تبق بقعة في أرض هذا العالم إلا ووصلها هذا الخير وهذه الرحمة ورفع الآذان في آفاقها .
فوجدنا هذا الدين مكتملا منتشرا وتكفينا قراءة مركزة في أحد كتب السيرة لنعرف كل ما يحيط بالحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وقد فصل العلماء جازاهم الله كل خيرفي أمور الدين كلها ، وبقي التشبث بالدين أمر مفروض على كل مسلم ففي زمن الخير والبركات وزمن الحرية التعبدية والتقدم العلمي الذي خدم الدين بامتياز ، أصبحنا نعيش التراخي والبعد عن الدين في كل مناحي حياتنا وأصبحت مجتمعاتنا بعيدة عن تقوى الله والخوف منه إلامن رحم الله فظهر من أبناء جلدتنا من يتنكر لمبادئ الدين وظهر فينا الفساد والمفسدين وتفشت فينا الأمراض بسبب تفشي المعاصي وتكالبت علينا الأمم ، ولن تقوم لنا قائمة مالم نتصالح مع الله تعالى وما لم نلتزم بالحق وقد بين لنا الحبيب عليه الصلاة والسلام : ( تركتم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك )
Aucun commentaire