دفعت بالمتقاعدين الى التسول ليلة عيد الفطر : قيل انها اقتطاعات التغطية الصحية الأجبارية
دون سابق اعلان ، ولا سابق اخبار ، ولا سابق انذار ، ودون الأخذ بعين الأعتبار لا شهر رمضان الذي تكثر مصاريفه ، ولا ليلة عيد الفطر التي تزداد فيها مصاريف شراء الألبسة للأبناء والأطفال ، ودون مراعات فواتير الماء والكهرباء التي عرفت هذا الشهر ارتفاعا خياليا ، حتى ان الكثير من المتقاعدين لم يستطع اداء هذه الفواتير، ناهيك عن ارتفاع ملحوظ في مختلف المواد الغذائية بما في ذلك الضرورية ، اضف الى ذلك ما تراكم من الديون المتعلقة بمصاريف الدخول المدرسي …الخ …الخ…والقائمة طويلة وطويلة …فكانت الطامة الكبرى والصاعقة التي نزلت على رؤوس المتقاعدين وهم مصطفون امام الخزينة لتقاضي معاشاتهم التي هي اصلا لا تسمن ولا تغني من جوع ، لاسيما وان اغلبية معاشات الأرامل تتراوح ما بين 150درهما الى 500درهم ونادرا ما تكون اكثر …كانت المفاجاءة عندما لا حظ المتقاعون والأرامل ان اقتطاعات خيالية تمت من معاشاتهم حتى ان الكثير منهم ومنهن اصيب بالذهول ، والصدمة ، فصار لايصدق نفسه ، ولا يصدق مايراه من دريهمات تبقت من معاشه بعد الأقتطاع ، ولا يصدق ما يقع في المغرب من استهتار بهذه الفئة المسحوقة ، والمغلوبة على امرها ، والتي لم تجد ولا تجد وقد لن تجد من يدافع عنها …
نعم كانت الصدمة غير متوقعة حتى انك ترى الكثير من المتقاعدين والأرامل يخرجون من الخزينة وهم في حالة شرود ، حتى ان أحد المتقاعدين بمدينة تاوريرت صدمته شاحنة فأردته قتيلا بعد لحظات فقط من استخلاص معاشه …بالفعل كيف يمكن لأنسان كان ينتظر 300درهم كمعاش فاذا بالدولة تقتطع منها اكثر من الثلث ان لايصاب بالذهول والصدمة وهو على ابواب عيد الفطر …وبعد تساؤلات واستفسارات حول اسباب الأقتطاع التي يجهلها لحد الآن الكثير من هؤلاء قيل لهم انها اقتطاعات تتعلق بالتغطية الصحية الأجبارية – كذا – … احد المتقاعدين علق على هذا السبب قائلا : هل يوجد في المغرب بالفعل مستشفيات فيها من العناية الصحية والطبية ما يبرر هذه الاقتطاعات التي ستغطي مصاريف الأستطباب والعلاج والتداوي … ونحن نلاحظ ان جل اقسام المستعجلات بمستشفياتنا هي عبارة عن جوطية ، واهمال ، ولا مبالات ، وسيبة ، وتسيب ، ومت على خاطرك ، حيث لا تسمع من المسؤولين في هذه الاقسام الا كلمة " الى ما عجبك حال سير الى المصحات الخاصة " …يا سلام ؟…هل كل المغاربة يستطيعون العلاج واجراء العمليات في المصحات الخاصة ؟ … ان المصحات الخاصة هي اصلا خاصة للنخبة الغنية الثرية البرجوازية … ولكننا نحن المغاربة جل افراد حكومتنا هم ممن كانوا يدافعون عن الطبقة البروليتارية ، الكادحة ، المسحوقة ، والمهضومة الحقوق ، كما هضمت معاشات المتقاعدين والأرامل خلال هذا الشهر المبارك .وهذه الحكومةهي الآن من يمارس سياسة افقار الفقير واغناء الغني ، بالزيادة في تعويضات البرلمانيين ، والوزراء ، مقابل الأقتطاع من المعاشات المزرية للمت قاعدين وأراملهم …انها بالفعل حكومة التناقظات …في مغرب التناقظات …
ان التغطية الصحية الأجبارية تعني ان المواطن الذي يتوفر على هذه التغطية ان يختار بكل حرية المصحة الخاصة التي يمكن له ان تجرى له فيها العملية ، وعلى الدولة ان تتحمل مصاريف هذه العملية لأنها تقتطع من أجرة المعني بالأمر – اي المريض – قيمة التغطية الصحية الأجبارية …اما وان تكون المصحات الخاصة تقول للمريض الذي يتوفر على تغطية صحية اجبارية " ماشي شغلنا خلصنا ، أوسير اتبع الدولة ترد لك مصاريف العملية " … ياسلام على منطق …هل الأرملة او المتقاعد الفقير " المكسح – بلغة المصريين " يملك ثلاثة او اربعة او عشرة ملايين لأجراء العملية – كاش – في مصحة خاصة ؟ …ام ان هذا المسكين ما عليه الا ان يلجاء الى المستشفيات العمومية التي هي في مجملها اسم بلا مسمى …والتي قد تعطي للمريض موعدا في اغلب الأحوال – لا يحل الا بعد وفاة المريض …
خلاصة القول ان بلدا لايوفر الصحة بكل معاني الكلمة لمواطنيه هو في حد ذاته بلد مريض … والبلد المريض سواء اقتطع من الأجور التغطية الصحية الأجبارية ام لم يقتطعها فان ذلك سوف لن يجدي نفعا المواطنين المرضى في شيء مادامت حالة مستشفياتنا ، واقسام مستعجلاتها ، يرثى لها …
Aucun commentaire