فضح الربيع العربي زيف ادعاءات النظام السوري الذي ظل يخدع شعبه وعددا كبيرا من الأمة الإسلامية بأنه مع محورالممانعة ضد قوى الشر، فلو سلمنا بأن ذلك صحيحا ، أوليس الأولى خدمة الشعب أولا وخدمة البلاد ؟ أليس الأولى النهوض بالمجتمع من حيث تحقيق التقدم في كل مجالات الحياة المختلفة ؟  أليس الأولى تحقيق الحريات وفسح المجال أمام التعدد الحزبي والنقابي ؟ أليس الأولى النهوض بالبحث العلمي وتشجيع العلماء ؟ أليس الأولى الاهتمام بالتربية والتكوين والدين والأخلاق ؟ أليس الأولى السعي إلى تحقيق الرخاء والعدل والاهتمام بالمحرومين والمظلومين والمعوزين ؟ كل هذه الأموروغيرها مما يبني ويدعم ركائز الدولة القوية هي الكفيلة بغرس حب الشعب لقائده ، وقد قال العالم السوري محمد راتب النابلسي لما سئل عن رأيه في أحداث بلاده : لقد قلنا منذ خمس وعشرين عاما إن الناس في حاجة إلى رغيف الخبزأفضل من أي شيء آخر.
لكن الأسد اختار الإستئساد على المغلوبين والأبرياء والضعفاء واستحل لنفسه البطش والقتل ،لأبناء شعب أعزل لم يطالبوا بأكثر من حقوقهم ، في وقت توجد الجولان في يد الصهاينة وكان الأولى أن توجه أفواه الدبابات والرشاشات والبنادق إلى بني صهيون ، والحال هذه جعلنا نستحضر قول الشاعر:
ألقاب مملكة في غير موضعها            كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
فقد ثبت للعيان أن هذا النظام لايحب إلا نفسه وكرسيه ليبقى في الحكم ولايهمه إن عاث في الأرض فسادا ، بقتل الأبرياء دون هوادة ويهدم المساجد والأحياء وقد يقوم بأي شيء ، لايهمه إلا استمرار حزب البعث في الحكم ومع الأسف معه حلفاؤه الذين يغلبون المصالح السياسية والنفعية  على القتل الممنهج  ، وترك الشعب السوري وحده يواجه مصيره وقدره ، فلا بد أن ينبلج الصبح مهما طال الظلام والظلم