Home»International»فرجة ممتعة على جثث المسلمين؟؟

فرجة ممتعة على جثث المسلمين؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

تسللت الجثث العربية  بمشهادها الإحتفالية الى بيت أكثر من ستة مليار شخص في العالم وتسربت معها رائحة الموت وسيول الدماء الجارفة من عروق أمة اختارت طوعا ان تلعب دور الكومبارس ، في المسرح العالمي ..ففي بلاد هذا الكومبارس كل شيئ مباح ..النهب ،القتل ،الإغتصاب ،الخيانة ،الإذلال ومقابلة الإساءة بإساءة أفظع منها…هذه البلاد المترامية الأطراف والمتعددة الخيرات هي فار التجربة للأسلحة النادرة ..وبلاد تطبيق خيال ألفريد هيتشكوك و عنف أرنولد شوانزينيغر  السريالي  الذي تفنن  الكومبارس  العربي الواقعي في صياغته وجوديا   بمشاهد فاقت ديباجة وسيناريوها أقوى أفلام الرعب العالمية.

لإخراج فيلم سينمائي  يلبي رغبات  جمهوره، ترصد شركات صناعة الأفلام ميزانية ضخمة جدا بملايير الدولارات متنقلة بين مجموعة من المدن والدول ،وتصل مدة إنتاج الفيلم إلى خمس سنوات  مستخدمة في صناعته الخدع والمؤثرات البصرية ومعدات تكنولوجية متطورة جدا في الاضاءة والتصوير وأطر تقنية لها دبلومات عالية في الخدع البصرية وأدوات الإخراج،  وترصد كذلك ممثلين أكفاء لهم بصمتهم في المشهد السينمائي العالمي.. وقبل وصول الفيلم للمشاهد تكون هناك حملة  إشهارية  مكثفة  في مختلف وسائل الاعلام للإقبال عليه…لكن برغم كل هذا الجهد المضني والخطوات العلمية إخراجا وترويجا  لا يصل الفيلم للبشرية كافة ، عكس هذه المشاهد   الدموية ،الطازجة التي بضغطة  كونطرول عفوية في أي مكان في العالم مهما كانت لغته أو لهجته أو عرقه او دينه  تتراءى لك احداثيات الموت بتفاصيلها الدقيقة فالحاجة  للتلذذ  بصور وأشرطة الموت  لم تعد تستدعي ذلك الجيش الكبير خلف الكواليس للإنتاج مادام المسلمين يقدمونها مجانا وبمختلف أشكالها..فقد أصبح العالم الإسلامي من شبه القارة الهندية إلى المغرب العربي ساحة فرجوية ،احتفالية إلزامية  في القتل  والهمجية والتنكيل..

إن ظاهرة الحرب ليست جديدة في تاريخ الإنسانية  وإنما الجديد عندنا  هو هذه المباركة الشعبية الواسعة في تحويل المأتم إلى عرس  كبير تشرف العالم أجمع بدعوات خاصة من مقيميه ..والجديد كذلك هو التمثل والإقتداء باحتفالية حروب إيديولوجية لا تمث لثقافتنا وأخلاقنا وديننا ووشائجنا الإجتماعبة بصلة…فقد كان الغرب في تاريخه الطويل  حريصا على التلذذ بمشاهد الجثث والقتلى  والتي يبدو أنه لا زال حريصا عليها ،  مختبئا  وراء الإعلام  القذر… فأرقى الأفلام التي حطمت الأرقام القياسية في المبيعات  هي التي كانت تجعل الإنسان كانيبالا أو في صراع مع الموت والجمهور/الموضوع  ينادي بشغف …أقتل …أقتل ..كما هو الشأن في فيلم الكلادياتور ببطله راسل كرو..ولازال أرشيفهم  شاهد على ذلك الإنتشاء الحيواني الغريب وهم  يرقصون ويغنون ويتحلقون حول جثث الموتى ….يقول كاهن  كاتدرائية بوي بمناسبة الإستيلاء على بين المقدس الطاهر..((كنت ترى أشياء تدعو إلى الإعجاب كنا نرى أشلاء من الرؤوس ومن الأيدي وأقدام في الطرقات والميادين العامة في المدينة وفي جميع الجهات ، كان الجنود والفرسان يسيرون فوق الجثث  وفي المعبد والرواق  كانت الخيول تخوض في الدماء التي تصل إلى ركب الفرسان  وإلى أعنة الخيول ، إنه حكم عادل وعظيم من الله الذي يشاء أن يلطخ هذا المكان بدماء أولئك ..إنها مشاهد سماوية في الكنيسة  وجميع أرجاء المدينة  راح الشعب يبتهل شكرا لله؟؟؟))…..  إذن شئنا أم أبينا فقد تم اقتيادنا  للإقتداء بأساطير رقصات الموتى  متجاهلين الضرر النفسي البالغ الذي تسببه لنا مثل هذه المشاهد. .حيث  تنشر هذا الصور ثقافة المذلة والقلق والفرار مما قد يعطل الناس على  التواصل مع الحياة بشكل سليم  وقد يمتد التأثير لبقية حياتهم ولأجيال متعاقبة …فالأعين  تعتصر دما ونحن نرى جثث المسلمين بفظاعة صورها  تزين الإعلام المرئي العالمي …فهل نحن ملزمين بذلك؟؟

الجواب قطعا لا، فديننا  هو  دين الرأفة و الرحمة بالميت بعد القصاص منه لأن كل مسلم أراد الطاغية القذافي وأعوانه  الذين قتلوا الآلاف  هالكين، فلما كان الله سبحانه وتعالى رحيما بالعباد  فالحري  بنا أن نكون كذلك مع موتانا ،  مهما بلغت درجات الإختلاف  سواء سياسيا أو عرقيا أو دينيا فقد قام النبي ـ صلّى الله عليه وسلم ـ لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهوديٍّ قال: » أليستْ نفسًا » ؟ رواه البخاري ومسلم ..ولعل من أسمى درجات إكرام الميت في ديننا الحنيف هي دفنه نهجا على سليقة قابيل الذي دفن أخاه هابيل  بعد أن قتله.. ولعل المشاركين اليوم  في الرقصة والمستمتعين برائحة الموت و مشهد الذباب وهو يطوف حول الجثث يحتاجون لغراب آخر يريهم ماذا يفعلون بالميت…قال تعالى(( فبعث الله غرابا  يبحث في الأرض ليريه  كيف يواري سوءة أخيه قال يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين ..))صدق الله العظيم

لقد طبعوا فينا الموت إلى درجة أن المسلم أصبح بخسا وضيعا ،مقارنة بالأجناس الأخرى وما قصة الجندي جلعاد شاليط  مقابل ألف وسبعة وعشرين أسيرا ((1027 مسلم يساوي 1 صهيوني))..لخير مثال على الشتات والدونية التي يعيشها المسلمين، بغض النظر طبعا على الجانب الإنساني لهذه الصفقة.. فهذين الأسبوعين شاليط هو  نجم فوق العادة  في وسائل الإعلام العالمية ومعها صديقتها العربية، بمقابل ذلك غيب أسرى الرأي الفلسطينين عن الإعلام بالرغم من أنهم يفوقون هذا الجندي ثقافة وتكوينا..

إن جوهر مصائبنا مجتمعة ،  يكمن في تحقيرنا لذواتنا واستخفافنا بهويتنا ومتى انتصرنا لأنفسنا، سيصرف العالم انتباهه عنا ويكف على  الإستمتاع  ببداية ونهاية أفلامنا…لانها تخصنا أولا وأخيرا وغير قابلة للعرض كمادة إعلامية دسمة.

محمد بوعلالة

Bouallala112@gmail.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *