Home»International»الزيارة الملكية لوجدة وآفاق التنمية البشرية بالمدينة

الزيارة الملكية لوجدة وآفاق التنمية البشرية بالمدينة

0
Shares
PinterestGoogle+

    ان التهيش الذي عاشته مدينة وجدة لعشرات السنين  اثر بشكل سلبي الى درجة كبيرة على ا لمدينة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية ، وقد انضاف الى عملية التهميش هاته توالي سنوات الجفاف على الجهة الشرقية بصفة عامة   وما زال مستمرا لأكثر من عشرين سنة بحيث ان الجهة الشرقية لا تعرف تساقطات مطرية مهمة ، فنادرا ما تتساقط الامطار بشكل كاف ومنتظم خلال السنة ، وهو الامرالذي اثر بشكل كبير سواء على الانهار التي جف الكثير منها او على مياه العيون  وكذا المياه الجوفية التي  انخفضت الى مستويات قياسية ، وهذه الوضعية الطبيعية انعكست بشكل سلبي على كل  قرى الجهة الشرقية  حيث نزحت الساكنة القروية  بشكل يكاد يكون كليا  في بعض الاحيان الى مختلف مدن الجهة الشرقية كبيرها وضغيرها خصوصا عندما انعدمت مياه الشرب ، والانارة والتطبيب والمدارس سواء منها التعليم الاساسي او الاعدادي او التأهيلي …هذه الهجرة الجماعية الى المدن الكبيرة بالجهة الشرقية بصفة عامة وبوجدة بصفة خاصة اثرت بشكل سلبي على الخريطة الاجتماعية والديموغرافية للمدينة الشرقية ، ومن ابرزهاظهورالعديد من الظواهر الاجتماعية  السلبية  والتي تثملت في اعداد العاطلين بشكل ملموس وبانتشار التسول الذي يشوه ليس المدن الشرقية فحسب وانما هو آفة مرضية اصبحت تعطي انطباعا سيئا غلى المغرب بأكمله ، هذا بالاضافة الى انتشار ظاهرة الاجرام ،بمختلف اشكاله ، وكثر النشالون في المدن حتى انهم صاروا يتجرأون  على ممارسة السرقة عيانا بيانا والويل كل الويل لمن سولت له نفسه ان ينبه الضحية فان مصيره يكون تشريط وجهه بشفرة الحلاقة حتى اصبح الانسان يرى النشال يقوم بعمله ولا يستطيع ان ينبه  المفعول به ، أجل الى هذا الحد وصلت الأمور في وجدة ناهيك عن اعتراض طريق المارة  خصوصا الفتيات وانتشال السلاسل الذهبية منهن مكذا الهواتف المحمولة وكذلك يقع هذا في واضحة النهار  من طرف عصابات تستعمل الدراجات النارية  بلا خوف او تحفظ …والسبب الاساسي في هذه الظاهرة هو البطالة من جهة والهجرة الداخلية من البوادي الى المدن.
*** السكن العشوائي من اكبر الأزمات..
     انضاف الى هذه الظاهرة ظاهرة السكن العشوائي الذي اصبح مثل  الثعبان يلف حول المدينة حيث يقوم بعد ذلك بخنقها ببنايات اما عشوائية لا تتوفر فيها ادنى الظروف الأنسانية التي تليق بحياة كريمة لاماء ولا كهرباء ولا تعبيد للطرق ولا دوريات امنية مما يجعل هذه الاحياء مرتعا لكل انواع الانحلال بما في ذلك المخدرات والدعارة ..ينضاف الى كل ذلك تشويه المعالم العمرانية للمدينة التي تفقد   رونقها وجماليتها عندما تكون محاطة بالبراريك القصديرية  ومجاري المياه المستعملة لافتقاد الاحياء الفوضوية للواد الحار …والأحياء الهامشية الفوضوية هاته صارت تنتشر بشكل سريع كالطفيليات لأن العديد من افراد السلطةيغض الطرف عن هذه الفوضى العمرانية لاسباب يعرفها العام والخاص …فهي سبب اغتناء البعض …ومعانات البعض …وأزمة للبعض الآخر ..
*** ضرورة انشاء حي صناعي تتوفر فيه كل المواصفات.
امام كل هذا ضلت مدينة وجدة كما قلت مهمشة  لعشرات السنين  فكانت كلما طال تهميشها كلما ازدادت مشاكلها تعقيدا وحدة ، وصار من الصعب ايجاد حلول لها فانعكس ذلك على المجال الأقتصادي للمدينة الذي انهار خصوصا بعد ازمة الصحراء وغلق الحدودالمغربية الجزائرية منذ اواخر السبعينيات  فتأثرت المعاملات الاقتصادية والتجارية والفلاحية  بحيث اصبح الرواج الاقتصادي للمدينة يعتمد اساسا على الموظفين  خلال 10اشهر وعلى الجالية المقيمة بالخارج خلال فصل الصيف  ، اما اليد العاملة الصناعية فهي ضعيفة الى شكل كبير نتيجة عدم وجود صناعة  يمكن لها ان تتوفر فيها شروط يد عاملة صناعية تتمتع بحقوق كاملة بما فيها احترام الحد الادنى للاجور ، فحتى المعامل الموجودة حاليا بالحي الصناعي بوجدة  الكثير منها لا يحترم الأجر القانوني للعمال   لذلك تشغل بالأساس الفتياة  لا سيما اللواتي يعانين من حرمان وأزمات قد تكون اجتماعية او عائلية او اقتصادية بحيث تقبل اي أجرة كانت  دون احتجاج او مطالبة بالزيادة …ينضاف الى كل هذا ان الحي الصناعي الموجود بطريق الجزائر هو اسم بلا مسمى لأنه لا تتوفر فيه الكثير من الشروط التي تجعل منه بالفعل حي تتوفر فيه مواصفات الحي الصناعي …لهذا ينبغي وبشكل ملح انجاز حي صناعي آخر بالمدينة تتوفر فيه كل البنيات التحتية الضرورية ..
   *** الواقع الأجتماعي :
انعكست العناصر اعلاه بشكل كارثي على الواقع الأجتماعي لساكنة وجدة فتفشت البطالة سواء منها البطالة المثقفة والتي اصبح يطلق عليها حاملي الشهادات المعطلون ، هذا بالأضافة الى بطالة  " الموقف "  وبطالة التسكع ، وبطالة العبث ، مما أدى الى انتشار ظاهرة المخدرات اوساط الشباب العاطل بشكل ملموس بما في ذلك تعاطي القرقوبي  والسيلسيون ، والديليو …الخ ..الخ اما في اوساط الفتياة والنساء فان ابواب الفساد والدعارة اصبحت مفتوحة على مصراعيها …وحتى من  لم يسقط لا في هذا الفخ او ذاك سقط في فخ التسول الاحترافي بأشكال متطورة ومعصرنة  متجاوزا التسول التقليدي الذي يركز على كلمة يرددها  المتسول الغلبان " صدقة في سبيل الله "
*** الواقع الثقافي والرياضي :
هو واقع مزري الى حد كبير بحيث ان المدينة دخلت في ركود وجمود منذ اواخر الثمانينيات حيث كانت  مختلف المهرجانات التي تنظم في وجدة يضرب  بها المثل في كل المدن المغربية بما في ذلك المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضا والكل مازال يتذكر المسرح العمالي الذي فاز بعدة جوائز وطنية ، بالأضافة الى السهرات الغنائية الهادفة، ومختلف الندوات والمحاضرات التي كان ينظمها العديد من كبار المثقفين مغاربة واجانب …وكم نتمنى للمخرج المسرحي بنقدور ان ينجح في تجاوز كل الصعاب ليقوم خلال شهر رمضان بعرض اول مسرحية له … اما الأزمة الرياضية فهي التي يجسدها حاليا فريق المولودية الوجدة  وغيرها من الرياضات الاخرى  ، وجدة التي كانت خلال السبعينيا  تعرف اقوى الفرق الرياضية  سواء في كرة القدم ، اوكرة اليد ، والكرة المستطيلة …الخ .
*** الأزمة السياسية :
تتمثل في كون الاحزاب  بل فروع الأحزاب منعدمة بوجدة ، وحتى وان وجدت بعض الفروع بشكل دائم فهي اسماء بلا مسميات ، فهي مهمشة من المركزيات الحزبية والتي لا تهتم بها الا عندما  تقترب  الانتخابات حيث تفتح كل الأحزاب مقرات لها في وجدة محاولة بذلك ان تنظم اعراسا مسرحية لفترة زمنية محددة بفترة الانتخابات  ليتم بعد ذلك اغلاق جل مقرات هذه الاحزاب ومنها من يترك مكاتب الفروع تتخبط في اداء فواتير الكراء  بنفسها …
***  انقاذ الموقف بواسطة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية :
امام كل هذه المآسي التي عجزت مختلف السلطات المتتالية على وجدة من عمال وولاة وغيرهم من المسؤولين الذين كان همهم الوحيد هو الاثراء والاغناء ، والتهرب من مواجهة المشاكل  بروح وطنية وجدية ، وجد صاحب الجلالة نفسه ان عليه ان يقود هو نفسه هذه المبادرة ان اراد لها النجاح  ولم تعد له الثقة بان يكلف بها غيره ، لأن ما أكثر المبادرات التي كلف بها جلالته العمال او الولاة  بل حتى الوزراء كان مصيرها الفشل  ، لهذا أخذ جلالته شخصيا على عاتقه  ألاشراف على هذه الأوراش التنموية  نظرا لأهميتها  التنموية  البشرية سواء اجتماعيا او اقتصاديا وبشكل ابراغماتي عملي ، … ان هيلكة مختلف الأحياء المهمشة والفقيرة ، وبناء مختلف المرافق الاجتماعية   والاقتصادية  والرياضية والثقافية بها  بالاضافة الى بناء وتأسيس فضاءات متنوعة الخدمات بمختلف الأحياء الفقيرة من طرف جلالته  خصوصا بمدينة وجدة الا  دليل  وعربون على حرص جلالته لرد الاعتبار لهذه المدينة ، مدينة الالفية  والتي اصبحت من المدن التي تحضى باولى الأولويات بالنسبةلصاحب الجلالة  الذي  صارت مدينة وجدة تحتل مكانة هامة في اجندة جلالته …ولهذا ما علينا كسكان وجدة الا ان نرحب بحرارة بجلالته  ونتمنى له مقاما سعيدا  بين ظهراني سكانهاالذين يكنون لجلالته كل المحبة والتقدير  …

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *