ركوب الشعوب العربية لتحقيق أغراض سياسية عن طريق تسويق العقائد المنحرفة
ركوب الشعوب العربية لتحقيق أغراض سياسية عن طريق تسويق العقائد المنحرفة
محمد شركي
خاب سعي دولة إيران لحد الآن في المنطقة العربية التي تحاول اتخاذها خطوط مواجهة متقدمة ضد الغرب من أجل الالتفاف على عزلتها ، والتغطية على استبدادها الداخلي ، وبطشها بمواطنيها حيث كان أول حراك شعبي ضد الفساد قبل حراك دول الوطن العربي ، وهو حراك واجه البطش والاضطهاد بذريعة وجود خلاف مع الغرب حول البرنامج النووي ، وصار كل من ينتقد سياسة سماسرة العقيدة الرافضية الفاسدة مطعونا في وطنيته وفي دينه مع أن الأمر لا يعدو ذر الرماد في العيون من أجل التمويه على سخط الشعب الإيراني على نظام فاسد مفسد في الأرض. وبعد أن اصطدمت أحلام الدولة الصفوية بصخرة واقع عربي يعرف انتفاضات شعبية ضد فساد أنظمته ، وبعد أن فشلت في محاولة تبني هذه الانتفاضات عبر بعض الأقطار التي تعرف تسويق العقيدة الرافضية المنحرفة عن طريق بعض الطوابير الخامسة المندسة والتي لا تدين بولاء لأوطانها ،وإنما تدين للدولة الصفوية بالولاء العقدي الذي تجعله فوق كل ولاء هدد زعيم الدولة الرافضي بالتدخل في الوطن العربي عبر بوابة دولة البحرين ليجعل منها قاعدة متقدمة على غرار قاعدته في لبنان التي تحدث زعيم طابوره الخامس فيها مؤخرا عن أهمية ولاية الفقيه وهي من عقائد الدولة الصفوية الفاسدة . وليس من قبيل الصدف أن تتراشق المرجعيات الرافضية التهم بسبب قضية ولاية الفقيه حتى أن المرجعيات الرافضية التي تنكرها واجهت تهمة التخابر مع الكيان الصهيوني.وتريد إيران التدخل المباشر في دولة البحرين التي عرفت حراكا شعبيا مناهضا للفساد بكل أشكاله إلا أن الدولة الصفوية أرادت تحويرهذا الحراك لاستغلاله لصالح عقيدتها الفاسدة ، وكأن الشعب البحريني إنما ثار على نظامه من أجل العقيدة الرافضية لا من أجل تغيير فساده السياسي .
وموازاة مع التهديد في التدخل في البحرين أعلنت الدولة الصفوية عن إرسال قطع بحرية قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر بذريعة حقها في التحرك في المياه الدولية مع أن النوايا الصفوية المبيتة باتت واضحة لوجود طبور خامس يدين بعقيدتها في اليمن أيضا في الظرف الحالي حيث الحراك الشعبي اليمني المناهض لفساد النظام . والدولة الصفوية تحاول تجريب نفس الأسلوب المتبع في البحرين في اليمن ، وهو أسلوب بات مكشوفا. وإيران تعتبر الشعوب العربية التي تخترقها بطوابيرها الخامسة المدسوسة عبيدا وأقنانا ، ودروعا بشرية تحتمي بها ضد صراعها مع الغرب . والغرب نفسه المعروف بخبثه ومكره غض الطرف عن تدخل الدولة الصفوية في سوريا ، وهو تدخل فاضح حيث أزهقت مئات الأرواح السورية بدعمها للنظام ، وبنفس الأسلوب القمعي المتبع في إيران قبل الانتفاضات العربية وبنفس الذريعة . والغرب يتحاشى لحد الآن تصفية الحساب مع الدولة الصفوية فوق الأرض السورية القريبة من الأرض التي يحتلها الكيان الصهيوني حفاظا على سلامة هذا الكيان الخبيث وعلى حساب دماء الشعب السوري . وما تقوم به الدولة الصفوية من مقايضة الدماء العربية بمصالحها هو نفس أسلوب الدول الغربية ، والأنظمة العربية الخاضعة لها . فالكل يحاول تسخير الشعوب العربية وركوبها لخدمة مصالحه عن طريق تسويق عقائده الفاسدة . فالغرب يحرص على بقائه في المنطقة العربية من أجل السيطرة على خيراتها خاصة البترول ، ومن أجل أمن الكيان الصهيوني ، وذلك عن طريق تسويق عقيدته العلمانية الفاسدة التي تغري الشعوب العربية بشعارات الديمقراطية والحرية والتقدم . والأنظمة العربية الفاسدة تحرص أيضا على بقائها في السلطة عن طريق تسويق العقائد الدينية المتطرفة المنحرفة بدعوى مواجهة العقيدة الرافضية المنحرفة أيضا . والحقيقة أن انحراف عقائد هذه الأنظمة لا يقل عن انحراف العقيدة الرافضية . وهكذا يلتقي الغرب المفسد مع الدولة الصفوية المفسدة مع الأنظمة العربية الفاسدة في أسلوب ركوب ثورات الشعوب العربية واستغلالها من أجل مصالحها وعن طريق تسويق فاسد معتقداتها .
والواقع أن الشعوب العربية إنما ثارت ضد الفساد وعلى رأسه فساد العقائد المنحرفة من رافضية ، ووهاببية وعلمانية إباحية غربية . وإذا ما سكتت الدولة الرافضية عن جرائم النظام السوري الموالي لها ، فإن غريماتها من الأنظمة العربية في الخليج العربي تغض الطرف عن جرائم النظام اليمني والنظام البحريني لأن مصالحها تقتضي ركوب الحراكات العربية بدعوى أنها حراكات عقائد متصارعة من أجل التمويه على حقيقتها . وما تقوم بها الدولة الصفوية ، والدول الغربية ، والأنظمة العربية الخليجية هو نفس ما تقوم به دول ذات مصالح مثل روسيا والصين حيث تتحكم المصالح في مواقفها المخزية مما يلحق الشعوب العربية من خسائر في الأرواح . ولقد دخلت هذه الدول المغرضة مجلس الأمن وسمسرتها السياسية تعرف أوج قوتها من أجل تصفية الحسابات المصلحية على حساب الشعوب العربية . فالدم السوري صار ورقة مساومة بين الدولة الصفوية وروسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة أخرى ، وكذا الدم اليمني. ومشكلة الثورات العربية أنها لم تفكر لحد الآن في ربط الصلة فيما بينها لمواجهة الذئاب الشرسة الطامعة وعلى رأسها الدول الغربية ، وغريماتها روسيا والصين ، والدولة الصفوية وغريماتها الأنظمة العربية في الخليج ذلك أن البلاد العربية صارت ساحات صراع وقتال بين الأطراف المتصارعة من أجل مصالحها ، لهذا لا نستغرب وجود الأسلحة الإيرانية والروسية والصينية والمرتزقة من هذه البلاد مقابل الأسلحة الغربية والصهيونية في الساحة السورية واليمنية والليبية ، والخاسر في نهاية المطاف هو الشعوب العربية التي صارت مجرد دمى في أيادي الذئاب الكاسرة المتربصة بها من أجل مصالحها المموه عنها عن طريق تسويق عقائد فاسدة .
Aucun commentaire