Home»International»ابو ذر الغفاري – الصحابي « المناضل » –

ابو ذر الغفاري – الصحابي « المناضل » –

2
Shares
PinterestGoogle+

ابو ذر الغفاري هو جندب بن جنادة ,من صحابة رسول الله (ص) ,ينتمي لقبيلة « غفار » التي عرفت في الجاهلية بشراستها, وبطشها, كان افرادها قطاع طرق , وكان ابو ذر يضرب به المثل في الشجاعة و الاقدام , ورغم عادات الجاهلية وطقوسها ,فقد تميز برجاحة العقل و بعد النظر, بحيث لم يكن يطيق عبادة قومه للاوثان من دون الله ويتطلع لظهور نبي جديد يخرج الناس من الظلمات الى النور . وبعد علمه بظهور نبي بمكة اسمه محمد .ارسل اخاه انيس لياتيه باخبار هذا الرجل , وبعد عودته قررابو ذر الغفاري السفر الى مكة للقاء رسول الله ( ص) ثم اعلن اسلامه جهرا رغم ما تعرض له ضرب واهانة وعذاب على يد قريش, الشيء الذي رفع قيمته فلازم  الرسول عليه الصلاة و السلام ,فقرا القران وتعلم الاسلام. وبعد تشبعه بالايمان كلفه الرسول الامين سيدنا محمد (ص) بالتوجه الى قبيلته غفار لاخبارها بما راى وسمع ودعوتها للاسلام عندما تنتشر الدعوة المحمدية , وقد تم له ذلك نظرا لما كان يحضى به من مكانة لدى افراد القبيلة , وبعد  الهجرة النبوية الى المدينة  جاء  ابوذر رفقة قبيلته وقبلة « اسلم  » لاعلان اسلامهم امام نبي الله (ص) وكان لذلك وقع طيب لديه (ص )وقال في حقهم : « غفار غفر الله لها و اسلم سالمها الله. »
ابو ذر فارس من فرسان الاسلام
قال فيه (ص) : »ما اظلت الخضراء , ولا اقلت الغبراء  من ذي لهجة اصدق ولا اوفى من ابي ذر….. » .شارك في غزوة تبوك الى جانب رسول الله  »(ص) .ترك ناقته المريضة ومشى راجلا ووحيدا في الصحراء الى ان لحق بجيش المسلمين وقال عنه (ص) .: » رحم الله ابا ذر , يمشي وحده , ويموت وحده ,ويبعث وحده ويشهده عصابة من المؤمنين. » وكان رحمه الله منبرا للاسلام.
ابوذر رائد من رواد الاصلاح
بعد وفاة رسول الله ‘(ص) لم  يطق ابوذر ‘(ض) البقاء في المدينة, وهاجر الى الشام واقام بباديتها طيلة  حكم ابو بكر الصديق و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما . وفي عهد عثمان بن عفان'(ض) راى اقبال الناس على الدنيا وملذاتها , ولم يكن يخشى في قول الحق لومة لائم ’ كما ان انحيازه للفقراء وصدحه بالحق جر عليه الكثير من المتاعب , حين استشرى الفساد في صفوف الحكام والولاة . فشكاه معاوية بن ابي سفيان الى الخليفة عثمان مدعيا ان ابا ذر افسد الناس بالشام .ولما استفسره امير المؤمنين عن اسباب ذلك  , اجاب بان الاغنياء تزداد اموالهم عن حاجتهم , والفقراء في حاجة. فقال عثمان : » يا ابا ذر , علي ان اقضي ما علي , واخذ ما على الرعية,ولا اجبرهم على الزهد ,وان ادعوهم للاجتهاد و الاقتصاد…. ».                                                                                                                               ولكن ابا ذر يرى انه لا يجب الاكتفاء بالزكاة الواجبة , والامة فيها جياع و فقراء لايجدون ما يسدون به رمقهم . مستندا على الادلة القرانية و الاحاديث النبوية. وبسبب ما لقيه من لا مبالاة استاذن الخليفة عثمان للخروج الى « الربدة » و هي قرية صغيرة من قرى المدينة , ورحل اليها , حيث اقام بعيدا عن الناس الى ان وافته المنية , وفي رواية اخرى فانه قد نفي قسرا الى  هذا المكان الخالي لعدم مجاراته لحكام ذلك الزمان.وصدق رسول الله (ص) حين قال في حق ابي ذر : » تمشي وحدك, وتموت وحدك, وتبعث وحدك. » . »
ما احوج المسلمين في هذا العصر لرجل مثل ابي ذر الغفاري (ض) في صدقه وسلوكه , كان جريئا لا يعرف الرياء ,ولا النفاق ,وييعبر عن رايه بحرية وعلانية , فضل  الضيق في الحق على السعة في الباطل.ومن اقواله(ض) ان الولاة,قد احدثوا اعمالا قباحا لانعرفها,من سنة تطفئ وبدعة تحيى, وقائل بالحق مكذب , واثرة لغير تبقى ,وامين-مستاثر عليه-من الصالحين …… ».
فابو ذر اول من صبر على المحن و الرزايا.قال رسول الله (ص) : »يا ابا ذر انت رجل صالح ,سيصيبك بلاء بعدي « قلت:في الله؟ قال: »في الله. قلت: مرحبا بامر الله … ».ومن وصاياه (ص) لابي ذر : » اصبر حتى  تلقاني.. ».
هذه الشخصية الفذة في التاريخ الاسلامي لم تنل حقها ,لان صاحبها فضل شضف العيش والزهد في الدنيا ,والعمل للاخرة ,ليلقى ربه راضيا مرضيا,وطريقه في الدعوى كان شاقا,عذب لاشهاره الاسلام,ونفي الى » الشام « ثم الى « الربدة « لعدم مهادنته للولاة لتصرفهم في اموال المسلين بغير حق ,واغداق الهدايا والعطايا على المقربين وذوي النفوذ والجاه.وما كان ذلك ليرضي صحابي من صحابة رسول الله (ص) فانبرى منتقدا تصرفاتهم .فجر عليه ذلك غضبا شديدا , فتسلح بالصبر ومضى في طريقه لايؤنسه الا الحق ولا يوحشه الا الباطل .فلو اراد المال والجاه مقابل سكوته لكانت له منه القناطير المقنطرة, لكنه ابى رحمه الله غير ذلك ,حين قال : »والله ما اريد الا الله صاحبا ,وما اخشى مع الله وحشة. »            رحم الله اباذر ,مشى وحده ,ومات وحده غريبا,فطوبى للغرباء.
.
المرجع:ابوذر الغفاري .رمز اليقضة في الضمير الانساني.
تاليف:الشيخ محمد جواد ال الفقيه.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *