فزوان : ابداعات فنية ، وفريدة لشاب عاطل .
شحت السماء ، وأمسكت عن الأمطار خلال فصل الشتاء هذا الذي انقضى منه شهرا كاملا وكأن الشمس هي شمس فصل الصيف ، ومن باب حب الأستطلاع اردت ان ابتعد عن مدينة وجدة محاولا استكشاف الحقول وما آلت اليه ، انطلقت في اتجاه حامة فزوان ، التي غالبا ما تكون حقولها في مثل هذا الشهر تشعر الزائر بالبهجة والراحة النفسية ، لما يشاهده من مناظر خلابة ، الا ان هذه السنة لا تختلف حقول فزوان عن غيرها فهي جذباء شبه قاحلة ، تنتظر الفرج من رب السماء الذي يؤلف بين السحاب فيخرج الودق من خلاله … وصلت الى قرية فزوان و بمجرد نزولنا من السيارة اثار انتباه ابنتي الصغيرة مجسمات لمختلف الحيوانات وكأنها حقيقية عبارة عن فيلة ، وزافات ، وأسد ، ولقالق ، وطيور النعام ، وتماسيح ، …و…و ….وقد رتبت على بقعة ارضية مرتفعة بشكل دقيق ومدروس ، بحيث ان الزائر يخالها حيوانات حقيقية نتيجة الدقة الرائعة التي نحتت بها خصوصا وانها مكسوة بأثواب وجلود ملائمة لكل مجسم حيواني ،مما اضفى عليها طابعا ابداعيا وفنيا رائعا …اعتقدت في باديء الأمر ان حديقة الحيوانات – المصطنعة – هاته هي ملك للجماعة القروية لفزوان ، حيث ان ابنتي هرولت بسرعة تجاه الديناصور الضخم وهي تطلب مني ان آخذ لها صورة مع هذا الحيوان التاريخي ، الذي تعتبر المعرفة التي لدينا عنه هي مجرد معرفة سمعية ، وان مشاهدته وملامسته هي من قبيل المستحيلات ، غير انك في فزوان يمكنك ليس ملامسة الديناصور بل يمكنك ان تأخذ صورة تذكارية معه ….
وفي الوقت الذي هممت بأخذ هذه الصورة التذكارية لأبنتي تقدم مني شاب اقترب سنه من الأربعين ، وقال لي وبأدب :
– سيدي واجب أخذ الصورة هو 10 دراهم
فقلت له
– هل الجماعة القروية هي التي سنت هذا الواجب على كل من اراد ان يأخذ صورة مع هذه الحيوانات
فقاطعني قائلا :
– لا يسيدي …لا دخل للجماعة القروية في الموضوع فهي من ابداعاتي انا ، وهي مصدر رزقي
فسألته:
– أ أنت الذي ابدعتها
فرد قائلا :
– انا …انا من صنعها
هذا وبعد دردشة قصيرة …أحس بنوع من التجاوب، والتعاطف معه … استطرد قائلا
– فانا شاب عاطل…حاصل على شهادة الأجازة سنة 1991 من جامعة محمد الأول بوجدة في تخصص اللغة العربية وآدابها …وناضلت ضمن جمعية الشباب المعطلين ….اطالب بحقي في الشغل والعمل ضمن اسلاك الوظيفة العمومية ، ناضلت وناضلت …وأخذت السنين تمر ، والعمر يتقدم بي …فأدركت انه ينبغي علي ان ادرك نفسي قبل فوات الأوان وأن اشق لها طريقا في الحياة بجهدي الخاص ، وانه ينبغي علي ان اعتمد على نفسي لبناء مستقبلي بنفسي وان انتظار الوظيف لم يعد يجدي نفعا … ، فكان علي ان افجر مواهبي الفنية والأبداعية الكثيرة ، لكن تبين لي ان عملية الأبداع تتطلب هي الأخرى امكانيات مادية احيانا كبيرة لا أستطيع توفيرها ، كما انني طرقت ابواب العديد من الأبناك التي تتحدث عن قروض للشباب المبدع غير انني اكتشفت ان ذلك مجرد كلام في كلام …ومرة أخرى أصبت بالأحباط لكن عزيمتي كانت قوية ،نعم قوية ، كان لابد لي ان ابدأ في بناء حياتي … وأخترت حامة فزوان فقمت بكراء هذه البقعة الأرضية – مساحتها حوالي 300 متر مربع – ب1000 درهم شهريا ، وقمت بنحت هذه الحيوانات وتغليفها بمختلف انواع الجلود والأثواب ، وأمتهنت حرفة مصور التقط الصور التذكارية لزوار حامة فزوان مع هذه الكائنات …
وقاطعت الشاب الخطروني ادريس قائلا :
– هل تستطيع نحت كل انواع الحيوانات
فرد قائلا
– انا قادر على نحت كل حيوان تريد وتغيلفه بالثوب او بالجلد وصباغته بحيث لا تستطيع ان تميز بينه وبين الحيوان الحقيقي ، فانا اتقن بدقة هذا النوع من الفن ، بل لدي العديد من الأفكار التي ما تزال لم تخرج الى الوجود …
فقلت له
– هل حاولت تسويق انتاجاتك الفنية هاته
أجاب قائلا :
– حاولت ، وبالفعل قدمت لي طلبات لصنع انواع من الحيوانات للعديد من المدارس الخصوصية في الدار البيضاء وبالفعل انجزت ذلك ، حيوانات زينت بها هذه المدارس ساحاتها ، …
وسألته
– هل فكرت في عرض انتاجاتك هذه ببعض الدن المغربية او على الأقل بمدينة السعيدية خلال فصل الصيف …
فقال
– ان السعيدية مدينة شاطئية … والحيوانت التي ينبغي نحتها هي مختلف انواع اسماك القرش او الدلافين ، وانا لدي العديد من الأفكار لصنع مظلات على شكل سمك " الراية " لكن ينبغي اولا العثور على زبائن …فالأمر يتطلب تشجيع وتحفيز سواء من طرف الجماعة القروية لفزوان ،او من طرف السلطات ، بحيث انني في حاجة الى ترخيص كفنان في مجال النحت ، فالرخصة الوحيدة التي منحت لي لحد الآن هي مصور ، كما انني في حاجة الى بقعة ارضية تمنح لي حتى يتسنى لي ان اتخذها كمعرض دائم لمنتوجاتي …كما ان هذا النوع من الفن يتطلب امكانات مادية كبيرة اذن انا في حاجة الى تمويل على شكل قروض ، خصوصا وانني قادر على تسديد اي قرض ، لأنه سبق لي ان قمت ببيع زرافة بحوالي 20.000،00 درهم و 15.000،00 درهم …اذن المشكل هو مشكل امكانيات مادية حتى يتسنى لي انجاز معارض في العديد من المدن ولي اليقين بانه سيكون هناك اقبال كبير على منتوجاتي الأبداعية ، الفريدة ..انني الآن لا أطلب من الدولة ان تقوم بتوظيفي او ان تجد لي شغلا ، بل التمس منها فقط او من أحد الأبناك ان تمنحني قرضا في حدود 100.000،00 درهم وبذلك سوف أطور ابداعاتي ، وسوف اقوم بتسويقها ليس فقط داخل المغرب وانما ايضا خارج المغرب ، فالعديد من السياح الأجانب الذين يزورون حامة فزوان يعجبون بدقة نحتها ، ودقة تغليفها …والكثير منهم تحدث معي في موضوع عقد صفقات مع مؤسسات بالخارج مهتمة بمثل هذا النوع من الأبداع الفني الفريد …غير ان الأمكانيات المادية هي العائق الوحيد امام طموحاتي في هذا المجال .
– واستطرد الشاب الخطروني ادريس قائلا : لكن انا انتظر حاليا اعادة هيكلة حامة فزوان ولقد تلقيت وعودا من المجلس القروي لفزوان بانه سيمنحني قطعة ارضية بالمركز الجديد وأتمنى ان يفي بوعده…يبقى مشكل القرض " فلها مدبر حكيم " .
كانت تلك هي قصة هذا الشاب " الخطروني ادريس " الذي اختار مركز فزوان وفجر ابداعاته الفريدة بين جبال بني يزناسن ، فهل يجد الخطروني ادريس من يقف بجانبه حتى يرتقي ابداعاته الفنية هاته الرائعة ؟ انه نداء ، واتمنى ان لايكون ندائي هذا :مجرد صيحة في واد
Aucun commentaire
مبدع حقا و يستحق كل التشجيع فقد امتعنا نحن ايضا عند زيارة حامة قزوان حيث اضفى عليها نكهة فريدة. فبالتوفيق.
بالتوفيق اخي وربنا هو المعين وانا جد فخورة بشخصيتك وتفائلك بالحياة فواصل اخي ادريس مسيرتك انشاء الله الفرج ات وكل مانطلبه هو الوقوف بجانب هدا الشاب لتحقيق طموحه وهدفه وشكرا
إنه لما يحز في النفس أن تهدر مثل هذه الطاقات الجبارة.والأدهى أن جهات خارجية يمكن أن تستغلها بسبب هذا الهدر.ولكن نطلب من الأخ إدريس أن يتكل على الله ويجعل يقينه فيه.وعاجلا أوآجلا بإذنه تعالى ،سيجد من يكون سببا في مساعدته.
super,super,super
impecable tres interessant ce travail, continue ton chemin,que dieu t’aide ,bon courage
إنه لما يحز في النفس أن تهدر مثل هذه الطاقات الجبارة.والأدهى أن جهات خارجية يمكن أن تستغلها بسبب هذا الهدر.ولكن نطلب من الأخ إدريس أن يتكل على الله ويجعل يقينه فيه.وعاجلا أوآجلا بإذنه تعالى ،سيجد من يكون سببا في مساعدته// gooode blese ande u muste succs
u are stare ande u muste succse