Home»International»هل سيعتبر المسلمون بمطالبة الكيان الصهيوني بيهوديته لاسترجاع الثقة في إسلامهم ؟

هل سيعتبر المسلمون بمطالبة الكيان الصهيوني بيهوديته لاسترجاع الثقة في إسلامهم ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

كم نبه العقلاء إلى أن الكيان الصهيوني إنما يحارب الأمة العربية والإسلامية انطلاقا من عقيدته اليهودية ، و كم شكك في ذلك السفهاء من الذين تنكروا لعقيدتهم الإسلامية ، وحاولوا التصدي للعدو الصهيوني بدون عقيدة وانطلاقا من شعارات جوفاء سرعان ما تبخرت أمام إصرار الصهاينة على التشبث بعقيدتهم اليهودية. لقد كان السفهاء في بلاد العروبة والإسلام يبذلون قصارى جهودهم لإقناع غيرهم بالفرق بين اليهودية والصهيونية في الوقت الذي كان العقلاء يصرون على أن اليهودية والصهيونية وجهان لعملة واحدة . ولما كتب الفيلسوف الفرنسي رجاء جارودي كتابه  » الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل  » وذكر من ضمن الأساطير يهودية دولة إسرائيل حاربه اليهود في فرنسا وغيرها وصادروا كتابه من الأسواق لمنعه من التداول الفاضح لعنصرية الكيان الصهيوني ، وغفل عن هذا الكتاب العرب والمسلمون الذين لا يغفلون عن الكتب التي تصدر في العواصم الغربية ويقبلون عليها بنهم وشهية حتى تلك التي تحتقرهم . إن اليهود كانوا منذ أن خلقهم الله عز وجل عنصريين نظرا للعقيدة اليهودية العنصرية التي يدينون بها ، وكانوا ولا زالوا عبر تاريخهم يتسترون بالتقية ولا يكشفون عن عنصريتهم في أرجاء العالم حفاظا على مصالحهم .

ولقد أفادتهم تقيتهم في الاستعداد الطويل عبر القرون الطويلة لاغتصاب أرض فلسطين العربية الإسلامية من أجل تكوين ما يسمى الوطن القومي لليهود على أساس العقيدة اليهودية العنصرية التي ترفع العرق اليهودي فوق كل الأعراق وتعتبره شعب الله المختار لقيادة العالم. لقد حان الوقت الذي استطاع فيه اليهود الجهر بمطلب يهودية دولتهم بعدما تقنعوا بالتقية لعقود من السنين بعد اغتصاب أرض فلسطين وكانوا من قبل يدعون أن كيانهم كباقي الكيانات العلمانية الغربية التي لا تعير أهمية للأديان والعقائد. فاليهود خلاف الصليبيين لم يعودوا يزعمون أن كيانهم علمانيا بل يصرون على أنه كيان متدين وله عقيدة ، ومن أجل هذه العقيدة اغتصبوا أرض فلسطين لتكون منطلقهم للسيطرة على كل العالم بناء على اعتقادهم بأنهم أشرف خلق الله المؤهل لقيادة الناس في الأرض نيابة عن الله تعالى .

لقد ظل اليهود لقرون طويلة وهم يعيشون في الشتات متشبثين بعقيدتهم اليهودية التي كانت حافزا لهم على التفكير في الهجرة إلى أرض فلسطين في دفعات مغتنمين الفرص التاريخية السانحة حتى كان احتلال الانجليز لفلسطين والذي وفرهم الغطاء للهجرة الفاضحة وتكوين الكيان الذي طالما كان مجرد حلم في كتبهم الصفراء يحلمون به . ولقد كان المسلمون والعرب يحتضنونهم بين ظهرانيهم بموجب قانون أهل الذمة في دين الإسلام ، وهو دين يحترم حرية التدين ويوفرون لهم العيش الكريم ، وقد استغل اليهود هذا القانون وهذا التسامح الديني لتحقيق حلمهم في تكوين الوطن القومي اليهودي. والغريب أن البلاد العربية والإسلامية التي كانت تملك السجلات الرسمية للجاليات اليهودية التي كانت تحتضنها لم تفكر يوما في الكشف عن هذه السجلات أمام أنظار مجلس الأمن أوالأمم المتحدة لفضح الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين العربية الإسلامية على حساب تهجير سكان فلسطين الذين صاروا لاجئين . لقد صار العالم اليوم يتحدث عن قضية اللاجئين الفلسطينيين وعن عودتهم ، وصار هذا الموضوع نقطة من نقط ما يسمى المفاوضات بين اليهود والفلسطينيين دون طرح قضية المهاجرين اليهود إلى أرض فلسطين علما بأنه مقابل كل لاجىء فلسطيني يوجد مهاجر يهودي. وما الاستيطان الذي أصبح يشكل قضية في ما يسمى المفاوضات سوى قضية طرد الفلسطينيين لتوطين اليهود . والمستوطنات هي مربط الفرس في القضية الفلسطينية لأن فلسطين برمتها عبارة عن مستوطنة استوطنها اليهود بعدما طردوا أهلها . فاليهود بموجب عقيدتهم يحاولون تهويد الأرض العربية الفلسطينية بشتى الطرق والوسائل بدءا بتغيير هندسة البناء العربي الإسلامي عن طريق الهدم والتقويض واستبداله بالبناء اليهودي ومرورا بالقوانين المضيقة على العرب والمسلمين في فلسطين من قبيل فرض الولاء للدولة اليهودية عليهم أو تصنيفهم كمواطنين من الدرجة المتخلفة في سلم الانتماء العنصري للكيان الصهيوني وانتهاء بإعلان يهودية الكيان واشتراط الاعتراف به على العرب والمسلمين من أجل الحصول على كانتونات محاصرة من كل حدب وصوب بكل ما هو يهودي في انتظار أن يحين الوقت لتهويد هذه الكانتونات بدورها . لم نكن ننتظر من الصهاينة غير الإعلان عن يهودية كيانهم ، وكان ذلك أمرا معروفا منذ زمن بعيد ، ولكن الذي لم نتوقعه أبدا أن تحيد البلاد العربية والإسلامية عن عقيدتها مقابل تشبث اليهود بعقيدتهم . لقد حاربت الأنظمة العربية والإسلامية كل مظاهر التدين عند شعوبها ، وصار حظ التنظيمات السياسية ذات الصبغة الدينية الحظر والمتابعة والمحاكمة بإيعاز من اللوبي اليهودي الذي يمسك بزمام الأمور في الولايات المتحدة الأمريكية والعواصم الأوروبية . لقد جيشت الولايات المتحدة الجيوش لغزو أفغانستان لوجود نظام إسلامي فيها يناقض العلمانية الغربية المقنعة ذلك أنه لا الولايات المتحدة ولا دول أوروبا الغربية تخلت في يوم من الأيام عن عقيدتها الصليبية ، ولا اليهود تخلوا عن عقيدتهم اليهودية ، والشعارات العلمانية ما هي إلا رماد يذر في عيون المغفلين من العرب والمسلمين الذين تخلوا عن إسلامهم . إن الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية تحارب في أفغانستان انطلاقا من عقيدة ، تماما كما يحارب اليهود انطلاقا من عقيدة بينما العرب والمسلمون بعضهم يحارب وبعضهم يستسلم وبدون عقيدة.

والسؤال المطروح هل يستطيع العرب والمسلمون الجهر بإسلامية ما ضاع منهم في أرض فلسطين كما جهر اليهود بيهودية ما اغتصبوه من هذه الأرض ؟ وهل سيتعظ العرب والمسلمون ، ويتأكدون من أن الصهيونية واليهودية وجهان لعملة واحدة أم سيستمرون في غفلتهم مع أن الحقيقة قد انكشفت ؟ وهل سيعلن العرب والمسلمون الجهاد من أجل استرجاع الأرض الضائعة مهما طال زمن الجهاد دون يأس ويصبرون على ذلك كما صبر اليهود قرونا طويلة من أجل تحقيق حلمهم العنصري . فإذا كان الظالم اليهودي يصبر قرونا من أجل تحقيق ظلمه فكيف لا يصبر المسلمون أصحاب الحق المشروع من أجل استرجاع حقهم ؟ وكيف يستسلمون للمفاوضات وللرباعية التي هي مجرد صليبية متصهينة ؟ فمتى كان الخير يأتي من الولايات المتحدة ومن أوروبا الغربية ومن الرباعية حتى يأتي اليوم ؟ إن أفضل سلاح يواجه به المسلمون اليهود هو الإسلام فمتى سيقتنع المسلمون بذلك من أجل استرجاع ما ضاع منهم ؟ ومتى سيتعظون ؟؟؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *