المستشارة ميركل والإساءة لنبي الإسلام
إساءة جديدة للمسلمين ولمقدساتهم، وإن كانت هذه المرة بمستوى جديد، وذلك بقيام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتكريم الرسَّام الدنماركي كيرت فيسترجارد، الذي أعدَّ رسوماً كاريكاتيرية تسيء للنبي محمد ونشرها في صحيفة يلاندس- بوستن الدنماركيَّة في أيلول 2005. فلقد سلمت المستشارة الألمانية جائزة حرية الصحافة في ختام ندوة دوليَّة حول وسائل الإعلام في برلين، قائلة: إن مهمَّة فيسترجارد هي الرسم، مشددةً على أن «أوروبا هي المكان الذي يسمح فيه لرسام كاريكاتير برسم شيء كهذا»، مضيفة: «إننا نتحدث هنا عن حرية التعبير وحرية الصحافة»، فيسترجارد حصل على جائزة التقدير «لالتزامِه الراسخ بحرية الصحافة والرأي وشجاعته في الدفاع عن القِيم الديمقراطيَّة رغم التهديدات بأعمال العنف والموت» التي يتعرض لها، بحسب المسؤولين عن الجائزة.
التكريم الألماني للرسَّام الدانماركي بعد هذه السنوات الطويلة وبعد أن كاد الناس ينسون إساءته، فيه امتهان للمسلمين واستخفاف بالأمة العربية والإسلامية وبشكل مُخجلٍ ومخزٍ، لو أن ميركل توقَّعت ولو بنسبة ضئيلة أن موقفها غير الأخلاقي ولا المنطقي هذا سيكلِّف بلادها مصالح اقتصاديَّة، أو أن شحنات من النفط ستتأخر لأيام عن المصانع الألمانيَّة، لما تجرأت على هذا الاستفزاز الأخرق.
الحديث عن حرية الرأي والشجاعة هنا حديثٌ كاذب ويفتقر للأخلاق بحدها الأدنى، فالشجاعة لا تكون بانتهاك الحرمات الدينية لمليار ونصف من البشر، ثم هل تقبل ميركل أن يقوم رسام باستعراض حريتِه من خلال رسوم تعرض تساؤلات عن «المحرقة»؟!
تكريم ميركل لفيسترجارد فيه تحريضٌ وتشجيع للفنانين والأدباء الغربيين والألمان على التجرُّؤ على المقدَّسات والسخرية منها، لينالوا الشهرة الإعلاميَّة والحظوة لدى القيادات السياسية، كما أن في موقف المستشارة إساءة للمسلمين الألمان والأوروبيين والتعامل غير المباشر معهم كمواطنين من الدرجة الثانية، فالإساءة لدينهم من الأمور التي تحظى برعاية وعناية الدولة على أعلى مستوياتها.
الحديث عن حريات الصحافة والتعبير والديمقراطية تبدو كذبةً فاقعة، ونحن نرى أن الحلفاء الرئيسيين للغرب في العالم الإسلامي هم الأنظمة القمعيَّة والدكتاتورية التي تنوء بالفساد المالي والإداري.
الأمر العجيبُ أن ميركل وفي ذات المناسبة ندَّدت بعزم الكنيسة الأمريكيَّة في فلوريدا إحراق نُسخ من المصحف معتبرة الخطوة «عملاً غير مقبول إطلاقاً».
وقالت المستشارة الألمانية: «إذا كان هناك قس متطرِّف في الولايات المتحدة يريد أن يحرق المصحف في 11 أيلول فإنني أجد في ذلك نقص احترام وعملاً مُشيناً وخاطئاً».
الملاحظ أن التنديد الغربي بمسألة حرْق القرآن جاء فقط بُعيد أن حذَّر الجنرال بترايوس قائد القوات الأمريكيَّة من خطورة الحدث على حياة الجنود الأمريكيين والغربيين في أفغانستان، وكأن دافع التنديد الغربي هو الحرص على حياة جنودهم، وليس على مشاعر المسلمين ولا مقدساتهم، وإلا فكيف نفهم هذا التناقض الصارخ في مواقف المستشارة الألمانيَّة؟
ياسر سعد
إساءة جديدة للمسلمين ولمقدساتهم، وإن كانت هذه المرة بمستوى جديد، وذلك بقيام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتكريم الرسَّام الدنماركي كيرت فيسترجارد، الذي أعدَّ رسوماً كاريكاتيرية تسيء للنبي محمد ونشرها في صحيفة يلاندس- بوستن الدنماركيَّة في أيلول 2005. فلقد سلمت المستشارة الألمانية جائزة حرية الصحافة في ختام ندوة دوليَّة حول وسائل الإعلام في برلين، قائلة: إن مهمَّة فيسترجارد هي الرسم، مشددةً على أن «أوروبا هي المكان الذي يسمح فيه لرسام كاريكاتير برسم شيء كهذا»، مضيفة: «إننا نتحدث هنا عن حرية التعبير وحرية الصحافة»، فيسترجارد حصل على جائزة التقدير «لالتزامِه الراسخ بحرية الصحافة والرأي وشجاعته في الدفاع عن القِيم الديمقراطيَّة رغم التهديدات بأعمال العنف والموت» التي يتعرض لها، بحسب المسؤولين عن الجائزة.
التكريم الألماني للرسَّام الدانماركي بعد هذه السنوات الطويلة وبعد أن كاد الناس ينسون إساءته، فيه امتهان للمسلمين واستخفاف بالأمة العربية والإسلامية وبشكل مُخجلٍ ومخزٍ، لو أن ميركل توقَّعت ولو بنسبة ضئيلة أن موقفها غير الأخلاقي ولا المنطقي هذا سيكلِّف بلادها مصالح اقتصاديَّة، أو أن شحنات من النفط ستتأخر لأيام عن المصانع الألمانيَّة، لما تجرأت على هذا الاستفزاز الأخرق.
الحديث عن حرية الرأي والشجاعة هنا حديثٌ كاذب ويفتقر للأخلاق بحدها الأدنى، فالشجاعة لا تكون بانتهاك الحرمات الدينية لمليار ونصف من البشر، ثم هل تقبل ميركل أن يقوم رسام باستعراض حريتِه من خلال رسوم تعرض تساؤلات عن «المحرقة»؟!
تكريم ميركل لفيسترجارد فيه تحريضٌ وتشجيع للفنانين والأدباء الغربيين والألمان على التجرُّؤ على المقدَّسات والسخرية منها، لينالوا الشهرة الإعلاميَّة والحظوة لدى القيادات السياسية، كما أن في موقف المستشارة إساءة للمسلمين الألمان والأوروبيين والتعامل غير المباشر معهم كمواطنين من الدرجة الثانية، فالإساءة لدينهم من الأمور التي تحظى برعاية وعناية الدولة على أعلى مستوياتها.
الحديث عن حريات الصحافة والتعبير والديمقراطية تبدو كذبةً فاقعة، ونحن نرى أن الحلفاء الرئيسيين للغرب في العالم الإسلامي هم الأنظمة القمعيَّة والدكتاتورية التي تنوء بالفساد المالي والإداري.
الأمر العجيبُ أن ميركل وفي ذات المناسبة ندَّدت بعزم الكنيسة الأمريكيَّة في فلوريدا إحراق نُسخ من المصحف معتبرة الخطوة «عملاً غير مقبول إطلاقاً».
وقالت المستشارة الألمانية: «إذا كان هناك قس متطرِّف في الولايات المتحدة يريد أن يحرق المصحف في 11 أيلول فإنني أجد في ذلك نقص احترام وعملاً مُشيناً وخاطئاً».
الملاحظ أن التنديد الغربي بمسألة حرْق القرآن جاء فقط بُعيد أن حذَّر الجنرال بترايوس قائد القوات الأمريكيَّة من خطورة الحدث على حياة الجنود الأمريكيين والغربيين في أفغانستان، وكأن دافع التنديد الغربي هو الحرص على حياة جنودهم، وليس على مشاعر المسلمين ولا مقدساتهم، وإلا فكيف نفهم هذا التناقض الصارخ في مواقف المستشارة الألمانيَّة؟
Aucun commentaire