لغة سياسية لا تجسد صلة حقيقية بين الكلمة ومعناها الحوار الفلسطيني – الفلسطيني
لغة سياسية لا تجسد صلة حقيقية بين الكلمة
ومعناها
الحوار الفلسطيني – الفلسطيني
أبو سفر
تتردد في هذه الأيام عبارة
الحوار وثقافة الحوار وروح الحوار واحترام الرأي الآخر ، وذلك في سياق التطلع إلى
مساحة من الحرية أو فضاء مشترك يؤدي إلى حقيقة جديدة تؤدي إلى وحدة الصف والهدف ،
ولكن في إطار الاعتراف بواقع التعددية والاختلاف وحقوق الإنسان والحريات العامة ، والحقيقة
النسبية التي ينتجها البشر لأنفسهم وفق شروط الزمان والمكان والمعرفة والانتماء
السياسي والثقافي والمركز الاجتماعي . كما
تتردد في هذه الأيام عبارة العقل ، والعقل كما وصفه ديكارت مؤسس الفلسفة الحديثة اعدل الأشياء قسمة بين الناس ، وهو الشيء الوحيد
الذي يجعل الإنسان إنسانا ، وبحكم أن العقل أعدل الأشياء قسمة بين الناس ، وبحكم
انه هو الذي يجعل الإنسان إنسانا ، وبحكم ماهيته ، وبحكم كونه عقل الواقع وعقل العالم
، ولذلك يجب ان يكون هو الذي يحاور ، وأي تعريف غير ذلك للعقل سوف يهدم مشروعية
الحوار . وبناء على هذا التحديد للعقل يمكن القول ان الحوار أي حوار بصفته حوارا
مع الذات ( مونولوغ ) أو حوارا مع الأخر ( ديالوغ ) أو حوارا مع العالم ) ديالكتيك
) هو أساس الثقافة . والثقافة لا تقبل القسمة ، لأنها المظهر الروحي للمجتمع ، ولأنها
تنبع من المجتمع ولا تغرس فيه من الخارج .
وهذا يعني ان الثقافة أساس اجتماعي يتفق مع الفطرة
الاجتماعية والبيئة الجغرافية والتاريخ كما تتوافق المطالب النفسية والبيولوجية
للإنسان ، كما يعني ان الثقافة تمتاز بالدوام والاستمرار عبر الزمن لأنها تخرج من
نطاق التركيب الطبيعي للإنسان إلى ان تصبح خلال مراحل نموه جزءا من شخصيته ، وعلى
ضوء ذلك يمكن تحديد شروط الحوار بالعقل والثقافة والبيئة الاجتماعية والبيئة
الجغرافية والتاريخ والإنسان .
والسؤال الان هل يتوافق عقل حماس وعقل مجموعة
المصالح في حركة فتح ، وهل تتوافق ثقافة حماس وثقافة مجموعة المصالح في حركة فتح ،
وهل تتوافق البيئة الاجتماعية التي تطورت فيها حركة حماس مع البيئة الاجتماعية
التي تطورت فيها مجموعة المصالح في حركة فتح ، وهل تتوافق البيئة الجغرافية التي
تطورت فيها حركة حماس مع البيئة الجغرافية التي تطورت فيها مجموعة المصالح في حركة
فتح ، وهل تتوافق الظروف التاريخية التي تطورت فيها حركة حماس مع الظروف التاريخية
التي تطورت فيها مجموعة المصالح في حركة فتح ، والجواب بالطبع لا ، ولا كبيرة عرضها
كعرض السموات والأرض ، فعقل مجموعة المصالح في حركة فتح عقل غريزي مادي ميكانيكي
حيواني مركزة الغرائز والحواس ، وهو عقل ماضوي رجعي ارتدادي فاشستي يعيد أنتاج
نفسه ، وكأن التاريخ الفلسطيني حماقة مستمرة لا نهاية لها ، وعقل انعكاسي يعكس
الواقع ولكن دون التفاعل معه عمليا ، وهذا يعني ان هذا العقل يشبه المرآة التي
تعكس الضوء دون ان تتفاعل معه ايجابيا ، وعقل توافقي يقوم على ترتيب المتناقضات
ترتيبا شكليا قد يكون مقبول عقليا ومنطقيا بحكم الولاء السياسي أو بحكم الولاء
الوظيفي ولكنه ترتيب غير موضوعي وغير واقعي ، وهذا يفسر قبول هذا العقل بما لا
يريد ، واستخدام لغة سياسية لا تجسد صلة حقيقية بين ما يريد وعكس ما
يريد ، وذلك بالإضافة إلى الرمزية والفوضى الفكرية ، والاستعداد لقبول الأمر
الواقع واعتباره قضاء وقدر . ولكن عقل حماس يختلف لأنه عقل فيضي موجود في كل خلايا
الجسم وهو يستقبل بشكل كلي ويحلل بشكل كلي ، وهو عقل ديني يميل إلى اليقين والقبول
بالأسبقيات الدينية في كل مرحلة من مراحله
وفي مختلف انعكاساته وانتماءاته المذهبية ، وهو لا يعرف منهج الشك في أدبياته
وسلوكه وثقافته ، ولذلك ظل هذا العقل الديني يحمل هذه الأسبقيات اليقينية من مرحلة
إلى مرحلة ومن جيل إلى جيل منذ بداية التاريخ الإسلامي إلى يومنا هذا والى ان يرث
الله الأرض وما عليها ، وأي خروج عن هذه الأسبقيات الدينية اليقينية هو خروج عن
الدين ، وفلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر ركن أساسي من أركان هذه الأسبقيات
اليقينية الدينية والتفريط بها هو تفريط في الدين ، والسؤال الان هل المساحة بين
عقل مجموعة المصالح في حركة فتح وعقل حركة حماس مساحة صغيرة يمكن جسرها بالحوار .
وهذا
إلى جانب التناقض بين ثقافة مجموعة المصالح في حركة فتح وثقافة حركة حماس ، لأن
ثقافة مجموعة المصالح في حركة فتح ثقافة
علمانية ، والثقافة العلمانية ليست نظاما محايدا بين الأديان ولكنها دين معاد للأديان
، وعقيدة جزئية لا تستجيب لكل التحديات لأنها تقوم على فلسفة فصل الدين عن الدولة
، وذلك بالإضافة إلى الحرية والانفتاح والديمقراطية الليبرالية وحقوق الإنسان ،
ولكن هذه المجموعة وبقدر ما كانت تتغنى بهذه المبادئ نظريا بقدر ما كانت تتنكر لها
وتنكرها سلوكيا ، ولذلك انقلبت على نتائج الانتخابات الديمقراطية ، وتحولت إلى
دوغما سياسية لا تعترف بحرية الأديان والممارسة الدينية والديمقراطية ، وتحالفت مع
الديكتاتورية العسكرية وبعض النخب العلمانية وبعض الحكومات العربية والحكومة
الصهيونية والامبريالية الأميركية والأوروبية في حلف غير مقدس هدفه إسقاط حكومة
الوحدة الوطنية بقيادة حماس ، وإحباط التحولات الديمقراطية ، وحرية التفكير في الديمقراطية
، وحرية التفكير في تحرير فلسطين من البحر إلى النهر ، وهذا عكس ثقافة حماس لأن
ثقافة حماس ثقافة دينية تنبع من المجتمع ولا تغرس فيه من الخارج ، وهي ثقافة ربانية
مصدرها القرآن والسنة النبوية ، وثقافة شاملة تشمل الجانب المادي والمعنوي والحياة
الدنيوية والأخروية ، و ثقافة عالمية وأخلاقية في دعوتها إلى الدين والعلم
والتربية وتنظيم شؤون المجتمع ، وتحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر ركن
أساسي من أركان ثقافة حركة حماس ، والسؤال
الان هل المساحة بين ثقافة مجموعة المصالح في حركة فتح وثقافة حركة حماس مساحة
صغيرة يمكن جسرها بالحوار ، وذلك بالإضافة إلى التناقض بين الفطرة الاجتماعية والبيئة
الجغرافية والتاريخ بين مجموعة المصالح في حركة فتح وحركة حماس ، لأن الفطرة
الاجتماعية والبيئة الجغرافية والتاريخ عناصر أساسية في تشكيل ثقافة الإنسان ، وثقافة
الإنسان هي الإنسان نفسه ، والسؤال الان هل مساحة الفطرة الاجتماعية والبيئة
الجغرافية والتاريخ بين مجموعة المصالح في حركة فتح وحركة حماس مساحة صغيرة يمكن
جسرها بالحوار والممكنات السياسية .
Aucun commentaire