Home»International»مستقبل العقل البشري والإعلان لحرب عالمية ثالثة .

مستقبل العقل البشري والإعلان لحرب عالمية ثالثة .

0
Shares
PinterestGoogle+

إن العقل البشري كما نعرفه جميعاً،
وبعيداً عن أية تعقيدات متصلة بالتكنلوجيا الحديثة، هو عبارة عن كتلة إسفنجية تزن
ما يقارب الكيلوغرامين إلا ربع، وحتوي على مناطق متعددة، حيث تختص كل منطقة في
مهمة معينة، أما فيما يخص طريقة الإتصال بين الدماغ وأعضائنا الجسدية، فهذا كان
الموضوع الأساسي الذي بحثت فيه العلوم منذ سنين.

فكيف نتمكن من تحريك أعضائنا بسهولة
فائقة عن طريق الدماغ؟ أو بالأحرى ما هي سبل الإتصال التي تساعدنا على إرسال
الأوامر من الدماغ نحو الأعضاء للتحرك متى نشاء ؟

لقد كان آخر ما توصل إليه العلم في هذا
المجال، هو أن هناك رسائل متجددة يتم تبادلها باستمرار بين الألياف والخلايا
المكونة للدماغ والأعصاب المحركة للأعضاء، وهذه الرسائل من طبيعة كهربائية، ينقص
جهدها او يرتفع حسب ظروف الإنسان البيولوجية.

لكن البحث لم يتوقف عند هذا الحد بالطبع،
ولكنه تجاوزه إلى أبعد الحدود، فأصبح العلماء يبحثون في مدى إمكانية تحقيق تجربة
إنسان مستقبلي يتحرك ويتكلم دون الحاجة إلى تحريك أي من أعضائه البدنية. ربما تبدو
الفكرة غريبة نوعاً ما، ولكن بعد أن نتذكر المهمة الأساسية للعلم وهدفه الأسمى،
والذي يتجلى في الرغبة في تحقيق أكبر قدر من السعادة للبشرية، وإبعاد الآلام عنه،
فإننا نعود لنقول إن الفكرة في حد ذاتها قابلة للتحقق، بل وقد تصبح عادية جداً في
المستقبل القريب.

وأكدت دراسات طبية أجريت على عدد كبير من
المرضى المصابين بشلل دائم في الأعضاء، على أنه بإمكانهم استرجاع القدرة على
القيام بالأعمال التي يقوم بها الشخص العادي، ودون أية إشكاليات، وذلك عن طريق زرع
بعد الألياف المجهرية في مناطق معينة داخل الدماغ وربطها بحواسيب متطورة، وتحديد
إحداثياتها و بدلالة المدة الزمنية التي تستغرقها كل إشارة للوصول إلى الحاسوب
يمكن بسهولة تحويلها إلى رسالة مفهومة، وبالتالي فهم المريض وجعل الحاسب الآلي
يقوم بالفعل المرغوب بدلاً عنه، سواء كان هذا الحاسوب مؤشر فأرة أو جهازا ناطقا،
أو حتى عضوا بشريا اصطناعيا .

لكن لا يجب ان نتفاءل كثيراً، لأن
المشكلة الأساسية لا تكمن في الجانب العلاجي الذي ذكرناه سابقا، لأنه من العادي
جدا أن يطلب مريض ما، سواء أكان أحد ضحايا الحروب، او مجرد شخص اصابه شلل دائم في
احد أعضائه أو كلها، من العلم الحديث معالجته عن طريق التكنلوجيا المتطورة، أو
النانوتكنلوجيا البيولوجية، والعلم ذاته لا يعارض في هذه الحالة مساعدة المريض،
لكن علامات الإستفام تظهر حينما يأي إنسان عادي يعتقد من تلقاء ذاته، أنه إنسان
مريض، ومرضه ليس شللاً ولا إصابة عميقة، بل المرض الذي يعاني منه هو أنه إنسان
عادي، ويبرر رأيه قائلاً إنه بدافع من الفضول يرغب في تجربة الحياة التي يعيشها
الإنسان الآلي، بمعنى أنه يرغب في التحول إلى سايبورغ، والسبب في ذلك هو شعوره
بالنقص حينما يجد ان عقلا اصناعياً متطوراً قادر على القيام بما لا يمكنه هو
القيام به، مع أنه يعلم جيداً، أن أغلب السلوكات التي يتقنها هو كإنسان بشري قد
يستحيل على الآلات القيام بها .

فلنتخيل إذن لو أن شخصا آخر فكر مثل هذا
البشري الراغب في الإرتقاء، ولنفترض أن ظروفه المادية سمحت له بإنجاز ذلك، فهل
سنكون مرغمين على خوض حرب جديدة مع  الأدمغة المتطورة ؟

يجب  أن نعيد النظر في أهمية العلم والأهداف التي يرسمها لنفسه وللبشرية جمعاء
ونضع بذلك خطوطاً حمراء أمام التطور التكنلوجي السريع، وللأسف الشديد، فقد باتت ضرورة التفكير في
تطويق  العقل البشري وسجنه داخل قوقعة
معزولة عن العالم أمراً ضرورياً، وفي الآن ذاته مستحيلاً، فحتى لو تمنينا بكل ما
أوتينا من قوة ذهنية، ولو أبدعنا بشتى الوسائل قصد جعل التطور التكنلوجي أمراً
سلمياً دون آثار مدمرة فإننا لن نستطيع على الإطلاق، لأنه مصير البشرية، وكل ما
نملكه لحد الآن هو الإنتظار وترقب ما تحمله السنوات القادمة، وليس علينا ان ننسى
إعداد أسلحتنا، فلربما كانت حرباً جديدةً على وشك الإندلاع .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *