Home»International»مصائب اليونان مواعظ للعربان

مصائب اليونان مواعظ للعربان

0
Shares
PinterestGoogle+

لا يمر يوم دون أن تنقل لنا وسائل الإعلام العالمية الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها اليونان ، وهي الدولة التي حلمت طويلا بالانتماء للاتحاد الأوربي ،ولم يتحقق حلمها إلا بعد شق الأنفس. لقد ظن اليونانيون أن انتماءهم إلى الحظيرة الاقتصادية الأوربية سينجيهم من وضعية دول جنوب البحر الأبيض المتوسط التي لا زال حلم الانتماء إلى هذه الحظيرة يراودها ، بل وأحيانا تحلم بمجرد ما يسمى وضعية متميزة دون مرتبة وضعية الانتماء ، وهي وضعية ربما أثارت الشقاق بين المتنافسين عليها من دول الجنوب . لقد دخلت اليونان الحظيرة الاقتصادية الأوربية كما يقول الخبراء برصيد اقتصادي متواضع لا تتجاوز نسبته 2 في المائة من الاقتصاد الأوربي العملاق ، فكان مصيرها أن داس الاقتصاد الأوربي الفيل الاقتصاد اليوناني النملة. ولم ير الأوروبيون في أرض أشقائهم اليونان أكثر من حيز للاستثمار فسيطروا على كل ثرواته عن طريق مصادرتها عبر قيود الديون حتى أن اليونان صارت مستعمرة ألمانية اقتصادية، وتوشك ألمانيا في ظل أزمة اليونان الاقتصادية أن تطالب باسترداد قروضها أو وضع اليونان تحت الحماية من أجل استرجاع مستحقاتها من الديون. ويقف المواطن اليوناني مذهولا أمام انهيار اقتصاد وطنه الانهيار الشامل بعدما كان يرى في الانتماء إلى الحظيرة الاقتصادية الأوروبية حلم السعادة الأبدية .

إنها مصيبة اليونان التي من المفروض أن تكون موعظة للعربان في جنوب البحر الأبيض المتوسط الذين يتنافسون تنافسا يكاد يتحول إلى صراع على مجرد وضعية متميزة مع الحظيرة الاقتصادية الأوروبية أملا في وضعية الانتماء الكامل لها. فإذا كانت أوروبا قد حولت اليونان إلى بلد فقر مدقع فماذا عساها أن تفعل ببلد العربان لو قدر لها أن تنتمي إلى حظيرتها ؟ والدول الأوروبية نفسها تعاني جراء الأزمة الاقتصادية العالمية عبر الفيروس الأمريكي القاتل ، لهذا لا يمر أسبوع واحد عليها دون أن يعقد زعماؤها مؤتمرات لبحث سبل الخروج من هذه الأزمة الخانقة . لم تكن اليونان تتصور أن وضعيتها حينما انضمت إلى الحظيرة الاقتصادية الأوروبية كانت وضعية الغريق المتشبث بالغريق . لقد غرقت اليونان في ديونها ، وهي متشبثة بألمانيا الآيلة إلى الغرق بدورها. لقد ظنت اليونان أن عملة اليورو حبل نجاة كما يظن العربان ذلك ، وهم لا يتعظون مما يعتري عملة اليورو بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية ، وقد كرهوا عملة العورو وضاقوا ذرعا بها كما ضاق اليونان من قبلهم بعملة اليونو. فهل سيتخلى العربان عن الحلم بوضعية الانتماء إلى حظيرة الاقتصاد الأوروبي ، أو وضعية التميز بعد مصيبة اليونان أم أنهم سيمضون قدما نحو رهن بلدانهم كما رهنت اليونان للألمان ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *