هل انتقلت عمليات القرصنة الى الفضاء !!
بعد فوز قناة الجزيرة بصفقة نقل مباريات كأس العالم ، وخلال النقل المباشر لمباراة الافتتاح والتي جمعت منتخب جنوب افريقيا والمكسيك ، فوجيء المشاهدون المهووسون بكرة القدم بكتابة عبارة تنويه من طرف قناة الجزيرة تحث المشاهدين على متابعة المباراة بشكل افضل على ترددات القمر الصناعي » عرب سات » في اشارة الى تداخلات ومحاولات تشويش من اطراف مجهولة …
في بداية الأمر لم يفهم المشاهد اي شيء من هذا الخبر وانما اعتبره البعض ناتجا عن ضغط الطلب على النايل سات الذي لربما صعب عليه التحمل ، لكن وخلال نشرة المساء اعلنت الجزيرة ان القمر نايل سات تعرض لعدة مرات لمحاولات تشويش متعمدة خلال بث المباراة الافتتاحية ،ونتيجة لذلك هددت باللجوء الى القضاء متهمة القائمين على القمر المصري » نايل سات » بقيامهم بمحاولات التشويش … لتتحول الأمور بعد ذلك الى حرب كلامية بين قناة الجزيرة والمصريين …
حيث قال هشام الخلصى من مركز البث الدولى للجزيرة بالعاصمة القطرية الدوحة إن ما حدث « تشويش متعمد فى القمر الصناعي والجزيرة تبث على « نايل سات » و « هوت بيرد » و « عرب سات » و « نور سات » فى نفس الوقت ويمكنها التنقل بين الأقمار الأربعة ببساطة «
وأضاف الخلصي ان الأمر يعتبر » قرصنة تليفزيونية لا مجال لوجودها مع الجزيرة الرياضية ولن نتوقف وإنما سيزيدنا هذا قوة وشجاعة مهما كانت المحاولات وستتابع قضائيا كل من تسبب فى التخريب والانقطاع »، وأوضح « نحن الآن فى مهمة إعلامية رياضية لا علاقة لها بالسياسة ».
وفي رد ادارة القمر الصناعي نايل سات على لسان المهندس صلاح حمزة في بيان ان ما اوردته قناة الجزيرة » عار تماماً من الصحة وأن الشركة لا تتدخل أبداً في البث ولا يمكن لها أن تقوم بالتشويش على قناة عاملة على أقمارها »
هذا وقالت نايل سات انها » » طلبت بالاتفاق مع شبكة قنوات الجزيرة من إحدى الشركات العالمية المتخصصة تحديد موقع إشارات التداخل وتحديد موقع المحطة مصدر التداخل، كما يبحث الجانبان حالياً بث قنوات الجزيرة التى تبث مباريات كأس العالم على أكثر من قناة قمرية على النايل سات لتأمين مشاهدة مباريات البطولة بشكل كامل…
وأمام هذا التلاسن ، ونتيجة لما حدث فان عدة نقاط استفهام تبقى مطروحة امام هذا الحدث الفريد من نوعه والذي يحدث لأول مرة منذ ان تحولت لعبة كرة القدم ومعشوقة الجماهير الى اذاة للربح خصوصا امام التنافس الفضيع لالاف القنوات التي تتسابق الى الفوز بصفقة الاستفراد بنقل مياريات كاس العالم لما يحققه لها ذلك من ارباح …
طبعا مقابل ذلك تحولت التكنولوجيا الرقمية في هذا المجال الى اذاة استيلاب فضيعة ، حيث تحول المستهلك او المشاهد الى مجرد وسيلة للربح ، في ظل ضرب التكنولوجيا الرقمية في العمق كل المباديء والقيم الانسانية ، وان كان زعماء البنيوية قد تنبؤوا بموت الانسان بعشرات السنين قبل ظهور التكنولوجيا التي لا تتعامل مع الانسان كأنسان وانما كمعادلة في الماركوتينج ، فلا يهمها لا الفقير ولا الضعيف ولا الذي لا يستطيع شراء بطاقة الانخراط في شبكة نقل مباريات كأس العالم ، وبذلك تثبت التكنولوجيا مرة اخرى انها ليست وسيلة لتحقيق السعادة للأنسان بقدر ما هي اذاة للاستغلال المادي ، ولم يكن هربرت ماركيز مخطئا عندما اعتبر » ان الحضارة ما هي الا حضارة قمع » لكونها تجرد الانسان من انسانيته ، ليتحول الى مجرد سلعة تباع وتشترى بل قد تصبح السلعة التي ينتجها هو بنفسه اقوى منه حيث تقوم بسحقه وفق التصور الماركسي للاستيلاب وفتيشية السلعة …
وبذلك يكون التساؤل المطروح امام هذا الاحتكار الرقمي عمن يكمن وراء عملية التشويش على القمر نايل سات خلال نقل مباراة الافتتاح : الا يمكن اعتبار مجموعات الهاكرز المتخصصة في القرصنة الرقمية وراء هذه المحاولة ؟ لاسيما وان من بين اهم مباديء الهاكرز رفض أي احتكار للتكنولوجيا الرقمية من طرف اغنياء العالم ، لذا فان جل عمليات القرصنة عند الهاكرز تهدف الى دمقرطة العالم الرقمي ليصبح في خدمة كل الفئات الاجتماعية بما في ذلك الفئات الفقيرة التي لا تستطيع شراء البرامج الرقمية الباهضة الثمن ، او التي لا تستطيع توفير ثمن بطاقة القنوات التي تحتكر بث مباريات كرة القدم ؟؟؟….
طبعا انها مجرد فرضية … تحتمل الخطأ كما تحتمل ايضا الصواب … على اي يبقى السؤال المطروح هل ستنجح قناة الجزيرة وادارة نايل سات من اكتشاف من كان وراء محاولة التشويش هاته ؟…
2 Comments
قل للذين صفقوا للجزيرة و اعتبروها منقدا من الضلال بأن أولاد عبد الواحد كلهم واحد كما يقول المغاربة
لقد جربنا الاجانب و وجدنا انهم على الاقل يحترمون التزاماتهم ثم جربنا العرب الذين تفوح رائحة البترول من عباءاتهم كما قال نزار قباني رحمه الله فوجدناهم لا يتحدثون عن القيم و عن التسلط إلا حين يتعلق الامر بالمغرب اما هم فيسرقونك في واضحة النهار و بعد ذلك يتهمونك بالتشويش على راحتهم
من لنا نحن الفقراء
شكرا على الاشارة للحدث التخريبي الذي طال قناة الجزيرة الرياضية، وإنه لا يمثل للاخلاق الرياضية او المنطق بصلة، فما هو الا عمل شيطاني // اما ملاحظتي هي حديثك عن الاحتكار وعدم اهتمام القنوات بالمواطن الفقير وغيره والاهتمام فقط بالجيوب ، يا سيدي المتفرج ايضا يبحث عن المتعة ويتنقل بين القنوات ،لكن اهاته القنوات لم تشتري حقوق البث الم تخسر الملايير من اجل ارسال اكثر من 300 مراسل ومحلل لجنوب افرقيا الم تحضر اكبر المحللين العالميين الا تقدم اجود فرجة …….نحن كمواطنين ندفع مقابل اي شيء ونبحث عن الجود نؤدي الكهرباء والماء والبنزين والهاتف والانترنيت ةالمقاهي والمطاعم…..من اجل الاستمتاع وايضا من اراد ان يستمتع يجب ان يؤدي ثمن البطاقة.