شحن الكرامة
الطريق الى اسطمبول تستغرق اربعة عشر ساعة من سان باولو على متن الريح, وبعد وصولي للفندق ,شغلت اللاب توب وطبعا اول شخص يطلع لي ع المسنجر هو معالي الكاتب جادالله صفا
يهنيني عالسلامة ويسألني عن سبب سفري الى اسطمبول؟ لأجيبه بأنني جئت لأنشحن بشوية كرامة, ويخبرني بأنني لو تقدمت نصف يوم لكنت تمكنت من الصلاة على جنائز شهداء الحرية,فأجبته ما باليد حيله, وصباح الجمعة اتصلت بصديقي التركي اسماعيل ليخبرني بدوره بأن هناك صلاة جنازة بعد صلاة الجمعة ان كنت اريد ان احضرها ؟فأجبته طبعا وبكل تأكيد,اخبرني انها جنازة المصور الصحفي الذي كان على متن احدى سفن اسطول الحرية وان الرصاصة اصابته في الرأس بين عينيه – رحمه الله واسكنه فسيح جناته
وقبيل وقت الصلاة-
ذهبنا الى مسجد « باياسيت » ولم افهم اصل التسمية الا بعد ان قرأتها بالتركية « مسجد السلطان بايزيد » طبعا المصلون كانوا بالآلاف , ولم افهم من خطبة الجمعة الا »سبحان الذي اسر بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله » وكان بجانبي فتى يترجم لي الى الانجليزية بعض الجمل من الخطبة وبعد ان تمت الصلاة على الشهيد ,خرجنا الى باحة المسجد وهناك كانت الالاف تهتف وتزأر ضد اسرائيل وامريكا وبعدها تكلم رئيس مؤسسة
IHH إي ها ها
تلك الجمعية الخيرية للمساعدات الانسانية التي اشرفت على تسيير قافلة الحرية الى غزة وبعد ان انفض التجمع مشينا مع المشاركين في المسيرة في شارع الفاتح (طبعا محمد الفاتح)وليس غيره
الخلاصة انك فعلا تشعر وكأنك شحنت بشحنة من الكرامة,لأنه قد تم تفريغنا منها,فذاك النظام لا يسمح بالمظاهرات واخر لا يسمح بتمرير المساعدات واخر يقول مظاهرات عبثية,فكل شيئ في قضيتنا اصبح عبثيا,الا المفاوضات فهو الموضوع الغير « عبثي » الوحيد
ودمتم
Aucun commentaire