تحيه طيبه

وبعد…

في يوم من الأيام… كنت وعائلتي نستعد لإستقبال يوم جديد عله يكون أحسن من أيام سبقته.. فالأيام كلها تمر علينا متشابهه « شمسنا و إن أشرقت محجوبة بغيم ، وغيثنا إن نزل شحيح القطرات »… حتى طعامنا متشابه… لا يتغير… فتات خبز مغموس بماء. أحاديثنا متشابهه… قتل ودم.. جوع وتشرد. في ذلك اليوم المشؤؤم.. سمعت أصواتا مفزعه مزقت آذاني فركضت نحو أمي وأبي لأحتمي بهما ، فوجدت بقية إخوتي يحيطون بهما والخوف يرتسم على وجوههم. صرخت أمي بخوف أين أحمد…؟ وهمت بالخروج للبحث عنه. في هذه اللحظه لم أعرف ماذا جرى..! فقد أفقت في اليوم التالي على صوت أمي وهي تبكي… وعلى حطام بيتنا الذي انتشر في كل الأرجاء. أين الغرفة التي تأويني وإخوتي… !!!؟؟ أين فرشي؟ أين كتبي؟ أين مدرستي؟ والأهم من ذلك.. أين أبي.. وأين أخي أحمد..!!؟؟

وما أن مضت عدة أيام ، حتى علمت أن أبي قد رحل ولكن لاادري إلى أين..!؟ وان أخي أحمد يرقد في المستشفى بعد ان فقد إحدى ذراعيه.

بكيت كثيرا. ظلي اصبح السماء… ومفرشي أصبح التراب… وطعامي.. لا أجده.. أحاول أن أبحث عنه بين الأنقاض. سألت أمي من فعل ذلك..؟ ولم…؟ فقالت :… الكبار.. الكبار فعلوا ذلك. فقلت : أي كبار..!!؟ فقالت : أصحاب القصور والمال والطائرات. قلت : هل من معين ؟ قالت : شريان الحياه. وذهبت مع الصبية لأستقبل شريان الحياة… عل الحياة تدب في روحي. ورمينا الورود على ذلك الرجل الذي لا يشبهنا. كنت فرحا جدا ولكني ناقما على الكبار الذين لا أعرفهم… فلهذا أرجوكم أن لا تهملوا رسالتي هذه وأعينوني أن تصل إليهم.

أخبروهم أنهم دمروا بيتي… رحلوا أبي.. افزعوا إخوتي.. بتروا ذراع أخي.. هدموا مدرستي.. حرموني فتات الخبز والماء.

اسألوهم كيف يهنأ لهم بال وهم في قصورهم يترفون…!!؟؟ وقد هدموا بيتي وأسكنوني العراء.

اسألوهم كيف يتلذذون الطعام…!!؟؟ وقد حرموني فتات خبز مغموس بماء.

وأخبروهم هل تنقل طائراتهم مبتوري الذراع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟.

أرجوكم أوصلوا رسالتي للكبار اللذين لا أعرفهم… فقد يجيبوني.

التوقيع

طفل من غزه