Home»International»فرنسا و أيديولوجية الأنوار مقاربة من الداخل و الخارج

فرنسا و أيديولوجية الأنوار مقاربة من الداخل و الخارج

0
Shares
PinterestGoogle+

فرنسا
و أيديولوجية الأنوار

مقاربة
من الداخل و الخارج

كان
يوم السبت حيث حظر حضور قليل ليلة زفاف
الرئيس ساركوزي، بينما كانت حشود المتمرّدين
المسلحين على مشارف العاصمة التشادية.
كان كل شيء جميلا لولا أنّ
مخطّطات الانفصاليين لم تتصادف مع العرس
الثالث للسيد الرئيس، الذي تدخّل رغم ذلك
لإنقاذ زميله « ديبي »
المنتخب ديمقراطيا في تشاد.

فسالت
نفسي بنفسي لما هذا الاهتمام ؟ هل هو لحب
سواد الأفارقة و سواد عيونهم ؟ ثم لماذا
تمتلك جمهورية الأنوار الحدود مع البرازيل
و استراليا و مدغشقر! أتريد
أن تتجاور مع السودان في دارفور؟

هذه
الأسئلة و غيرها كثير، ربما تساعدنا على
فهم إيديولوجية عادت لا تصلح للاستهلاك
الخارجي، كما أمسى رجال السياسة في ذاخل
فرنسا، يتخوّفون ممّا أسموه « النّكوس
للملكية المنتخبة »

فرنسا
في اسبوع فرس تشاد

يُذكر
أنه انْقلب الرئيس التشادي الحالي « ديبي »
على الديكتاتور السابق « حسين
هبري » سنة 1990 بدعم
من فرنسا، التي بقيت على عهدها و تدخّلت
عبر ليبيا لإمداد الجيش النظامي

التشادي
من اجل رد المتمردين، فهي كما يسميها
البعض « دركي إفريقيا ».

فرنسا
تبعد عن تشاد ألوف الكيلومترات، و في هذا
الوقت الذي نتكلم فيه كما قال الرئيس
السينغالي « تفقد فرنسا
فيه أسواقا عالمية لصالح الصين و الهند ».

لكل
بلاد سنوات رصاصها

إنفجرت
أحداث ضواحي باريز العاصمة في شهر نوفمبر
2005، و في نفس الشهر من
السنة الموالية، أعدّت أجهزة الدولة
مخطّطا لاقتحام منازل الشباب المنحدر من
أصول الهجرة، الذين رشقوا سلطات الأمن
بالحجارة و الرصاص .. بعدما
خصصت مكافئة لكل من بلغ عن شخص متورّط في
تلك الأعمال، رغم أن القانون الفرنسي
يمنع تلك الوشاية إذا ما كانت بدون اسم
صاحبها !

لقد
ذكرني ذلك التّدخل الحضاري بفصول المسلسل
الجزائري « الحريق »،
كيف كانت تُقتحم البيوت و الدّشائر ..
و قلت في نفسي يا لتعاسة هؤلاء
يفرّ آباؤهم من « سنوات
الرصاص » هناك، لكي
يحْيوها بدورهم في شكل اخر هنا عند
الفرنسيين ! و كأن التاريخ
يعيد نفسه !

العقوبة
الثلاثية

و نحن
على رأس العشرية الأولى من الألفية
الثالثة، نلحظ تحولات و تغيرات هامة تنبئ
بعالم أخر، تبدو فيه الحضارات السّائدة
و كأنها بدأت تفقد صوابهاء المعهود !
فهي مطالبة أكثر من قبل بتغيير
مخطّطاتها و خطاباتها، لان الوقت عجلة
أصبحت تتحكم فيها قوى أخرى جديدة.
هناك مثال يوقف الكثيرين من
علماء الإجرام و الاجتماع و هو ما يسمى
« العقوبة المزدوجة »
في فرنسا، ذلك أن المجرم
المهاجر المرتكب لجريمة ما يُحكم بعقوبة
حبسية يقضيها في فرنسا، ثم بمجرّد خروجه
يُحوّل مباشرة و نهائيا إلى بلاده الأصلية.

مؤخرا
في استراسبورغ حيث توجد المحكمة الأوروبية
لحقوق الإنسان، حُكم على معارض سياسي
للنظام التشادي بمغادرة التراب الفرنسي.
لكن إذا كان لجمهورية الأنوار
مشروعية الدفاع عن ترابها الوطني و إبعاد
المهاجرين السّريين، فمن الغريب العجيب
أن تعاقب الأفارقة في بلدانهم مرّة، وإذا
ما هاجروا إليها ألقت بهم خارج حدودها
بعد قضاء عقوبتهم الحبسية في سجونها !

الحجاب
و العلمانية

مع
عودة الشعوب في العالم لدينها، و مجيء
جيل جديد من أصول الهجرة، أصبحت إشكالات
و رموز العقيدة تطرح بشكل صاخب على مجتمعات
أوربية تقول أنها « علمانية ».
لكن الأكثر وضوحا في هذا المشهد
هو حالة فرنسا التي تحتضن 5 مليون
مسلم، أغلبهم من دول شمال إفريقيا.

منذ
أواخر الثمانينات من القرن الماضي، كانت
مسألة حجاب المسلمات تثير نقاشا سلسا في
رحاب دوائر الدولة، لكن سرعان ما تنامى
لكي « تتعارض »
قرارات الدولة في بعض الأحيان
مع مبادئ الحرية و الديموقراطية التي
يكفلها قانون 1905 و الدستور
الفرنسي. فلم يكن للمسؤولين
بدٌّ إلا أن يستقطبوا مسائل من التاريخ
الماضي الذي تتنكّر له علمانيتهم ـ على
الطريقة الفرنسية ـ بغية إثبات خيارات
يريدون لها الظهور على الساحة. ففرنسا
بالنسبة للسياسيين الجدد، ذات تاريخ
مسيحي و عليه يمكن للكنائس وحدها أن تدقّ
أجراسها ! كما يجب أن يرتدع
المسلمون للقرارات الجديدة بخصوص الحجاب،
لأن قانون 1905 لما وضع آنذاك
لم يكن هناك مسلمون ! بل
الطامة الكبرى، في تغريم المنقّبات 776
أورو إذا ما ضبطت خارج بيتها،
مع العلم أن عدد اللواتي يحتجبن بالكامل،
قدرته بعض المراكز بــ 400 امرأة.

يبدو
إذن أن الأنوار التي يعرّفها الفيلسوف
كانط بــ »الانتقال من
الوصاية إلى المسؤولية » قد
زادت في أنوارها، حتى أغلقت عيون الفرنسيس
الجدد !

سمير
عزو

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *