جورج غلوي يسير قافلة شريان الحياة والمسؤولون المصريون يقطعون الشريان
بألم شديد وحسرة كبرى تابع العرب والعالم أجمع عبر وسائل الإعلام العالمية ما فعلته السلطات المصرية بقافلة شريان الحياة التي سيرها البريطاني جورج غلوي حيث فرضت على القافلة شروط قاسية وأرغمت على قطع مسافات كبيرة برا وبحرا ليسمح لها بدخول غزة بعد عناء ومشقة كبيرين .
ولما تحملت القافلة مشقة سفر متعب للقافلة ، ومخجل للسلطات المصرية ، واجهت هذه القافلة الخيرية الضرب والتنكيل على يد قوات الأمن المصرية التي عودتنا شدة البأس مع مواطنيها وأشقائها منذ أن ابتليت أرض الكنانة بمعاهدة الاستسلام المخزية ، وهي شدة بأس لا وجود لها مع العدو الصهيوني . وتابع العرب والعالم بأسره جورج غلوي وهو يفضح العار الذي لحق حكومة مصر والذي برأ منه الشعب المصري البطل الذي قدم آلاف الشهداء من أجل فلسطين. لقد كانت دماء المصريين الشرفاء هي شريان حياة فلسطين ، إلا أن حكام مصر الذين سالموا العدو الصهيوني تخندقوا معه لقطع كل شريان حياة يضخ الحياة إلى فلسطين . ولعل النظام المصري وهو يبرر ما فعله بأعضاء قافلة شريان الحياة من خلال ادعاء ممارسة السيادة على أراضيه يفضح نفسه بأنه لا سيادة له أمام إسرائيل ، ولأمر ما يقول المثل : » ادعاء الحرص على الأمانة دليل واضح على الخيانة » فلو صدق ادعاء النظام المصري بالسيادة على أراضيه لسمح بدخول قافلة شريان الحياة من أي نقطة حدودية له عليها سيادة ، ذلك أن منع القافلة من العبور عبر نقطة حدودية معينة يعني ألا سيادة مصرية عليها ، ومنع دخول بعض سيارات القافلة يعني كذلك ألا سيادة لمصر على أراضيها.
وقد أكد غلوي أن السلطات المصرية أمرته بتقديم طلب للسلطات الإسرائيلية إذا ما كان يرغب في إدخال بعض السيارات إلى القطاع ، وهو أمر رفضه لأنه طول حياته يعتبر إسرائيل دولة مجرمة ويحرم التعامل معها . ولقد فضح غلوي النظام المصري عندما كشف عن مضمون رسالة وجهها للسفارة المصرية يستعطفها لتسمح للقافلة بالعبور. فلو أن النظام المصري كان يملك زمام أمره بيده ، ويمارس السيادة على أراضيها لما طالب القافلة بطلب الإذن الإسرائيلي من أجل إدخال المساعدات إلى غزة . إن النظام المصري لا يمارس سيادته كاملة على سيناء بموجب معاهدة كامب دافيد ،وهذا أمر معروف ومشهور. ويا ليت النظام المصري اعتذر للقافلة بطريقة لبقة ، معترفا بعجزه أمام إسرائيل بسبب معاهدة الخزي والعار عوض أن يستعرض عضلاته على قافلة عالمية مسالمة من أجل إرضاء عدوانية إسرائيل التي تريد إفناء الشعب الفلسطيني بعد تدمير أرضه وحرمانه من أبسط شروط الحياة في فصل شتاء قاس.
لقد أقسم غلوي ألا يعود إلى مصر بعد الذي حدث ، احتجاجا على النظام المصري مع إظهار كل التقدير والحب لشعب مصر العظيم دون أن يتخلى عن المساهمة في تسيير قوافل شريان الحياة إلى غزة والتي ستنطلق من فينزويلا وجنوب إفريقيا ، وماليزيا وعلى رأسها زعماء سابقون أو حاليون ، وسيكون الأمر محرجا للنظام المصري الذي يتصرف وفق إرادة إسرائيل وهواها ، ولا سيادة له أمامها ، وفي نفس الوقت يظهر القوة العنترية أمام منظمات المجتمع المدني المسيرة لقوافل إمداد المحاصرين في قطاع غزة. لقد ركب النظام المصري كل مركب من أجل التمويه على تنفيذه قرارات إسرائيلية حرفيا حيث سخر منبر الأزهر من أجل تبرير بناء الجدار الفولاذي إذ طالب الأزهر بفتوى تحل وتجيز بناء الجدار خلافا لفتاوى رابطة علماء المسلمين العالمية ، ولإرادة الشعوب العربية والإسلامية علما بأن إرادة هذه الشعوب من إرادة الله عز وجل لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا تجتمع على ضلال. وأخيرا بأسف وألم شديدين نقول إذا كان غلوي يضخ الحياة في قطاع غزة ، ونظام مصر يخنقها أبعد هذا العار عار ؟ لقد تجاوز النظام المصري كل حدود في إهانة الأمة العربية والإسلامية ، وآن الأوان أن تقول الأمة كلمتها في هذا النظام ، ولا راد لإرادة هذه الأمة لأنها من إرادة الله عز وجل.
Aucun commentaire