Home»International»مغازلة الفرنكفونية بأي ثمن ؟

مغازلة الفرنكفونية بأي ثمن ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

مغازلة
الفرنكفونية بأي ثمن ؟

في
منتصف شهر دسمبر للسنة الحالية 2009،
أعرب وزير الشؤون الخارجية والتعاون
الطيب الفاسي الفهري، عند لقائه بالرئيس
الفرنسي في باريس، عن عزم المغرب الدفاع
عن قيم الفرنكفونية باعتباره « عضوا
نشيطا داخل المنظمة الدولية للفرنكفونية ».
و طبعا يدفعنا هذا « العزم »
للتساؤل عن مقابله الذي سيحصده
المغرب من هذا التعاون و الشراكة ؟

فالعلاقات
الدولية تفترض أصلا تقارب المصالح و
تكافئا نسبيا في الإقتصاد بين دولتين،
حتى تكون هذه العلاقات عادلة و موضوعية
!

فأي
نوع من الفرنكفونية إذن لا زال الفاسي
الفهري يغازلها ؟ و أي « قيم »
لازالت باقية في عهد سماه
المعارضون الفرنسيون « النّكوس
للمَلكية المُنتخبة » !؟

في
أوْج النّقاش الوطني الدّائر حاليا بفرنسا
حول الهوية الوطنية، يكون الحق ما شهد به
الفرنسيون أنفسهم، إذ تتبادر للأذهان
عدة ملفات أفاضت كأس الجمهورية، و منها
مؤخرا موضوع الكاتبة الفرنكفونية ماري
انْديايْ التي حصلت في بداية نوفمبر من
نفس السنة على جائزة كونْكوغ الأدبية
المقدمة كل سنة من طرف هذه الهئة المسماة
باسم مؤسسها إيدمون كونكوغ في 1896.

المشكل
ثار عند فوز الكاتبة ذات الأصول السنغالية،
و التي عبّرت عن استيائها من « فرنسا
ساركوزي » و قرارها منذ
سنتين المغادرة من أجل العيش بألمانيا.
لكن ما زاد طينة القضية بلّة،
هو إقدام وزير الثقافة للفصل في شأن
تصريحات أقدم عليها النائب إريك راولت
من فريق إتحاد الحركة الشعبية و نائب رئيس
البرلمان. حيث إعتبر النائب
و كثير معه أن الكاتبة لم تلتزم بـ « حق
التحفّظ » في شأن تصريحاتها
بخصوص فرنسا ساركوزي كما أسمتها.

ثم
يذخل على الخط الكاتب المغربي الطاهر بن
جلون، الذي يعتبر الحكم الثاني في هيئة
تحكيم كونكوغ، متسائلا لو كانت نفس تصريحات
النائب ستصدر في شأن شخص آخر غير الكاتبة
ذات أصول سنغالية ؟

الطاهر
بن جلون نفسه ككاتب فرنكفوني، يُذكر أنه
رفض السنة الماضية دعوة الرئيس ساركوزي
لحظور حفل عشاء إفتتاح معرض الكتاب بباريس،
إحتجاجا على حظور إسرائيل.

إذا
كانت الفرنكفونية تعني اللغة و الثقافة
الفرنسية، فإنه يبدو أن هذه الفرنكفونية
الساركوزية بدت منبوذة حتى من طرف أصحاب
الصّنعة أنفسهم !

سمير
عزو

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. observateur
    31/12/2009 at 12:54

    لا يمكن للمرء أن يدرك أهمية فرنسا وقيمتها ومكانتها وحقيقتها الا ادا كان يعيش في بلد افريقي أوعربي متخلف

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *