Home»International»عند مُفترق طرق عاشوراء

عند مُفترق طرق عاشوراء

0
Shares
PinterestGoogle+

عند
مُفترق طرق عاشوراء

يحتفل
المسيحيون في رأس كل سنة ميلادية بذكرى
مولد المسيح، الذي اختلفت في شأن تدقيق
تاريخه طوائفهم المذهبية. حيث
يعتقد المسلمون أن ذلك المولد كان في فترة
الخريف الذي يصادف بداية موسم جني التمر،
إذ يقول تعالى : « و هزّي
إليك بجدْع النّخلة تسّاقط عليك رُطباً
جنيّاً »، فالسيدة مريم
إذن إستعانت عند مخاضها بالرّطب (أي
أوّل غلة التمر).

كما
يحتفي المسلمون بذكرى هجرة النبي محمد
صلى الله عليه و سلم، عند بداية السنة
الهجرية (فاتح محرم)،
التي يسبقها إحياء شعيرة وقفة عرفة و
بعدها مباشرة عيد الأضحى.

و بقدر
ما لهذه المواسم و الأعياد من تأصيل في
الدين، فإنه تلتقي كذلك اعتبارات التجارة
و الإقتصاد التي جمعت المسيحيين على يوم
واحد أوحد، يخلّدون من خلاله ذكراهم، دون
تبرير اختلاف مطالع الشمس و الهلال، و لا
بُعد الشرق عن المغرب ! في
الوقت ذاته تحيي أمّة وقفة عرفة الواحدة،
عيدين أو ثلات للأضحى، تحت طائلة أول و
ثاني و ثالت عيد، هذا بعدما كان كل واحد
يهلّل في رمضان بهلاله إعتقادا منه أن
« صوموا لرؤيته »
تخاطب الأفراد و الجماعات و
الجهات ! لكن مفهوم الأمة
من الأم تحتضن أولادها، و هي « كالبنيان
المرصوص » و « الجسد
الواحد » من الرباط إلى
جاكارطا أو خراسان.

إن
المسيح عيسى بن مريم عليه السلام، ولد في
يوم واحد من الأيام، فالمسيحيون بشكل أو
بآخر متجانسون و لو بعقيدة مادية إقتصادية،
في تخليد هذه الذكرى في يوم واحد.

كما
يخبرنا الموروث أو الروايات الإسلامية
بخصوص سيدنا موسى، أن الرسول الأعظم صلى
الله عليه و سلم وجد اليهود يصومون العاشر
من محرم، فقال : ما هذا ؟
قالوا : إنه يوم نجّى الله
موسى من الغرق. فقال :
نحن أحقّ به منكم، و أمر صلى
الله عليه و سلم بصيام ذلك اليوم، إلى أن
نزل الوحي بوجوب مخالفة المسلمين اليهود،
فصاموا و الرسول صلى الله عليه و سلم
تاسوعاه و عاشوراه.

لكن
كان من قدَر المسلمين أيضا أن إلتقت
عاشوراء هذه، بمقتل الحسين بن علي رضي
الله عنه، لكي يفترق الجمع أكثر مما هلّ
به الهلال و الوديان و الزمان … فواحد
يصوم فرحا بنجاة كليمِ الله، موسى، إقتداء
بالرسول الأعظم عليه الصلاة و السلام ،
و الآخر يصوم حزنا و كربا لمقتل « سيّد
شباب الجنة ».

هذه
الصّدفة غير غريبة ما دام إعدام صدام حسين
نفسه تمّ يوما من الأيام في عيد أضحى !

و سألت
نفسي بنفسي

أيُولدُ
الحسيْنُ

لكي
يُقتلَ أبدَ الآبدين ؟

لا
علينا ! فسيدنا موسى أسبق
و أولى من الحسين.

فموسى
لله كليمٌ و الحسين عند شيعته قتيل مظلوم،
أما أنا فسأصوم تاسوعاهْ و عاشوراهْ و
حادوشاهْ، فالخلاف لي أسْلم

سمير
عزو

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. فريد وجدي
    26/12/2009 at 19:26

    نقول لصاحب المقال:إن صوم اليوم العاشر أو التاسع من المحرم الحرام ليس متروكا لاختياراتنا، بل هو اتباع للمصطفى صلى الله عليه وسلم، فكما هو معلوم من الدين بالضرورة أن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه قد صام اليوم التسع وهم أن يصوم اليوم العاشر أيضا …
    أما ربط هذه المنسبة الدينية العظيمة بمقتل الحسين بن علي رضي الله عنه فهو مجرد ابتداع في الدين « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » كما ورد في الحديث الصحيح…
    والله الهادي
    فريد وجدي

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *