Home»International»وهم الكرامة

وهم الكرامة

4
Shares
PinterestGoogle+

وهم الكرامة

انتهت مباراة الجزائر ومصر بالنتيجة المعروفة كانت مجرد مقابلة لكرة القدم فيها الخاسر والفائز وهدا هو منطق الرياضة والتي هي قبل كل شيء أخلاق وتربية للأنفس لكن للأسف الشديد ظهرت التداعيات الخطيرة والتي جعلت من لعبة للهو والتسلية العابرة مادة إعلامية وقضية كرامة وطنية لكلا البلدين فالبعض اعتبر أن أم الدنيا لا يمكن أن تنهزم والبعض الأخر اعتبر أن بلد المليون شهيد لا يمكن أن يهزم هو أيضا هدا منطق الإعلام غير مسئول بخلق معركة الوهم معركة يتم التجييش لها على أكثر من صعيد لمزيد من الاحتقان والتحريض الإعلامي الذي دهب بعيدا في تعا طيه مع مقابلة اللهو والتي يسعون من خلالها إلى إلهائنا عن أزمات الأمة الحقيقية مع عدوها الذي يستمر في سياسة الاستيطان وتهويد القدس الشريف
فهل كسب مقابلة هو إرجاع لكرامة الأمة التي يتم تصنيفها في آخر سلم التنمية والتي تغرق كل يوم في مستنقع الفقر والأزمات التي لا تنتهي .

كنت حزينا للغابة فأين هي مصر الحضارة والعروبة والرأي الأخر وأين الجزائر بلد النخوة والبطولة وسط ها الإعلام المهرج الذي ترك إلى مجموعة من الفاشلين الدين يسعون إلى إثارة الفتنة في جسد هده الأمة عير بث الكراهية والعنصرية بين الشعبين الشقيقين لقد حاول الإعلام في كلا البلدين شحن الجماهير وجعل معركتها الفاصلة بالفوز والتأهيل إلى كاس العالم في جنوب إفريقيا وكان الرحلة إلى المونديال إنهاء لكل الأزمات التي يعاني منها المجتمع في كلا البلدين
فهدا الخطاب الإعلامي المسيس هدف بالأساس إلى الضحك على الناس وإلهائهم عن معركة الحريات والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والتي هي اكبر من لعبة الوهم والتي يدركون تماما أنها مجرد رحلة قصيرة تنتهي في الدور الأول أو الثاني من نهائيات كاس العالم ليستفيق المنومون وليجدوا أنفسهم وسط نفس أزمات مجتمعهم الخانقة إنها محاولة تنويم مجتمع بالكامل عبر هده الآلة الإعلامية الضخمة التي تم إنزالها في هده المعركة معركة الوهم واللعب كم كان السخاء عظيما سألني احد الظرفاء….

تخيل لو كان هدا الشحن الإعلامي المتبادل يوم كانت غزة تذبح على مدى أكثر من عشرين يوما من القتل والتنكيل فالإعلام كان يتحدث باستحياء في معركة كنا في حاجة فيها إلى نقل آلاف المتطوعين إلى غزة عذرا كان مجرد أن تصل صور المتطوعين إلى الإعلام العالمي يمكن أن ترهب إسرائيل حتى ولو لم يدخلوا القطاع عذرا هده المرة الإمكانيات موجودة وبأقل تكلفة لأننا ذاهبون إلى معركة مصيرية لا يمكن أن نغلب فيها لأنها معركة كرامة عذرا إنها معركة اللهو التي جندنا لها حتى الطائرات الحربية لنقل المتطوعين عذرا الأنصار
كنت حزينا جدا تخيلت لو كنا ننتفض كل مرة بهده الطريقة من اجل الكرامة التي ادعينا أنها خدشت وتسخر كل الإمكانيات التي تتوفر عليها أقطارنا من اجل كرامة الأمة التي لا يمكن أن نسمح أن يتطاول عليها فنحن أقوياء نملك كل خيرات الدنيا نستطيع أن نغلق ليوم واحد صنبور البترول أو الغاز ونقول بصوت مرتفع لا يمكن أن نسمح لأي احد في هدا العالم أن يخدش كرامتنا أو يتطاول على نبينا أليست هده الكرامة التي يجب أن لا تخدش لكن يريدوننا أن نختزل الكرامة في لعبة الوهم واللعب
تخيلت لو كان هدا التجنيد التلقائي والعفوي من اجل حماية الحق في الانتخاب واختيار من هو أهل للثقة لإدارة الشأن العام وترشيد للمال العام والشفافية في إنفاقه وفي توزيع الوظائف والمسؤوليات وفي محاربة الفساد والمفسدون وقطع الطريق على من أوقفوا المسار الانتخابي حفاظا على روح الجمهورية من اجل التداول السلمي على السلطة لأنه المبدأ الكفيل بتجنب الانزلاقات الكارثية ومن اجل رفض التوريث وسيطرة الحزب الحاكم على البرلمان وشؤون الحياة والعباد من اجل برلمان مفتوح بدون حالة الطوارئ ومن اجل حياة سياسية صحية تشارك فيها كل القوى الحية في المجتمع بدون إقصاء تحترم فيها نتائج الانتخابات عبر التداول السلمي على السلطة والاعتراف بالأخر وان المواطنين متساوون أمام القانون عبر إقرار مبدأ المساءلة السياسية والقانونية في نهاية كل ولاية من إدارة الشأن العام
سأكون سعيدا جدا لو كان هدا التجنيد لنقول بصوت مرتفع.. نحن نأبى أن تخدش كرامتنا.. لهده المنظمات التي تكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بقضايانا سأكون سعيدا من اجل كرامة وحرية أهلنا في العراق الدين يتم دبحهم وتفجيرهم يوميا في المجازر التي لا تنتهي عفوا نحن نتجيش في معركة الكرة سأكون سعيدا عندما نتجيش ضد المعاملات التي يتلقاها أبناؤنا وهو يعبرون حدود الألم أو في باب القنصليات و الاهانة تلاحقهم لمادا لا نتجيش ضد القطرية المقيتة والحدود الوهمية التي صنعها الاستعمار ويصر حكام اليوم على الإبقاء عليها موصدة فتشتت الأرحام والأنساب..

سأكون سعيدا من اجل التجيش لصالح أهلنا في القطاع لإيصال الدواء والطعام والحياة
هاهم الآن ويكل سخافة ووقاحة يفتحون باب التصويت على المادن وغدا على المساجد لا تكونوا ظرفاء أكثر من اللازم إنهم ينظرون إليكم نظرة ازدراء واستغلال هده هي الكرامة التي يجب أن لا تجرح أما مقابلة اللهو واللعب فانتهت فالاحتقان الإعلامي والشحن يتم تغييبه في معركتنا مع إسرائيل التي تبتلع يوميا آلاف الأراضي في غفلة عن هدا الإعلام الذي لا يعرف إلا الكرة أما الحديث عن هده المواضيع فهو من الممنوعات التي لأنه لا يمكن للأمة أن تغامر بمقدراتها فالمعركة تحتاج إلى الإعداد وفهم للتوازن الدولي الذي ليس في صالحنا لأننا مزهوون بالنصر في الكرة أما التفكير في شحن العالم ولو إعلاميا ضد أعداء الأمة هو مسالة غير حضارية ومسالة غير مدروسة ومتهورة ومجنونة لأننا مع الحل السلمي للقضية دائما وابدأ ونراهن على السلام عفوا الاستسلام … أحب الرياضة لكن لا تجعولني أصبح وأمسي عليها فانا جائع وعاطل في امة تملك خيرات الدنيا كلها…………………………

بلقاسم بنبراهيم
كاتب من المغرب

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. CHOURAKI SID AHMED
    14/12/2009 at 20:03

    je sais pas si tu es avec les algeriens au contre,mais je pense que le jour ou vous jouez contre l’algerie a la coupe d’afrique en tunisie,vous etes plus que les dégolases egyptiens.
    merci

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *