Home»International»النقاب : بداية صراع ام نهاية حقبة

النقاب : بداية صراع ام نهاية حقبة

0
Shares
PinterestGoogle+

ليس الجدل الذي اثير حول النقاب امرا عاديا او بسيطا وبالتاكيد لا يتعلق الامر ايضا بالحرص على حرية المراة وحقها باختيار ما يلائمها من ازياء بحسب الشرع والدين كل ما في الامر اننا نشهد هذه الايام اولى ارهاصات سقوط المحافظين الجدد في امريكا وفشلهم في تحقيق اهدافهم بالسيطرة على العالم عبر احياء الصراعات الدينية وتبني الفكر الديني المسيحي المتشدد وما رافق ذلك من ظواهر غريبة بدءا من مرض الايدز الفتاك الذي قضى وبشكل تام تقريبا على الهيبية السياسية التي طالبت بممارسة الحب بدل الحرب شعار جذب عنصر الشباب الذي لم يعد يحتمل الحروب المتلاحقة التي عصفت بالعالم واصبح الهروب من التجنيد والتسكع في شوارع اوروبا والتمرد على فكرة الدولة الكيان الذي يستعدي كيان آخر لاطماع اقتصادية اولى اشارات عولمة فكرية مشتركة بين شعوب الارض الباحثة عن العدالة المطلقة .

كانت بذور تلك العولمة الفكرية (وان بشكل بدائي وغريزي ) قد بدأت ترسخ نفوذها وامتدادها الى كافة اصقاع الارض وعملت الشيوعية على الاستفادة القصوى من تلك الحالة لتسويق افكارها لدرجة ان البعض اعتبر ان الهيبية هي مجرد واجهة للفكر اليساري الاشتراكي وطبعا الشيوعي .
نتيجة لذلك بدات النظم الحاكمة التقليدية تتساقط في اوروبا الواحدة تلو الاخرى عبر الانتخابات من ايطاليا مرورا بفرنسا واسبانيا وصولا الى قلب الراسمالية العالمية امريكا التي شكل عزوف الشباب الامريكي عن المشاركة في المسرحية المسماة ديمقراطية امريكية واكتشافهم انها مؤسسة تديرها كبار شركات المال والاعلام وهي المقرر الفعلي لكل شيء وليس الشعب كما يدعون .
تحالف اليمين المسيحي مع اليمين الاسلامي مدعوما بالمال والاعلام وقوة الكنيسة وكل رجال الدين في وجه تلك الموجة الصاعدة وتم الاستعانة بكل ما يمكنه ان يوقف هذا الزحف الهائل ويبعد شبح الهزيمة عن تلك المجموعات التي تشاركت الاهداف نفسها والقيم نفسها في وجه اللاقيم واللاهدف كما اعتقدوا في وجه قوى لم تنجح الا في خلق الفوضى في كل مكان وصلت اليه .

شكل سقوط نظام محمد نجيب الله آخر رئيس لافغانستان الشيوعية و اعدامه لاحقا قمة الانتصار لهذا التحالف الذي اسقط بسنوات قليلة سابقة ما كان يعرف بالستار الحديدي وحوله الى اشلاء بحيث اصبح بامكان شخصية تافهة ومغمورة مثل ليش فاليسا ان يسقط اكبر دولة شيوعية بعد روسيا مثل بولندا ببركات البابا البولندي الاصل وسقط تشاوشيسكو ديكتاتور رومانيا المبجل بطريقة سريعة وغريبة و لاسباب لم تعرف حتى يومنا هذا وكان تافه آخر اسمه غورباتشيف يستعمل المنجل والمطرقة لاقتلاع وضرب الدول الشيوعية اينما وجدوا في مختلف البلدان حيث اصبح من الطبيعي ان تكون اي زيارة له لبلد من بلدان حلف وارسو اعلانا صريحا بقرب سقوط النظام في البلد التي يزورها .
الرئيس الامريكي جورج بوش الاب يحصد ما زرعه وفريقه عبر سنوات طويلة وها هو يقترب من فرض سيطرته الكاملة على اخطر منطقة في العالم الشرق الاوسط بكل ما يحويه من نفط واموال ، دق ناقوس الخطر في الصين التي سحق نظامها الشيوعي ثورة الهامبرغر في تيان مين بالدبابات وبدأ الصراع ياخذ منحى آخر .

العالم بكامله يغلي شعوب بكاملها تنتفض وتثور خريطة العالم السياسية تتغير وبسرعة قصوى عمت الفوضى والمجازر اصقاع الارض من البوسنة والهرسك الى الهوتو والتوتسي مرورا بالصومال فكان لا بد من هدنة ما لالتقاط الانفاس واعادة دوزنة الاهداف وخاصة ان الاتحاد السوفياتي سقط وامبراطوريته الواسعة بدأ الجميع بتقاسمها فكان عصر كلينتون مرحلة لا بد منها قبل ان يتبوأ منصب رئيس الولايات المتحدة اخطر رجل في العالم انه بالتاكيد بوش الصغير .
بعيدا عن نظرية المؤامرة وبعيدا ايضا عن نظرية ان اسامة بن لادن هو الذي خطط لغزوة منهاتن شكل سقوط البرجين بداية للمرحلة الاخطر المرحلة التي اعتبرها البعض ستكون نهاية لتاريخ وبداية لتاريخ جديد .

لم يعد من عدو للمحافظين الجدد الا الاسلام الذي تحول الى فوبيا كونية تطورت النظرة الغربية للعربي او المسلم من غبي تافه الى مجرم ارهابي وانشغل العالم الغربي بصراعه الجديد تركزت كل الانظار على تلك البقعة المسماة شرق اوسط الذي اعتقد المحافظون الجدد انها المدخل الالزامي لاحكام سيطرتهم على العالم كله ظنوا ان حربهم ستكون سهلة واختاروا افغانستان و العراق مدخلا لتفجيراتفاقية سايكس- بيكو القديمة واعلانا صريحا ان اتفاقية بوش-تشيني هي البديل الوحيد والممكن بالتعاون مع انظمة عربية خائفة ومرتعدة وخصوصا ان صورة صدام بثيابه الداخلية يغسل ثيابه في سجنه لا تفارق خيال زعماء تلك النظم
انتهت خريطة التحالفات العالمية واصبحت الخريطة الجديدة غريبة وغير منطقية فها هي ايران الاصولية تتحالف مع الصين الشيوعية وروسيا الارثودكسية مرورا بكوريا الشمالية الماركسية وفنزوليا الثورية وتركيا وسوريا العلمانيتين بخلفية اسلامية معتدلة اتفق الجميع ان امريكا وفكرها المحافظ هو الوريث الفعلي للنازية الالمانية شعر الجميع بالخطر فتوحدت القوى في وجه المارد الامريكي الذي قرر المواجهة فكان اجتياح العراق وافغانستان وحرب تموز وحرب غزة مرورا بكل الثورات الشعبية الممولة امريكيا من ثورة البرتقال في اوكرانيا الى ثورة الارز في لبنان وثورات جورجيا وغيرها من الدول .

فشلت امريكا فشلا ذريعا وغرقت في رمال حروبها انهار اقتصادها واصبحت اكبر دولة مديونة في العالم ولكن الاهم من كل ذلك انها اكتشفت ان الاسلام الثوري الذي خرج من رحم اليمين الاسلامي المحافظ الذي استعملته سابقا لخدمة اهدافها يمتلك من القوة المعنوية والروحية ما يجعل من ترسانتها العسكرية مجرد اوهام لا قيمة عسكرية لها ولا تمكنها من احتلال اي دولة وحتى وان نجحت في احتلال تلك الدولة فان البقاء فيها يصبح كابوسا لا يطاق .
رحل بوش مضروبا بالحذاء وجاءت المؤسسة باوباما الاسود رئيسا لامريكا التي استلمها منهكة القوى وتشبه الى حد كبير الدولة العثمانية في آخر ايامها اصبحت الولايات المتحدة كالرجل المريض واصبحت عبئا حتى على اقرب حلفائها اسرائيل التي ورطتها في حرب افقدتها قوتها الردعية ومهابتها وسطوتها على محيطها لينتهي الامر بها عاجزة حتى عن احتلال شريط ضيق ومحاصر اسمه قطاع غزة.

دق ناقوس الخطر في واشنطن التي اعتبرت ان حروب المحافظين التي شغلت امريكا لعقدين مكنت روسيا والصين بهدوء من التحول مجددا الى قوى عظمى بينما امريكا مشغولة بمحاربة طواحين الهواء في بلاد معقدة سياسيا وطائفيا وجغرافيا فرضت على من يحتلها في السابق شرطا وحيدا ان يكون مسلما والا فانه سيواجه بمقاومة لا تنتهي ابدا ، هذا ما فعله المغول والاتراك وغيرهم من الشعوب التي حاولت ان تتحكم بتلك المنطقة وهذا بالطبع ما لا يمكن لامريكا ان تفعله .

الوظيفة السياسية للاصولية الاسلامية بالنسبة لامريكا انتهت وعاد الصراع المسيحي المسيحي الى الواجهة عبر صعود نجم روسيا الارثودكسية هذه المرة لا بد للتفرغ لتلك الدولة التي تحلم باستعادة امجادها السابقة بالتحالف مع الاسلام الثوري الذي شكل قوة ردعية هائلة للمشروع الامريكي ونجحت في ترويض النمر الامريكي وبالاسلوب نفسه الذي استعملته امريكا لترويض الدب السوفياتي سابقا .
صرخ اولمرت في وجه بوتين غاضبا ان الصواريخ المضادة للدروع التي استعملها حزب الله قد صممت خصيصا لضرب الميركافا وهدد ان اسرائيل لن تسكت على ذلك وتمتلك القدرات اللازمة للرد ، بوتين بهدوئه المعروف ابدى اعجابه بقدرات رئيس اسرائيل الجنسية الممتازة والتي دفعته للتحرش بسكرتيرته .

صاروخ ستنغر الذي اسقط في يوم من الايام الجيش الروسي في افغانستان وادمته رُد عليه بصاروخ آخر ، ايقن الامريكيون انه لا بد من عمل ما يطيح بورقة الاسلام الثوري ويعيد التوازن العالمي بعد ان فقدوا الامل بترسيخ نظام القطب الواحد عادوا الى دفاترهم القديمة باحثين عن حل ما يعيد اليهم زمام المبادرة فكانت صرخة مدوية سمعت اصدائها في بقاع الارض .

علماء امريكيون يتوصلون الى لقاح يساعد على الوقاية من مرض الايدز بنسبة 70 % نسبة قريبا ستصبح مئة بالمئة .
نعم انها الموجة الهيبية ما غيرها ولكن اليوم بمباركة امريكية وهدفها الوحيد الاسلام الثوري
شباب ايران ينزلون الى الشوارع مطالبين بالحرية حرية اللباس وحرية الفكر والتحرر من كل شيء اي شيء وخصوصا التخلص من سلطة رجال الدين
في السعودية ولاول مرة بالتاريخ السعودي جامعة مختلطة وعلى عين لجان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
ليس الغرب من قرر المواجهة حتى بقايا اليمين الاسلامي المحافظ قرروا ان يكونوا راس الحربة كعادتهم
انها حرب شاملة على الاسلام الثوري
قبل ان يشتد عوده اكثر و بعد ان فشلت كل المحاولات لشقه عبر زرع بذور الفتنة السنية الشيعية فتنة لم يعد الامريكيون يهتمون بفوز احدهم على الآخر
ايقنوا ان الرابح اي رابح لن يكون باقل خطورة من المهزوم
الاسلام الثوري كان قاب قوسين من التحول الى حالة جماهيرية كبرى
ضرب في مهده
ضرب بقوة خارجية ويضرب بقوة داخلية عبر تحوير نضاله الى صراع بين نقاب وحجاب وسفور
حرب البسوس استمرت مئة عام
وحرب النقاب الله اعلم كم ستستمر
الا اذا ايقن قادة الاسلام الثوري ان الصراع مع اسرائيل وتحقيق النصر عليها اهم بكثير من تغطية وجه امراة بكيس اسود او منع النساء من ركوب الدراجات خلف ازواجهن في غزة او منع مهرجان موسيقي في مدينة صور
لا يجب ان يواجه شعار (بدنا نعيش) و(الحياة حلوة ) ولا لممارسة الحرب ونعم لممارسة الجنس بشعارات قمع المراة

من منكم شاهد برنامج الاتجاه المعاكس في الحلقة التي جمعت الداعية السوري يوسف البدري مع احد ابواق النظام المصري
قمة السريالية ان تشعر انك لست مؤيدا لواحد منهم
لست بالتأكيد مع فكر الداعية الظلامي المؤيد للمقاومة وبالتاكيد لست مع المتامرك المصري
انه لمن السخرية ان تختار لنا امريكا معاركنا وهي قد قررت ان يكون العنوان هو نقاب المراة
عنوان لا تستطيع الا ان تكون مع امريكا ضد من يريد العودة بنا الى العصور الوسطى

المعركة وجهتها معروفة وعدوها معروف وشرف الامة ليس محصورا بمكان
قبل ان تسقط الاهداف العظيمة وقبل ان يتحول الصراع عن مساره الصحيح لا بد من وقفة تامل ومقارنة
التاريخ لا يعيد نفسه ابدا الا في بلداننا انها فرصتنا الاخيرة لاعادة انتاج مفهوما اسلاميا راقيا يحمل بطياته كل بعده الانساني بعيدا عن التطرف والانعزال
اسلاما لا يجد غضاضة في ان يتحاف مع مسيحية ثائرة ايضا بهدف تحقيق العدالة على الارض
اسلاما لا يعتبر شريكه في الوطن القبطي عدوا فقط لانه مسيحي
نحن لا نعيش وحدنا والعالم يزداد صغرا والكل يشاهد الكل لم يعد من المقبول ان نسمع بعض الشعارات التي تجعل اقرب حلفائنا يخافون منا
هذا ما تعمل عليه امريكا الآن وهي تستعمل تلك الظواهر العفنة لتغيير المزاج العام المؤيد للمقاومة في غالبية الدول وتحويله الى فوبيا جديدة
انها رسالة للقوى الاسلامية الشريفة والثائرة على الظلم ان لا تغرق في رمال التحجر الفكري
انصار المقاومة ليسوا فقط المتدينين والمتزمتين انهم من مختلف الفئات قد يكون علمانيا او حتى ملحدا قد يكون مسيحيا او هندوسيا او بوذيا قد يكون سويا وقد يكون شاذا انه انسان بمختلف عييوبه وامراضه التي يصرح بها او يخفيها وليس وضع الصمغ الايراني (اقوى انواع الصموغ) في مؤخرة الشاذين جنسيا في العراق واعطائهم مسهلات لقتلهم بتلك الطريقة الوحشية هو الصورة المطلوب تعميمها لما سيكون عليه حكم الاسلاميين
دعوا الخلق للخالق هو من سيحاسب وهو من سيكافئ
لا تهدي من احببت ان الله يهدي من يشاء وان لم يهتدي فحسابه عند الله وليس عندكم
هل تعلمون ان في السويد نظاما اسلاميا رغم ان الدولة مسيحية
وفي النرويج كذلك …وفي دولنا الاسلامية جميعها لا يوجد اي اثر للاسلام فيها
المقاومة حالة انسانية بالدرجة الاولى انه ذلك الاحساس برفض الظلم لذلك خرجت المسيرات في كل انحاء العالم دعما لغزة ودعما لحزب الله
دعم هؤلاء للمقاومة الاسلامية لا يقابل بتكفيرهم واعتبارهم مشركين
والا فما هو الفرق بين اليمين الاسلامي السلفي المتحجر والاسلام الثوري
انهم يصبحون بذلك وجهان لعملة واحدة
قبل ان يفوت الاوان ………

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *