Home»International»ذكرى 11 شتنبر ودور الموساد من أجل تغيير الخارطة العربية

ذكرى 11 شتنبر ودور الموساد من أجل تغيير الخارطة العربية

0
Shares
PinterestGoogle+

بعد مرور ثماني سنوات على الهجمات التي هزَّت العالم وعملت على تغييره وإعادة تشكيله، بات الحديث عن هجمات سبتمبر الشهيرة باعتبارها حدثاً تاريخيّاً يقف عنده الكون، إذ إن العالم وخاصة العالم العربي أصبح مغايراً تماماً بعدها عن قبلها ولو بساعات قليلة.

فمما لا شكَّ فيه أن الخارطة العربية قبل هجمات شتنبر باتت مغايرةً لما بعدها، إذ إنه لم يكن العراق قد احتل وحل بأهله ما حل من انشقاق وتشرذم وقتل، وأيضاً الفُرقة التي وقعت بين طوائفه من سنة وشيعة وأكراد وتركمان وغيرها، وفي فلسطين زادت عمليات التهويد وكثرت المستوطنات ووصلت إسرائيل ذروةَ عنصريتها في عدوانها على قطاع غزة وقتلها للآلاف، كما أن اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق عمل على خروج القوات السورية من لبنان، هذا غير المطالب المتسارعة لتفتيت وحدة السودان، وظهور ما يسمى «أقباط المهجر» في مصر والدعوة لدور أكبر في الحياة السياسية، مع الحديث عن ملف التوريث، كما أن دول الخليج طالها العديد من أطر التغيير لعل أهمها التأثر الاقتصادي الرهيب، بالإضافة إلى الوجود الأمريكي الخطير المتمثل في عدد من القواعد العسكرية، بالإضافة لوجود الاحتلال في العراق، هذا غير تراجع الرئيس الليبي معمر القذافي عن مشروعه النووي، بل وتسليمه مواد التخصيب إلى الولايات المتحدة عقب رؤيته الرئيس العراقي صدام حسين مكبَّلاً ويحاكَم، ثم القرار بإعدامه صباح عيد الأضحى ليكون أُضحية العيد!

مجمل هذه التغييرات صبَّ في صالح الكيان الصهيوني فقط، وهو ما يستغربه البعض, إذ إن هجمات سبتمبر التي أُلصِقت تهمتها بالعرب لم تخدم سوى ألدِّ أعدائهم وهم الصهاينة، وهو ما دفع بعض المحللين والخبراء إلى الحديث عن دور للموساد الصهيوني في هذه الهجمات، إذ إن نتائجها لم تخدم سواهم، وبالتالي فإن الأمر لم يخلُ من دور لهم في هذه العملية «الهوليوودية» التي كان وقعها أكبر حتى من أفلام الخيال العلمي الأمريكية، التي تقدمها أمريكا باعتبارها حامي الكرة الأرضية أمام هجوم الكواكب الأخرى في سلسلة الأفلام التي تعرف باسم «حرب النجوم والكواكب».

تشرذُم عربي

هجمات أيلول التي أعلن مسؤوليته عنها في نزعة بطوليَّة يراها الكثير من المحللين أكبرَ منه بكثير زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، جاءت بعد ظهور العديد من التيارات الإسلامية المسلَّحة التي ترفض الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتطالب بتحرير الأرض المسلمة من وطأة الاحتلال، وذلك بعد نجاحها من طرد المحتل السوفياتي في أفغانستان والشيشان وتلقينه درساً لن ينساه، وبعد الانتهاء من العدو التقليدي هناك وهو الاتحاد السوفياتي وتفكيكه، رأت هذه الحركات أن العدو القادم هو الولايات المتحدة، وذلك لدورها في الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني في احتلاله لفلسطين، ومن هنا ظهر الخطرُ على إسرائيل التي أدركت أن مثل هذه الحركات خطيرةٌ عليها وعلى وجودها، فكان العمل على إيجاد صيغة قانونية للقضاء عليها..

فكانت بحسب الخبراء هجمات أيلول بأيدٍ عربية لتكتمل القصة، ثم يعلن «ابن لادن» مسؤوليته عنها ليخرجَ جورج بوش الرئيس الأمريكي السابق الأرعن ليعلنها صراحة أنها حربٌ صليبية جديدة ضدَّ الإسلام، فيكون احتلال العراق وأفغانستان وترهيب كل الدول العربية والإسلامية بأن «من ليس معنا فهو ضدنا»، لتتوالى الاستفادة الإسرائيلية من تدمير دولة كانت تهابها وهي العراق، وأيضاً ضرب الحركات الإسلامية التي كانت تهدِّد بقاءه في أفغانستان.

لينتقل الملف إلى السودان، والعمل على تفتيته بحجة أن بقاءه موحَّداً يساعد على ولادة حركات إسلامية جديدة .. ومن السودان إلى المملكة العربية السعودية ذاتها التي طالبها الرئيس باراك أوباما صراحةً بتطبيع غير مشروط مع الكيان الصهيوني، إلا أن موقف السعودية كان واضحاً برفض التطبيع قطعة قطعة، إذ إنه لا بدَّ أولاً من تقديم إسرائيل تنازلات على الأرض والموافقة على إقامة الدولتين، بالإضافة الى ترك ملف القدس في أيدٍ دولية، وهي المبادرة العربية التي قدمتها السعودية لتحصل بعدها إسرائيل على تطبيع كامل مع العالم العربي.

هجمات سبتمبر والموساد

كل ما سبق يرسم الصورة التي بات عليها العالم العربي باختصار شديد بعد هجمات سبتمبر، وما مدى الاستفادة الكبرى التي نالتها إسرائيل عقب هذه الهجمات، كل ذلك يؤكد بحسب الخبراء أن لإسرائيل يد في هذه الهجمات، كما أن العرب كانوا السمكة التي أخذت «الطُّعم» وتم اصطيادها بسهولة.

في هذا السياق أكَّد تقرير للمخابرات الألمانية «أن الموساد الإسرائيلي لم يكن على علم بهجمات 11 أيلول فحسب، وإنما شارك في وضع الخطط لتنفيذها»، وجاء في التقرير الذي نُشر على موقع «تيير نيوز أورغ الألماني» أن الإسرائيليين حذَّروا الأمريكيين من احتمال حدوث الهجمات، ولكنهم لم يُطلِعوا الأمريكيين على مكان وزمان الهجوم الذي يعرفه الموساد الإسرائيلي بدقة تامة، وأشار التقرير الألماني إلى أن عدداً من أجهزة الاستخبارات الغربية لا سيَّما الفرنسية والألمانية والروسية حذَّرت الإدارة الأمريكية من الهجمات، ولكن بوش وتشيني ومسؤولين آخرين تجاهلوها.

وكان موقع «دات ريلي هايند» الأمريكي كشف في وقت سابق من هذا التقرير عن أن خمسةً من عناصر الموساد الإسرائيلي اعتُقِلوا في يوم الحادث عندما كانوا يشاهدون انهيارَ الأبراج المستهدفة مبتهجين، وأضاف الموقع أن شبكة تجسُّس تابعة للموساد قامت بتصوير لحظة اصطدام الطائرات ببرجي مركز التجارة في نيويورك بالكامل، وتبين في ما بعد أن الشبكة كانت قد أَعدَّت كاميرات خاصة قرب الأبراج لتصويرها بدقة.

أما الكاتب الفرنسي الشهير «إريك لوران» فقد أكَّد من جهته في الفصل السابع من كتابه «عالم بوش السري» أن إسرائيل كانت حاضرةً بقوة في أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 بقدر ما كانت وراء حرب العراق.

ويقول الكاتب الأمريكي «ديفيد ديوك» المرشح السابق للرئاسة الأمريكية في مقالٍ نشره على موقع الإنترنت الخاص به ردّاً على التساؤل عن دور إسرائيل في الهجمات: «إن خبراء مركز الأبحاث والدراسات العسكرية في الجيش الأمريكي يقولون: إن الموساد لديه القدرة على توجيه ضربات لقوات ومصالح أمريكية وجعل الأمر يبدو على أنه من تدبير فلسطينيين أو عرب»، ويضيف أن من السخرية أن يهاجم مركز التجارة العالمي بعد أربع وعشرين ساعة من نشر هذا التقرير.. فهل للموساد يدٌ خفية في هذا الهجوم؟!

ويرى الكاتب ديوك أن الموساد تمكَّن من اختراق ما يعتبر أخطر منظمة إرهابية في العالم، ألا وهي القاعدة.. ويجزم الكاتب بـ «أن الموساد كان على علم بالأمر.. وربما ساعد وحرض من دبَّر الهجوم، لأنه رأى في مقتل الآلاف من الأمريكيين ما يخدم مصالح إسرائيل».

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *