متى تخاف اسرائيل من تنامي القوة العربية..؟؟
سؤال يحمل في ثناياه الجواب، وبداية لا بد من معرفة أن عناصر القوة لا تكمن في امتلاك الدولة للكم الكبير من المعدات والسلاح بل في السياق الذي تمتلك فيه هذا السلاح، فالعرب لاينقصهم جمع السلاح وهو موجود بوفرة، وفي حروب الماضي كانت المخازن مليئة ولم تستخدم وكادت أن تنطق وتقول: فرغوني، لأن الأهم من السلاح غير موجود وهو وحدة الكلمة ووحدة الموقف، صحيح ان السلاح مهم للأمن الوطني، لكن الأهم منه الأمن القومي (العزوة، فالانسان قليل بنفسه كثير باخوانه)، وهذا ما يحسب له العالم وقادة اسرائيل الحساب، وأوضحهم تعبيرا كان في هذا المجال شارون عندما قال بان أكثر ما يقلقه هو المواجهة العربية، وهم يدركون جيدا أن جوهر هذه المواجهة هو القضية الفلسطينية لذلك هدف قادة اسرائيل الاستراتيجي هو « فرق تسد » ليس فلسطينيا فحسب بل وعربيا واسلاميا أيضا، واسرائيل تطبق المثل الصيني الذي يقول: اذا كان أعداؤك خمسة فاستقطب احدهم يصبحوا أربعة، ثم استقطب آخر يصبحوا ثلاثة…
وهكذا الى ان تواجه عدوا واحدا، وهذا سر بقاء اسرائيل وبالمقابل سبب خسارة العرب وضعف حيلتهم، ولا يمكن للعرب النهوض ومواجهة التحديات إلا بالوفاق والاتفاق والانتصار على الذات وتغليب العام على الخاص ، فلا يعتقدن أحد أن بلده في منأى عن الأطماع والتطلعات الاسرائيلية الخفية أوالعلنية، سواء بالاحتلال المباشر أو بالسيطرة عن بعد، وأكبر مثال بعد (فلسطين ولبنان) ضرب تونس والسودان وسوريا والعراق، والعيون الآن على ايران والباكستان، أما المغرب العربي فحدث ولا حرج ، فكثيرا ما عبرت اسرائيل عن قلقها من تنامي القوة البحرية العربية غرب البحر المتوسط وتحديدا الجزائرية ، والتي أثار حفيظتها امتلاك الجزائر صواريخ بحرية روسية متطورة في نهاية عام 2008، ولم تتوقف عند هذا الحد من التعبير بل افصحت لدول المغرب العربي عبر وسطاء أمريكيين وعبر حلف شمال الأطلسي بأنها معنية بصفة مباشرة بالأمن في تلك المنطقة خاصة مضيق جبل طارق(الذي نفذت فوقه مناورات جوية) والممرات البحرية التجارية المتاخمة للشواطىء الجزائرية والليبية، لذلك تسعى اسرائيل الآن الى الاختراق وتحقيق انجاز سياسي من خلال سيناريو مناورات يعد لها حلف شمال الاطلسي والبحرية الأمريكية والإسرائيلية (أكتيف انديفور ) ومحاولة اشراك الجزائر والمغرب بأي شكل من الأشكال ، وهي بهذا تضرب أكثر من عصفور بحجر أولها في سياق استخدامها لسلاح فرق تسد، وللتقليل من أهمية الحدث يتم تداول الخبر على اساس ان المشاركة ستقتصر على ارسال ضباط عرب الى مركز نابولي، هذه المشاركة ان تمت وأيا جاء شكلها ستحول القوة الى ضعف، وهي التفاف على معاهدة الدفاع العربي المشترك حيث المغرب والجزائر عضوان فيها، والتي تنص على أن قواتهم البرية والبحرية والجوية ستكون كما كانت في الماضي (ولو معنويا) جزءا من القوات المقاتلة في اي حرب عربية اسرائيلية ، اضافة الى ان اسرائيل ستستخدم هذه المناورات في كل الاتجاهات، ولا يجب أن ترفض فحسب، بل ولا بد من المواجهة.
العرب اليوم بأمس الحاجة لاتخاذ القرارات اللازمة وصولا لاستراتيجية عربية مدعمة بموقف شعبي وديموقراطي، وفي مقدمة هذه القرارات قرار مغادرة دائرة الانقسام ورفض منطق الضعف وتقبل الهزيمة بسهولة والاعتماد على القوى الذاتية، وتنمية القدرات، وتعزيز الاحساس القومي كأمة لها كيانها وحقوقها المشروعة كسائر الأمم، ورفض استغلال الآخرين لهم، أو الدخول في حساباتهم، والسعي الى أمن قومي عربي وعقيدة عسكرية في سياق سياسي واضح، مبني على منطق وحدة الموقف ووحدة المصير، فلدى العرب من عناصر القوةالكثير الكثير يجب استخدامها، عندها يمكن القول هناك عرب أقوياء وسيحسب لهم العالم ألف حساب .
waseferiqat@hotmail.com
23 – 8 – 2009
1 Comment
lan takhafa alyahod mina almoslimin…..
wa hom ala hada alhal….