باختيار ابو مازن رئيسا وقائدا للحركة …. من الذي تغير ابو مازن ام الحركة؟
سؤال يدور بالاذهان مباشرة حول سر انتخاب المؤتمر العام السادس لحركة فتح ابو مازن رئيسا وقائدا للحركة قبل انتخاب اللجنة المركزية والمجلس الثوري، فأعضاء المؤتمر مدعويين للحفاظ على وحدة الحركة واستمرارها اولا، واخذ دورها النضالي المميز الذي عرفته الجماهير الفلسطينية، فهم يواجهون تحديات كبيرة، بعد ان غاب عن المؤتمر تقرير اللجنة المركزية للمرحلة السابقة، وما تركته مرحلة عشرين عاما من تهميش للحركة ومؤسساتها وحالة الفوضى التي مرت بها، والفساد الذي نخرها، فغياب تقرير اللجنة المركزية كان قد ترك فراغا، حيث راى المؤتمرين بالبحث عن كيفية معالجة كل السلبيات التي مرت بها الحركة من خلال اثارة العديد من القضايا التي يراها هذا القطب او تلك الساحة، فكان الجدل والخلافات العاصفة بالحركة غير خافية على احد اطلاقا.
ما شهدته حركة فتح من خلافات واتهامات قبل انعقاد المؤتمر، وما تشهده اروقة المؤتمر من خلافات وصراعات حادة بين مندوبي المؤتمر، وما تواجهه الحركة من اخطار يهدد مستقبلها ومصيرها، ودورها الوطني والنضالي بهذا الصراع، وما تواجهه من تحديات وتهديدات بالعلاقات الداخلية الفلسطينية، وحدة النقاشات وسخونتها الدائرة بين المندوبين باروقة المؤتمر، يجمع اعضاء المؤتمر على تجاوز حالة الانشقاق داخل الحركة والتوصل الى توافق داخلي بين كل الاقطاب والاطراف، فهل عقد الصفقات بين التيارات المتصارعة والمختلفة هي مخرج؟ ام المحاسبة والمسؤولية هي الحل لازمة فتح التي تهددها؟ الكل يجزم بان فاروق القدومي ليس غائبا عن المؤتمر، ومندوبي غزة هم قضية لها وزنا واثرا كبيرا ايضا بالمؤتمر، فمندوبي غزة قد يغير كثير من موازين القوى بالمؤتمر بحال مشاركتها المباشرة، والنقاشات الدائرة لوضع الية تسمح لمندوبي غزة بالمشاركة بالمؤتمر، ايضا تشكل عقبة اساسية بوجه المؤتمريين ونجاح المؤتمر، فمن القضايا الحاسمة والمعقدة التي تشهدها اروقة المؤتمر خسارة فتح بانتخابات المجلس التشريعي، وخسارتها لقطاع غزة، هي حزب سلطة ام حركة تحرر؟ وموقف الحركة من المشاريع التسووية المطروحة وما انتجه اوسلو، وخارطة الطريق، وقضية القدس واللاجئين والموقف من المستوطنات والجدار والمفاوضات والدولة الفلسطينية وحق تقرير المصير وغيرها من القضايا والعناوين التي تحتاج الى اجابات عليها من المؤتمر.
ما الذي حصل بالمؤتمر لانتخاب ابو مازن قائدا للحركة بالتزكية رغم كافة الخلافات القوية التي تشهدها اروقة المؤتمر؟ هل ابو مازن يشكل القاسم المشترك القادر على حفظ التوازانات داخل الحركة؟ ام اتفاق حصل بين بعض التيارات والاقطاب المتصارعة داخل المؤتمر؟ ومن هي هذه الاقطاب؟ ام ان طريقة التصويت والتزكية فاجاءت الاغلبية واربكها وكانت محاولة التفاف ناجحة؟ ضمنت تزكية ابو مازن لرئاسة وقيادة الحركة، فتصريح الطيب عبد الرحيم بعد تزكية ابو مازن رئيسا للحركة يقول » اليوم عشنا فرحة من القلب رغم انها لم تظهر على وجوه عديدة من الاعضاء »، فهذا التصريح يؤكد ان ابو مازن لم يكن يحظى بالاجماع داخل المؤتمر، فالخلافات الكبيرة ما زالت مستمرة والتذمر بين اعضاء المؤتمر ما زالت واضحة، بالاضافة الى الخلافات الكبيرة بين الجيل الجديد والقديم بالحركة، والتيارات والاقطاب التي يتشكل منها المؤتمر.
ماذا اراد ابو مازن من هذه التزكية واختياره مباشرة من قبل المؤتمر؟ فهل اراد ايصال رسالة الى بعض الاطراف بفتح بانه ما زال الرجل الاقوى بالحركة؟ وانه ما زال ممسكا بالقرار؟ فهل اراد توجيه رسالة الى فاروق القدومي ومن يقف معه بعد الاتهامات الاخيرة التي وجهت له قبل انعقاد المؤتمر؟ فهو نجح بعقد المؤتمر بالداخل رغم انف المعارضين، وتمكن من ان يكون قائدا بالتزكية، فوزيين كبيرين حققهما ابو مازن، تؤكد بانه ما زال قادرا على الامساك بزمام الامور.
بهذه التزكية والاختيار بمؤتمر فتح، تزيد من فرص ابو مازن لعقد المجلس الوطني الفلسطيني مستقبلا داخل الاراضي الفلسطينية، ليتمكن من اختياره وتنصيبه رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مستقبلا، بظل غياب معارضة فلسطينية تكون قادرة على لجم سياساته التفريطية اتجاه القضية الفلسطينية.
ابو مازن يمثل خطا سياسيا بالساحة الفلسطينية تراه العديد من القوى الفلسطينية وتيارات بداخل حركة فتح، بانه خطا سياسيا تفريطيا لا يعبر عن موقف الاجماع الفلسطيني، واراد من هذا الاختيار ان يوجه رسالة الى الكيان الصهيوني وقادته بانه ما زال الرجل القوي بحركة فتح، وان هذا الاختيار مقدمة لاختيارات مستقبلية كقائدا عاما للشعب الفلسطيني وتجديدا لرئاسة قادمة، وانه ما زال قادرا على تحديد الخطوط العريضة للسياسة الفلسطينية بالمرحلة القادمة على قاعدة انهاء الصراع مع الكيان الصهيوني، كذلك جاء ليقول للادارة الامريكية بانه ما زال الرجل القوي بالحركة القادر على الامساك بزمام الامور، وان رهان الادارة الامريكية على سلام فياض هي مراهنة خاسرة.
هل المؤتمر كان على مستوى التحديات والمهام التي تتطلبها المرحلة القادمة؟ سنبقى بانتظار القرارات التي ستتمخض عن المؤتمر حال انتهاء اعماله، وما ستجيب عليه الفترة القادمة التي تتبع المؤتمر مباشرة.
Aucun commentaire