Home»International»الانفصام الأوبامي: يضرب في أفغانستان ويغازل المسلمين في الأزهر

الانفصام الأوبامي: يضرب في أفغانستان ويغازل المسلمين في الأزهر

0
Shares
PinterestGoogle+

من العار علينا أن نقبل بحال من الأحوال ما تفعله الآلة العسكرية الامبريالية الأميركية في أفغانستان، تحت أي ذريعة كانت، وحجة التطرف التي يركنون لها مردودة عليهم بكل الأباطيل التي يعيشون فيها ولها، فتطرفهم أسبق مما عندنا وأعرق، وعصابة المحافظين الجدد لا زالت آثارها بادية للعيان في العراق والصومال، وليبرمان الصهيوني المتطرف يفرش له البساط الأحمر في عواصم الحرية المفصومة في أوروبا وأميركا، فليدعونا وتطرفنا نعالجه بأيدينا، مع العلم أن التطرف في أوطاننا ليس إلا صنيعة ممارسات الغرب وهيمنته على مقدراتنا ودعمه للأنظمة الشمولية التي حمت مصالح الغرب على حساب قوت وكرامة الشعوب.

ما يجعل الدماء تغلي في العروق، مضافا لحجم التقتيل والدمار والقصف، رهان بعضنا على الإدارة الأميركية الجديدة ممثلة بالرئيس اوباما، حيث كان لخطابه التصالحي مع المسلمين في القاهرة، تأثير لا يستهان به على بعض المغرقين في الواقعية والمتكسبين من نتائج هيمنة المشروع الأميركي على المنطقة.

أضف إلى ذلك، تصلب اوباما في مسألة المستوطنات وحل الدولتين، ليكتمل الإعجاب به وترتقبه الآمال والأوهام بتشدق مرحلي، ربما لأن أبصارهم عميت عن معاني هذا التصلب، فحين يجد الجد سنرى تفسيرات لا ترضينا حول معاني الدولتين ووقف الاستيطان، وتلك خبرة ومهارة اميريكية إسرائيلية بامتياز خنوعي اندفاعي عربي اعتدنا عليها، وستتثبت لنا قادم الأيام، أن خطاب الأزهر لا يتجاوز حلقة العلاقات العامة التي ترسمها دوائر صنع القرار في أميركا، إمعانا في عملية تزييف الوعي الجمعي العربي الملعوب به أصلا.

لا ينكر عاقل أن إدارة اوباما تحمل فوارق معتبرة عما كانت عليه إدارة بوش المحافظة، ولا يقبل أي عاقل أيضا، أن نجعل الفارق بين الإدارتين يصل إلى مرحلة إعادة صياغة المصالح الحيوية الأميركية في العالم، ومنطقتنا على التحديد، لمجرد أوهام تعترينا، هذا يجعلنا على قناعة أن السياسة الخارجية للرئيس اوباما ستكون ذات أهداف مشابهة لما أرادته الإدارة السابقة، لكن بوسائل مختلفة، يسعها الخلاف والحوار داخل أروقة النخب الأميركية، ما يعني أننا نقف أمام وهم سياسي مفاده، تخلي الولايات المتحدة الأميركية عن الانحياز لإسرائيل كلية، كما نتوهم أن أميركا ستدعنا وشأننا في مسائل التنمية والتطور والوحدة.

ا

لجمع بين قسوة اوباما في أفغانستان واعتماده لغة الحرب، وبين دبلوماسيته في الشأن الإيراني والفلسطيني، يؤكد أن التغير الذي يحمله الرجل لا صلة له بتحسين العلاقة مع المسلمين، وصحوة الضمير وعودة القيم الأميركية لفاعليتها، بقدر ما هو محاط بشروط وظروف موضوعية، ألزمته اعتماد لغات وأدوات مختلفة في التعامل مع التحديات والخصوم.

ولعل الأزمة الاقتصادية العالمية تشكل عاملا ضاغطا على القرار الأميركي لكي يغير لونه وطعمه المعتاد، دون أن ننسى الدور الكبير الذي لعبته المقاومة في العراق وفلسطين ولبنان، الذي من خلاله تم إرهاق المشروع الأميركي في المنطقة ورفع كلفته، ما جعل الأميركي يعيد النظر في وسائله السابقة تجاه وسائل أقل كلفة ومخاطر.

مع اعتقادي الكامل أن هذه الظروف ستعمل على تمسك الأميركي بمصالحه الحيوية بشدة وعزم أكبر من الإدارات السابقة، وذلك لغايات تمرير هذه اللغة الجديدة، التي تحتاج لقبول الرأي العام في أميركا لها، من هنا تتشكل حافظة المصالح وتتأبد السياسة الخارجية للاميركان في المنطقة، سيما مع تواصل مسلسل الضعف العربي وتخاذله بل وتواطئه أحيانا.

الانحياز الأميركي لن يميل يوما لمصلحتنا، وهذه قناعة أملتها الخبرة والتجربة مع الاميركان، وأيديهم الملوثة بدماء أطفالنا لن تغسل بحملة علاقات عامة تحاكي العواطف، من هنا لابد لنا أن نستعيد همتنا في استدراك عوامل القوة والوعي والإرادة، وهذه تشكل وزنا في رجحان القوة، قد تجعل بعضا من هذر اوباما في القاهرة حقيقة نصنعها بأيدينا.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. متتبع
    23/07/2009 at 14:41

    إن الولايات المتحدة الأمريكية ليست دويلة تتلاعب بها الحكومات المتعاقبة من أجل مصالح ضيقة تنحسر في مجموعات تسير الشأن المحلي اعتمادا على أسر ومصاهرة وقرابة
    إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد مذهبا سياسيا راسخا متجدرا في القيم والقدم تسهم فيه عن طريق الأحزاب والجمعيات والمؤسسات وتعمل في اتجاه الحفاظ على مصلحة الشعب والأمة دون إقصاء أي مواطن كيف ما كان انتماؤه وتوجهه وقبيلته وعرقه وأصله
    والرئيس الأمريكي أيا كان يسير في هذا الخط طبقا لدستور الدولة الذي يحتم عليه أن يسير وفق ما هو مسطر وتم الإجماع حوله عبر السنين
    والرئيس الأمريكي يعمل بشتى أنواع اليبلوماسية والأساليب السياسية التي يتقنها الطاقم الحاكم الذي يتقن التمظهرات والتمويه والمراوغات ، والذي يوهم كل من يتعامل معه أنه يعمل لصالحه ولنصرة قضاياه
    ولا أدل على هذا القضية الفلسطينية وقضية العراق وقضية أفغانستان وقضية إيران وقضية الأمة العربية قاطبة والأمة الإسلامية
    فلا ننتظر شيئا من أوباما أو غيره من الأمريكان لأنهم من طينة واحدة وجلدة واحدة ودستور ثابت وسياسة مصلحة الشعب الأمريكي وليست مصلحة لأي كان

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *