المؤتمر الإسلامي اليهودي في فرنسا محاولة ماكرة لصرف الأنظار عن جرائم الصهيونية
بعدما أدان العالم قاطبة وبكل شعوبه وضمائره الحية جرائم الصهاينة في غزة ، وبعد تعالي الأصوات المطالبة بإحالة مجرمي الحرب اليهود على أنظار محكمة جرائم الحرب عمد اللوبي اليهودي في فرنسا وغيرها إلى حيلة عقد ما سمي مؤتمرا إسلاميا يهوديا لصرف أنظار العالم عن جرائم الصهاينة بطريقة ماكرة خبيثة ، وإعادة أسطوانة المحرقة الممجوجة في ذوق العالم ، و التي تستخدمها إسرائيل ومن يقف في صفها أداة لتغطي عن جرائمها التي فاقت كل الجرائم في تاريخ البشرية .
وهذا المؤتمر المشبوه هو محاولة مكشوفة للتمويه على طبيعة الدولة اليهودية العنصرية ، ولتكميم أفواه المطالبين بالتحقيق في جرائم هذه الدولة العنصرية الخارجة عن القانون بعدما كشفت فظائعها بما في ذلك استخدام الأطفال الفلسطينيين كدروع بشرية خلال العدوان الأخير على غزة كما نقلت وسائل الإعلام مؤخرا . ومن السخف أن يسمى هذا المؤتمر صوت الضميرـ وهو ضمير ميت بالنسبة للفلسطينيين ـ وينهي أشغاله بالحديث عن الهلوكست واعتباره حقيقة تاريخية مقدسة لا يرقى إليها شك ولا يأتيها باطل من بين يديها ولا من خلفها ، والويل والثبور وعواقب الأمور لمنكرها أو للمشكك فيها فهو يعادي السامية ، هذه السامية التي يرتكب المنتسبون لها أفظع الجرائم في حق الفلسطينيين العزل.
والضمير الذي حرك المحسوبين على الإسلام والناطقين باسمه في هذا المؤتمر ضمير ميت عندما يتعلق الأمر بمحارق فلسطينية حقيقية صورتها وسائل الإعلام العصرية بكل دقائقها . والعجب كل العجب أن يجعل ضمير هذا المؤتمر الهلوكوست حقيقة لا يرقى إليه شك بالرغم من ضعفها الوثائقي أمام محارق غزة ذات الدلائل الحية بالصوت والصورة. والعالم قاطبة لا ينكر محرقة اليهود في الفترة النازية حبا في النازية أو كراهية في اليهود كما يروج اليهود ، وإنما ينكر الارتزاق بالمحرقة وتهويلها والمبالغة في عدد ضحاياها من أجل استغلالها أبشع استغلال لتبرير السطو على الحقوق الفلسطينية ، وتبرير الجرائم والفظائع ضدهم لأكثر من ستة عقود ، ولابتزاز دول العالم من أجل تكميم الأفواه على تعالي إسرائيل فوق القوانين الدولية لهذا اعتبر المفكر الفرنسي روجي جارودي المحرقة أسطورة من الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل إلى جانب أساطير أخرى تضفي القداسة على كيان عنصري غاصب ومجرم يستوجب الإدانة والاستئصال في عالم يتبجح بالقيم الإنسانية المتعالية على العنصرية والتعصب في حين يقدس عنصرية وتعصب اليهود لعرقهم .
لقد كثرت المؤتمرات الداعمة للكيان الصهيوني مباشرة بعد جرائمه في غزة فبعضها يوصي بحصار على الأسلحة إلى غزة ، وبعضها يجدد الدعم للهلوكوست …..، كل ذلك بغرض الالتفاف على الدعوات المنادية بالبحث في جرائم اليهود خاصة الأخيرة في غزة ، ومحاكمة المسؤولين عنها في محاكم الجرائم ضد الإنسانية . ولكن يبدو أن الضحايا الفلسطينيين لا يدخلون ضمن هذه الإنسانية التي تكيل بمكيالين والتي تنبش في ماضي الجلاد الغابر لتصرف الأنظار عن آلام الضحية الآنية.
لقد داس المنتسبون للإسلام والذين حضروا مؤتمر باريس على دماء ملايين الفلسطينيين والعرب ، وجالسوا العصابات الصهيونية العنصرية وحاولوا مغازلتها من خلال أسطورة الهلوكوست التي باتت الحدث التاريخي الوحيد الذي لا يخلق ولا يبلى ما دامت جذوة النار التي ترمز إليه متقدة باستمرار في إسرائيل يقف عليها كرها و قسرا كل من وطئت قدمه أرضا مغتصبة فلا يلتفت إلى اغتصابها بقدر ما يحتفل بمحرقة المغتصب الضالع في جرائم وحشية ضد الإنسانية.
لقد تحرك ضمير العالم الميت ضد الرئيس السوداني ذي البشرة السوداء ، واعتبر مجرما أدين بجرائم ضد الإنسانية في دارفور، ولكن هذا الضمير الميت لم يتحرك ضد الحية الرقطاء الشقراء الصهيونية العنصرية الحاقدة ليفني ومن معها من أباطرة الإجرام بسبب جرائم غزة .
فهنيئا للمؤتمرين في مؤتمر باريس خاصة المحسوبين على الإسلام على ضميرهم الحي الذي لم ينس الهلوكوست ولكنه تناسى غزة هاشم التي وليها الله وهو ولي من لا ولي له .
1 Comment
« المؤتمر الإسلامي اليهودي في فرنسا محاولة ماكرة لصرف الأنظار عن جرائم الصهيونية »
C’est trop claire!!