النسب الشرف بمجلس الشيوخ الأمريكي
في مقال عنونه « تشارلز كروثامر » بجريدة « الواشنطن بوست » –مجلس اللوردات الأمريكي- استعارة مكنية بمجلس اللوردات البريطاني، لسرد التشابه مع مجلس الشيوخ الأمريكي بعد استياء بعض أعضاء الكونجرس عن الحزب الديموقراطي وخاصة « كاري أكرمان » على ترشيح « كارولين كنيدي » لعضوية مجلس الشيوخ حيث قال » لاأدري ماهي مؤهلات كارولين؟ فيما عدا الإسم الذي تحمله وأن المشكل لايكمن فقط في حصول « كارولين » على مقعد « هيلاري كلنتون » داخل مجلس الشيوخ الذي سيخلو قريبا، ليس نقصا في الخبرة والمؤهلات إذا ما نظرنا إلى الكم غير المتمرس من أعضاء المجلس وهم كُثُر من رجالات المال والأعمال والفن. » ويضيف قائلا » إن المشكلة تكمن في شعور « كارولين كنيدي » الشرعي بأحقيتها نيل المقعد، فهي تعتمد على نسبها النبيل على الرغم من تواضع إنجازاتها!! ».
توارثت عائلات على السلطة في التاريخ الأمريكي مثل » آل أدمز » و « آل مديسون »، وفي القرن المنصرم « آل روزفلت » و »آل كنيدي » و »آل بوش »، بل الفترة الأخيرة شهدت نسقا أرجينتينيا بين الزوج وزوجته مثلما حدث مع « آل دول » و »آل كلينتون ».
يرى كاتب المقال أن هذا الأمر لايشكل نهاية للعالم بل هو مجرد توجه متسارع يتعين عدم تشجيعه، هامسا في آذان من ينحت السياسة ويرسم خرائط التمثيلية « لقد شوهنا حياتنا السياسية بصورة بالغة من خلال ضم عدد مفرط من البلوتوقراطيين( من يعتمدون نفوذهم على ثروتهم).
إن كنت شديد الثراء بإمكانك شراء مقعد في مجلس الشيوخ من خلال الإنفاق بقدر مايحلو لك من الأموال، وفي المقابل يعاني الخصم الفقير المنتمي لعامة الناس من أجل الحصول على التبرعات الهزيلة التي يجيزها القانون، ومن هنا نزل أفراد مثل »كورزين وكول ». على المشرعين تدارك عدم تشجيع فتح الباب أمام المزيد من أبناء الفئات المميزة وهم ذوو النسب النبيل. ومع أنه في بريطانيا يطبقون هذه الممارسات منذ قرون فإنهم يقومون بذلك بأمانة بالغة فقد أسسوا مجلس اللوردات خاصا وحصريا لأبناء العائلات النبيلة وحجبوهم هناك على مدار حياتهم ، حيث يضلون يثرثرون هناك دون أدنى أهمية حقيقية حتى يبلغون من العمر أرذله ويصيبهم الخرف و »ألزهايمر ».
في سنة 1960 تم منح مقعد « جون كنيدي » في مجلس الشيوخ لأحد أقرانه في جامعة « هارفارد » ويدعى « بين سميث » فقد تسببت المزايا والهبات في تعثر التنشئة وانعدام التكافؤ داخل ميادين التنافس. وينهي الكاتب مقاله » ليس لدينا لوردات أونبلاء هنا ، وإذا ما رغبت الأميرة « كارولين » نيل عضوية مجلس الشيوخ فعليها تحقيقها عبر الإنتخابات.
عبدالقادر فلالي-كندا-
filala71@yahoo.ca
Aucun commentaire