تيسير خالد: الوحدة الوطنية ضرورة وطنية في مواجهة الاخطار والتحديات
في احتفال جماهيري في ذكرى انطلاقة « الجبهة الديمقراطية »
تيسير خالد:
الوحدة الوطنية ضرورة وطنية في مواجهة الاخطار والتحديات
نابلس ****
قال تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، عضو اللجنة التنفيذية، إن الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني أطلق وحشا في غزة يتمثل بالاعتقال السياسي وإطلاق النار على الوطنيين وتكميم الأفواه وفرض الاقامات الجبرية، وكذلك أطلق وحشا في الضفة ينتهك حقوق الإنسان بشكل فاضح حيث الاعتقال السياسي وكبت الحريات بشتى أنواعها ، حول اجهزة الامن الفلسطينية عن دورها ووظيفتها كأداة بيد القيادة السياسية عندما تدعوها للدفاع عن الوطن وأداة بيد السلطة القضائية عندما تدعوها للحفاظ على الامن والنظام العام وفرض سيادة القانون على الجميع دون تمييز .
جاء ذلك خلال الاحتفال الجماهيري الذي نظمته الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بلدة عصيرة الشمالية غرب نابلس بمناسبة الذكرى الاربعين لانطلاقتها، بحضور المئات من المواطنين من ابناء المنطقة، وصف من القيادات الوطنية والمحلية وممثلي المؤسسات في البلدة، وماجدة المصري عضو المكتب السياسي لجبهة الديمقراطية، وكوادر الجبهة وأعضاء هيئاتها القيادية في محافظة نابلس.
وافتتح الاحتفال بالسلام الوطني فالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء. ثم ألقى ممثل عن القوى الوطنية في عصيرة الشمالية كلمة هنأ فيها الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بعيدها الأربعين، مشيدا بدورها المحوري والتاريخي في النضال وفي الحفاظ وصون الوحدة الوطنية، مؤكدا على وحدانية تمثيل منظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وان كل المؤامرات للالتفاف عليها ستسقط بغض النظر عن الشعار الذي يتم رفعه للتستر خلفه. كما اكد على أهمية الالتفاف حول خيارات الشعب الفلسطيني خلف م.ت.ف والتصدي للهجمة الاستيطانية الصهيونية المتمثلة في ابتلاع الاراضي وهدم المنازل.
من جانبه ألقى رئيس بلدية عصيرة الشمالية محمد جوابرة كلمة المؤسسات في البلدة، هنأ فيها الجبهة الديمقراطية بانطلاقتها الأربعين، معبرا اياها مناسبة لاستنهاض الهمم وتعبئة الجماهير باتجاه مزيد من الثبات والتمسك بالثوابت الفلسطينية. وثمن جوابره دور الجبهة المتميز ومبادراتها نحو استعادة الوحدة. وأكد على تكاملية الدور الوطني والمؤسساتي في خدمة المجتمع والوطن.
واختتم الاحتفال بكلمة الجبهة الديمقراطية ألقاها الرفيق تيسير خالد، قدم خلالها شرحا تفصيليا لأخر المستجدات على الساحة الاقليمية والدولية ، بدءا برحيل ادارة جورج بوش ، التي اشاعت الفوضى الهدامة في المنطقة وفي العلاقات الدولية وساندت بكل قوتها العدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006 والعدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة قبل اسابيع ومجيء ادارة اميركية جديدة ، ننتظر منها أن تجري مراجعة مسؤولة لسياسة وسلوك الادارة الاميركية ، مرورا بنتائج الانتخابات الإسرائيلية وصعود نزعات وميول اليمين واليمين الفاشي في المجتمع الاسرائيلي
وميول اليمين واليمين الفاشي في المجتمع الاسرائيلي وفوز اليمين المتطرف في الانتخابات الاخيرة للكنيست الاسرائيلي ، الذي يرفض الاعتراف بحل الدولتين وبمنظمة التحرير الفلسطينية ، ويدعو لما يسميه سلاما اقتصاديا يقوم على تحسين مستوى معيشة المواطنين الفلسطينيين تحت الاحتلال كبديل عن التسوية السياسية الشاملة والمتوازنة للصراع في المنطقة ، مؤكدا على انه لا يمكن السير خطوة واحدة باتجاه أي اتفاق أو أي مفاوضات دون الاعتراف الرسمي والمعلن من قبل حكومة نتنياهو بمنظمة التحريرالفلسطينية وبقبول حل الدولتين وحل عادل لقضية اللاجئين على اساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ودون الوقف الشامل للنشاطات الاستيطانية وهدم جدار الفصل العنصري والجبر عن الاضرار التي لحقت بالمواطنين وبالممتلكات العامة وفقا لفتوى محكمة العدل الدولية في تموز من العام 2004 وإزالة كافة الحواجز وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين ووقف هدم البيوت ومصادرة الأراضي في مدينة ومحافظة القدس وكافة الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 .
وشدد خالد على أن الوحدة الوطنية يمكن أن تتحقق اذا ما نبذت القوى المشاركة في الحوار ثقافة وسياسة المحاصصة وغلبت المصالح الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة واعتمدت الخيار الديمقراطي اساسا لاعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني من خلال انتخابات تجري على اساس قانون انتخابات ديمقراطي عصري يعتمد التمثيل النسبي الكامل، ومن العودة للشعب لإجراء مثل هذه الانتخابات النزيهة والشفافة وبما يوفر متطلبات الخروج من الازمة الراهنة وحالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية ووحدة النظام السياسي الفلسطيني . وأكد أن فرص نجاح الحوار الفلسطيني – الفلسطيني ممكنة رغم وجود الكثير من الملفات الشائكة إذا كان معيار المصلحة الوطنية لا الفئوية أو الفردية هو الاساس في سلوك ومواقف القوى المشاركة في هذا الحوار .
وتناول تيسير خالد في كلمته الظروف التي تمر بها منظمة التحرير الفلسطينية وما تتعرض له من حملات تشكيك للنيل من مكانتها ، فأكد عبثية الدعوات التي يطلقها البعض حول منظمة بديلة او موازية او مرجعية بديلة او موازية وبأن الذين يطلقون مثل هذه الدعوات لم يتعلموا شيئا من دروس الماضي في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ومن محاولات اصطناع البدائل ، التي كانت ترعاها قوى اقليية ، موضحا في الوقت نفسه أن منظمة التحرير الفلسطينية في أمس الحاجة الى الاصلاح والى اعادة بناء هيئاتها ومؤسساتها القيادية على اسس ديمقراطية بانتخابات لمجلسها الوطني وفق قانون انتخابات ديمقراطي وعصري يعتمد التمثيل النسبي الكامل وتفعيل دورها وتطوير ادائها في اطار قيادة جماعية تضطلع من خلالها بمسؤولياتها الوطنية ، لتواصل منظمة التحرير الفلسطينية دورها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في جميع مناطق تواجده وقائدة نضاله وكفاحه الوطني ، داعيا في هذا السياق الى نبذ سياسة المحاور ومحاولات جر الساحة الفلسطينية الى صراعات المحاور العربية والاقليمية وداعيا في الوقت نفسه الى وقف تدخلات بعض المحاور الاقليمية في الشؤون الداخلية الفلسطينية تحت عناوين ويافطات وشعارات تدعي الحرص على المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني ودعم مقاومته الوطنية للاحتلال بينما هي في حقيقتها تدافع عن مصالحها هي بالذات وتستغل حالة الانقسام الفلسطيني لتحسين مواقعها وشروط علاقاتها الدولية بالدرجة الرئيسية .
Aucun commentaire