بريطانيا تتعمد تحريف الدين الإسلامي بطريقة ماكرة وخبيثة
سبق أن أشرت إلى أن بعض الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا حيث توجد أكبر الجاليات اليهودية تحاول التمويه على الجرائم الصهيونية من خلال فتح جبهات صراع مع المسلمين المقيمين فيها وصرف الأنظار عن الدعوة العالمية لمتابعة مجرمي الحرب من اليهود على غرار متابعة مجرمي الحرب الصرب.
ولما كانت منهجية الصهاينة واليمين المسيحي المتصهين هي ما سماه مجرم الحرب العراقية الأفغانية جورج بوش الضربة الاستباقية ، وهي طريقة من يستبق الشكاية قبل أن يدان بسبب عدوانه ، فإن اللوبي اليهودي في بريطانيا ما فتئ يناور للتضييق على الجاليات المسلمة التي كانت بالأمس القريب مضرب مثل في حسن السلوك واستقامة المواطنة بشهادة الحكومات البريطانية المتعاقبة.
وقد عمدت الحكومة البريطانية إلى أسلوب ماكر خبيث لتحريف الإسلام من خلال الترويج لنموذج يريده اللوبي الصهيوني، وهو نموذج يغض الطرف عن العدوان الصهيوني ويخضع لكل تطبيع مع اليهود. وما عدا ذلك من المواقف الشريفة الفاضحة للعنصرية الصهيونية ولعدوانها تعتبره الحكومة البريطانية تطرفا وتقرر محاربته وطرد كل عالم مسلم يصرح بعدوانية اليهود ولو كان يوسف القرضاوي كما صرح مسؤول بريطاني لوسائل الإعلام . فإذا كان القرضاوي نموذج التسامح الديني حتى أن بعض العلماء المتشددين ينكرون عليه ما يعتبرونه تساهلا منه في الدين قد صنف كمتشدد فماذا سيقال عن غيره ممن تعرف مواقفهم بالتشدد فعلا ؟؟
إن بريطانيا تعمد إلى ابتزاز الشباب المسلم المقيم على أراضيها من خلال تهديده بسحب بطاقات الإقامة منه وحرمانه من الدراسة ، و بطرده إن تعاطف مع العلماء المسلمين الذين ينددون بإسرائيل ولو كان هؤلاء من العلماء المعروفين برسوخ أقدامهم في العلم ، وبمكانتهم العلمية التي لا يرقى إليها شك. إن اعتماد أسلوب تهديد الشباب المسلم من خلال لقاءات مشبوهة هو دليل واضح على الطريقة الماكرة التي تلجأ إليها الحكومة البريطانية التي يسيرها اللوبي اليهودي الضاغط في الكواليس مع وجود شعارات تصم الآذان وعلى رأسها شعار بريطانيا بلد الحرية. فأين هي حرية الاعتقاد، وحرية التدين، واحترام عقائد الغير ؟ إن الحكومة البريطانية تريد تصدير نموذج هجين من الإسلام حسب اعتقادها إلى باقي بلدان العالم، وقد بدأت بوادر هذه المؤامرة الخبيثة في العديد من دول أوربا الغربية.
ومن غير المستبعد أن تصدر هذه الفكرة الخبيثة إلى البلاد العربية والإسلامية إن لم تكن قد صدرت بالفعل من خلال ذريعة محاربة الإرهاب والتطرف الديني ، وهو وتر يستهوي بعض الحكومات الديكتاتورية فتعزف عليه لأنها تجد فيه ضالتها المتمثلة في صرف الأنظار عن ممارساتها التعسفية وسوء تدبيرها وظلمها للبلاد والعباد . وقد يستهدف العلماء الشرفاء في البلاد العربية والإسلامية لمجرد أن مواقفهم معادية للصهيونية بتهمة التطرف والترويج له من خلال دروسهم وخطبهم محاضراتهم ومؤلفاتهم. وهذا لعمري تحريف ماكر للدين صنع في بريطانيا ودول الغرب من طرف اللوبي الصهيوني المندس هناك من أجل توفير الدعم للوجود اليهودي غير الشرعي في منطقة الشرق الأوسط ، والذي لم يستطع فرض وجوده بمنطق القوة ، ودخل مرحلة الانهزامات العسكرية المتلاحقة بالرغم من بطشه ووحشيته ضد المدنيين العزل ، وفشله الذر يع أمام المقاومة. لقد أعيت الغرب وسائل تحريف الإسلام التقليدية من تدليس استشراقي وغيره فعمد إلى هذا الأسلوب الخسيس الماكر ، وهو أسلوب شبيه باستعمال ما يسمى الدروع البشرية الإسلامية المقيمة على أراضيه للضغط على العلماء الشرفاء وابتزازهم لفائدة إسرائيل ، وتحويلهم من علماء شرفاء إلى علماء سوء منبطحين ومساهمين في انبطاح الأمة .
Aucun commentaire