الأزمة المالية
استفاق العالم على خبر الأزمة المالية التي ضربت مختلف دول العالم، ودفعت العديد من الدول الاقتصادية العظمى إلى إعلان دخولها مرحلة الركود الاقتصادي بشكل رسمي وقد أتت على الأخضر واليابس ولم يسلم من آثارها إلا قلائل معدودون على رؤوس الأصابع إذ أصبحت حديث الساعة والشغل الشاغل لأصحاب الشركات سواء الكبرى أو الصغرى وكذا البنوك والدول الرأسمالية وغيرها… . إلى حد الآن لا تزال تداعيات الأزمة مستمرة بل تتفاقم يوما بعد يوم ولا توجد إحصائيات دقيقة تفيد مدى تأثيرها على الاقتصاد العالمي. فيما كشفت العديد من التقارير الصحفية عن عدد من الشخصيات الرئيسية المسببة للأزمة، ومعظمها أمريكية، كما أن من بينها الشعب الأمريكي، بمعنى أن نمط الحياة الأمريكي هو أحد مسببات الأزمة الاقتصادية العالمية. وفي الوقت الذي بدأ العالم الغربي يعود إلى كتابات كارل ماركس، والنظريات الاشتراكية، ظهرت في روسيا تقارير وتنبؤات ترجع إلى العشرينيات من القرن العشرين، لعل أهمها التصور الذي طرحه الخبير الاقتصادي الروسي، أندريه كوبياكوف، والذي توقع خلال وقوع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية.ويعتبر كوبياكوف من الخبراء القلائل الذين تكهنوا بوقوع هذه الأزمة منذ سنوات، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية « نوفوستي. »واستندت معظم التنبؤات إلى التصور الذي وضعه العالم الروسي نيكولاي كوندراتييف في العشرينات من القرن العشرين.وفي تصور كوندراتييف أن النظام الرأسمالي يتأرجح بين الصعود والهبوط في كل مرحلة تدوم خمسين عاما .
تتجلى مظاهر الأزمة في الخسارة الفاضحة للشركات مما اضطر هذه الشركات لتسريح عدد لا يستهان به من موظفيها وعمالها ، كشركة السيارات اليابانية نيسان التي ستلغي 20 الف وظيفة بسبب الازمة الاقتصادية .أما الولايات المتحدة الأمريكية تكبدت خسائر تقدر بالثريليونات مما اضطرها إلى الاستغناء على 600.000 وظيفة في شهر يناير المنصرم،وعلى إثر هبوط قيم الأسهم في ول ستريت انخفض المؤشر العام للقيم بنسبة 7.1% في فرانكفورت و 6.8% في باريس و 5.4% في لندن و 7.5% في مدريد و 3.8% في طوكيو و 5.1% في شنغهاي و 6% في ساوباولو و 9.8% في الرياض و 9.4% في دبي و 3% في بيروت و 4.2% في القاهرة.وقد قدرت خسارة العرب نتيجة الأزمة الإقتصادية ب2.5 تريليون دولار, مما دق ناقوس الخطر لضرورة التعامل جيدا معها ومعرفة أسبابها ووضع إستراتيجية محكمة للحد من تزايد الأزمة وتخطي تداعياتها، وعلى الصعيد المحلي فالمغرب لم يتضرر.
وبجدر بالذكر أن بعض الدول المتضررة جراء الأزمة كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية -على لسان قادتها ساركوزي والرئيس المنتخب الجديد أوباما- بادرت إلى رصد ميزانية لدعم شركاتها ومؤسساتها المالية للحيلولة دون تفشيها.والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي مسببات الأزمة؟ ألا يجب إعادة في النظام الاقتصادي المتتبع؟وما هو البديل الاقتصادي؟ هذه التساؤلات نتركها لمستقبل الأيام للإجابة عليها.
Aucun commentaire