أصبح للهاتف النقال أو GSM  كما يحلو للبعض تسميته، دورا بارزا في حياتنا اليومية، قرب المسافات وأختصر المسافات والأوقات، فأصبح الصديق الذي لا نفارقه، والرفيق الدائم لنا، بل لا أبالغ إذا قلت أنه أصبح جزءا لا يتجزأ من أنفسنا   و إذا كنا نسميه بالفرنسية ب  » portable  فهو في الحقيقة   » L’insupportable .

لا أحد ينكر ما للهاتف النقال من ايجابيات عديدة، بما يحتويه من خدمات جعلت حياتنا أكثر سهولة، ولكن الظاهر أيضاء بروز بعض سلبياته بل وطغيانها أحيانا على الكثير من إيجابياته، ولكن باعتقادي أن اللوم لا يلقى كله على هذه الآلة، فنصيب الأسد من سلبياته يلقى على عاتق المستخدم.
قبل عدة سنوات، أكثر بقليل من أصابع اليد الواحدة، كان الهاتف النقال من الأشياء النادرة التي ترى فقط عند بعض الفئات القادرة على دفع مصاريفه، و كان منتشرا في تلك الفترة ما يسمى جهاز النداء الآلي .
أما في وقتنا الحالي، فمن الصعوبة أن تجد يدا لا تحمل هذه الآلة، فالكل يملك هاتفا نقالا والعديد منا يمتلك أرقى وأغلى الأنواع، البعض عنده للتفاخر والتباهي ليس إلا، والبعض يعتبره كماليات لابد منها في زماننا الحالي، ليجاري الركب في التنمية بما سمي بالعولمة حتى أصبح البعض يستعمله حتى بالمساجد ذون مراعات حرمة هذا المكان المقدس  » بيت الله « 

وهنا إخواني نطرح على أنفسنا وعلى بعضنا البعض هذا  التساؤل و لنتبادل وجهات النظر ولكن ماهي ظاهرة امتلاك الأطفال لهذه الآلة، والأسباب التي تدفعه لاقتناء هذه الآلة، وهل هو بحق بحاجة إليه، وماهي الإيجابيات التي قد يجنيها الطفل من هذه الآلة، وبالمقابل ما هي السلبيات ؟ وما هو موقف الأسرة اتجاه من يملك هاتفا نقالا من أطفالها ؟
العديد من الأسر تقتني هواتف نقالة لأطفالها و تتباهى بهم  بدون معرفتها بالأضرار التي يسببها الإستعمال المفرط للهاتف النقال وأتمنى أن نتفاعل مع  هذا الموضوع لأنه أصبح من الضروري الألتفاتة لهذه الظاهرة الغير صحية و التي بدأت بعض الجمعيات الأوروبية تتحدث عنه و عن الأضرار الصحية  الخطيرة التي تنجم عن إستعمال الهاتف النقال.
و رغم ما قامت به وزارة التربية الوطنية بمنع إستعماله في المؤسسات التعليمية فان نسبة كبيرة من التلاميذ تستعمله لأغراض شخصية و هناك العديد من الشابات من تملكه و تستعمله خفية ذون علم أبويها .