Home»International»غزة تحت نار الحرب أم الحريب…؟

غزة تحت نار الحرب أم الحريب…؟

0
Shares
PinterestGoogle+

قد تختلف القواميس اللغوية في تحديد مداليل الحرب والحريب ، وقد تتباين المعاجم السياسية في ضبط الحدود والفواصل بين موضوعة  » الحرب  » وموضوعة  » الحريب »لكن سياق أي حرب أوحريب يصدق ويصح على كل تحديد لغوي لأن الوقائع اللغوية أساس بناء خطابات النوايا بينما سياقات الوقائع ومساقات العمليات هي جوهر تعميل خطابات الأفعال هي كتابة بالألم والشهادة لتاريخ الأحداث ورسم بالدم والدمار لمسرح الحروب والعمليات…قد تكون الحرب حرب مواقع وساحات الوغى أوحرب مدن أوصراع بين قارات فهي في نهاية التحليل  » مواجهة شرسة بين قوتين متكافئتين بينهما عداوة »… وقد تكون الحريب في عصر جاهلي بين نظام القبيلة والمهمشين أو في الألفية الثالثة بين صناع النظام الدولي الجديد وقوة الممانعة فهي في نهاية المطاف صراع غير متكافئ بين جيش نظامي وقوة المقاومة هدفها انهاك الطرف الآخر. وإذا كان منطق الحرب يسوغ توظيف لغة الربح والخسارة فإن منطق الحريب يقتضي تحديد درجة الاستنزاف عند الطرفين وحجم تحقيق الأهداف على الأرض وبلغة المنطقين فالمقاومة الفلسطينية الباسلة هي التي طرزت بخراب العمران ودم الشهيد وجرائم الآلة الصهيونية الضارية لواء النصر في غزة…

لقد صمد أهلها الأشاوس قرابة 23 يوما في وجه المطر الحار المبلل بالأورانيوم وافتراسات الطيران الضاري لوداعة جو غزة وتسميم زوارق القرصنة لسماحة وأمان البحر والبراءة وتجيير أديم الأرض بالفسفور الأبيض بإيعاز من البيت الأبيض وتقليص أجل الحياة والحلم والأمل بنشر مجال الموت وتحويل غزة العزة إلى مختبر للدايم… بينما مجموع الدول العربية بجيوشها النظامية مدججة بأسلحتها المغشوشة أو المتجاوزة في حرب 1967 لم تقو على الثبات إلا بضع أيام…إنها مفارقة كسب المعارك ونيل الشهادة ، مفارقة القتال لنيل الغنائم والتباهي بالنصر والقتال للتقرب من الله …لكن ماعجزت عن تحقيقه الآلة الحربية الحديثة المدعومة من قبل أعتى الأحلاف والمحاور تحاول تحقيقه الآلة الدبلوماسية الصهيونية من خلال تبني مقاربة الاختراق اختراق الصف الإسلامي وتأجيج الصراع بين السنة والشيعة وتهويل الملف النووي الإيراني بينما الشريك إسرائيل يملك أزيد من 400 قنبلة نووية… واختراق الصف العربي بإحداث التصدع وخلق دول عربية حليفة لإسرائيل من منطق المصلحة المشتركة تدافع عن أمنها ومصالحها لأنه ببساطة هو أمنها ومصلحتها أيضا… ثم اختراق الصف الفلسطيني وإذكاء الفتنة بين الفصائل وأطياف الشعب الفلسطيني والتأليب على منافسة ندية غير شريفة بين فتح وحماس وتدنيس المشترك الثقافي الفلسطيني المناهض للاحتلال بمفاهيم الخيانة والعمالة والتحالف والتهافت ونزعة السيطرة وحب السلطة… وأخيرا اختراق الشرعية الدولية وتطفيف موازين القانون الدولي وظفر جدائل سوالف قانون الغاب بشعرة معاوية تارة وشعرة الرصاص المسبوق أخرى وشعرة الأرض مقابل السلام آنا وحل الدولتين المستقلتين آنا آخر…
إذا كان الصراع العربي الفلسطيني صراع عقيدة ووجود فما آن الأوان للفلسطنيين وللعرب والمسلمين جميعا نبذ خلافاتهم وتصليب ذواتهم بسلاح الصمود وامتلاك وسائل الدفاع المشروع للبحث لهم عن موقع قدم في خريطة ميلاد شرق أوسط جديد يشكله صراع المصالح في عالم يتنكر للعقائد والمذاهب والمبادئ.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *