حب الدنيا أخرس العلماء وكراهية الموت أخرست الفقهاء
إن عبارة حب الدنيا ،وكراهية الموت . لخصها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كلمة واحدة هي » الوهن ». وهو السبب الرئيسي ، والعميق، في ضعف الأمة ،وصغارها ، وقبولها الانصياع ، والطاعة لأعدائها، مفضلة حياة المذلة ، في كنف ،وتحت وصاية ،ورعاية من يذلها ،ويمارس عليها الموت يوميا ، على حياة العزة والكرامة .وقديما قيل في حق من هو مجبول بطبعه على قابلة الذل في نفسه » الإنسان أطوع لمن يذله « .إن من يؤثر الحياة مع المذلة ، ويكره العزة مع الموت الكريم ،يكون في الحقيقة يموت يوميا مئات المرات ، بدلا من موت واحد يريحه إلى الأبد .يطلق مفهوم » العلماء « في عرفنا الاجتماعي، في الغالب الأعم، على الأطباء، والصيادلة، والمحامين، والمهندسين، والأساتذة الباحثين…وكل المرموقين من الطبقة المثقفة الميسورة ، .وهؤلاء فضلوا حياة الغرب ، وتبنوا نموذجه ، الثقافي والحضاري، وقلدوه في كل شيء ، بما في ذلك طعامهم ،وشرابهم، ولباسهم ، ولغتهم … تنكروا لمجتمعاتهم ، وأمتهم ، بل ولأسرهم ذات الانتماء الشعبي الجماهيري .فنجدهم يسكنون في مساكن فخمة ، وفيلات كبيرة ، بنيت على الطراز المعماري الغربي ،بعيدة عن الأحياء الشعبية ، التي ينظرون إليها كمصدر للإزعاج ، وسوء الأخلاق و التربية .وكلما فشلوا في تربية أبنائهم، أسقطوا ذلك على أبناء الأحياء الشعبية. يحرسون على تعليم أبنائهم في المدارس الخاصة، حتى لا يكون هناك احتكاك ،ولا أقول اندماج ، بين أبنائهم، و أبناء الطبقات الشعبية.وهذا ما فعله المعمرون الفرنسيون أيام الاحتلال، وبداية الاستقلال.إذ كان لا يسمح للتعلم بمدارس البعثة الفرنسة، إلا لأبناء المعمرين المستعمرين، وأبناء أذنابهم. إنهم مرضى بالكبر، والعجرفة، وحب الظهور، واحتقار الناس العوام، فلا يقولون لهم حسنا، ولا يلقون عليهم سلاما. ومن هؤلاء العلماء من فضل العيش في بلاد الغرب ،والقطيعة الأبدية مع وطنه ،فلم يعد يزور، حتى أمه المريضة أو أبوه ، مرة في السنة .لقد نسي هؤلاء ، الدين الذي عليهم ،المترتب عن نفقات دراستهم في شكل منح ، سواء لما كانوا في بلدهم الأصلي ،أو لما انتقلوا إلى بلاد الغرب . فبعضهم ساهم في تطوير آلة الحرب الغربية، والاقتصادية، والتعليمية…وبعضهم تزوج اليهوديات، والنصرانيات، وأغدق عليهن النفقات ، وأنجب منهن جنودا سيقاتلون حتما، أمتهم ومجتمعاتهم الأصلية .لأن جنسيتهم التي اكتسبوها بفعل الولادة في البلد المقام فيه،وبفعل جنسية الأم ، تحتم عليهم الانخراط في أسلاك الجندية.فهؤلاء لا يعول عليهم، ولا يرجى منهم خيرا. والجماهير الشعبية، لا تسمع لهم قولا، ولا تأخذ عنهم رأيا، ولا تطيع لهم أمرا.وإذا ترشحوا لمناصب انتخابية، جماعية أو برلمانية، كان نصيبهم من الأصوات لا يتعدى في كثير من الأحيان أصوات زوجاتهم، وأصهارهم.فكم من لا علم له بالسياسة ، ولا بالاقتصاد ،ولا التسيير ، ولا حظ له في العلم …ترشح ضد واحد من هؤلاء العلماء فحاز جميع الأصوات ولم يترك له إلا صوت زوجته وأبنائه إن كان له أبناء . فهم أقرب إلى أعدائنا منا،يتعاونون مع الغرب ،ويقدمون له خبراتهم العلمية ، والاجتماعية السياسية، والأنتربولوجية ،والمخابراتية ، واللغوية المتمثلة خاصة في الترجمة …كما حدث في العراق ، وكابول ،وفلسطين ،و في غزة…وعند أحمد ياسين ، و عبد العزيز الرنتيسي ونزار ريان ، وسعيد الصيام، ورفقائهم على درب الاستشهاد الخبر اليقين .هؤلاء لا نرجو، ولا نريد منهم ، أن يقاتلوا معنا عدوا، أو يقدموا لنا نصيحة ،أو يفتوننا في أمر جهادنا ،وتحرير أرضنا .كما فعل سماحة العلامة السيد محمد باقر المهري الذي أفتى{ بجواز الاستعانة بالكفار، في الدفاع عن أراض إسلامية ، أو الإطاحة بنظام كافر.}مبررا بذلك الاجتياح الأمريكي للعراق، والتمركز بالكويت .فهل يستطيع السيد المهري ومن أفتي بفتواه ، أن يخرج الآن من أرض الإسلام جيوش الكفر والطغيان ؟ ، هذا الصنف من العلماء،رضي بالحياة الدنيا وزينتها …سكوتهم عن قضايانا التحريرية لأوطاننا ، أنفع وأرحم لنا، من كلامهم البغيض إلى قلوبنا .ولنا تجربة مريرة معهم ، لما طالبنا بإرجاع الصحراء الحبيبة ،وتحريرها من الاستعمار الإسباني .ولا زال هناك من ينعق باسم الديمقراطية، والحرية و تصفية الاستعمار ،يدعو إلى انفصال الصحراء، في الوقت الذي تتكتل فيه المجتمعات الغربية ، وتتقوى بفعل انضمام بعضها إلى البعض ..
Aucun commentaire