لا تنسوا أن تعزوا بوش في الهرة
لا تنسوا أن تعزوا بوش
في الهرة « ويلي »
بقلم » رشيد قدوري
Krachid57@gmail.com
من الأخبار الغريبة و«الطريفة»(مع كامل التحفظ على وجه طرافتها ) التي وردت علينا في هذا الأسبوع الدموي من بلاد عمهم » حام » عفوا « سام »- ولو أن الاسم الأول لائق جدا لأنه البلد الذي يحامي عن إسرائيل من جانب ومن جانب آخر وعلى سبيل الدارجة المغربية «يْحَامْ مَنْ دَبَا أَلْفْ عَامْ»كل من يرفع صوته مستنكرا ما يقوم به بنو صهيون-.. الخبر هو «نعي عائلة الرئيس الأمريكي (المرجوم بالحذاء) جورج بوش يوم الاثنين الهرة « ويلي »» بل الأكثر من هذا أن الخبر جاء مصوغا في شكل بيان عريض وصادر عن البيت الأبيض مفاده أن الرئيس وسيدته وابنتيهما حزينون جدا لرحيل هرتهم « اينديا » المعروفة ب « ويلي »؛ وتخيلوا معي قمة السخافة والرئيس الأمريكي وعائلته الصغيرة يولولون على « ويلي » ويلبسون لرحيلها وشاحا أسود ويشيعونها إلى أفخر مقبرة غارقين في ويليهم على رحيل « ويلي »..ويستقبلون برقيات التعازي من الملوك والرؤساء وأصحاب الفخامة والمهابة…
أليس هذا يجعل الواحد منا يتسمّم غيظا؛ ويشعر بالضجر ويرتفع ضغطه الدموي والسكري والكوليستيرولي وكل ما فيه من أمراض و »بَلَاوِي « .؟!
هولاكو الزمان بعد أن أشعل العالم حروبا؛ وأحرق بغداد وكابول ؛ وأعطى الضوء الأخضر قبل رحيله بأيام معدودات لِيُبادَ شعب غزة الأعزل..حتى جعلوا الأرض تحته رمادا والسماء فوقه دخانا. كل هذا ولم يرف له جفن أو يُسيل ولو دمعة « تمساحية » واحدة؛ ها هو يولول على قطته « ويلي » ويقول أنه سيفتقدها لأنها كانت عضوا محبوبا في العائلة لحوالي عقدين من الزمن..
إنها قمة الاستخفاف بمشاعر العرب والمسلمين.. وفي توضيح بسيط أنا لست حاقدا على هذه القطة الأمريكية « المحظوظة « ولكني في المقابل أفكر في صور أطفال غزة المساكين « المتعوسين » الذين نراهم مشويين كالعصافير أو منشولين من تحت أنقاض بيوتهم أو الدين يموتون بين أيدي آبائهم أو في حضن أمهاتهم … من يولول عليهم.. .؟!
ومن يرحمهم من القنابل العنقودية التي تتساقط على رؤوسهم..؟!
من يولول من أجلهم لتفتح المعابر وينقدوا ما تبقى منهم.؟!
من يولول من أجل مدهم بقطرة حليب أو قطرة دم تزيد في صمودهم وبقائهم .؟!
من يولول من أجل أن يُحاكمَ المجرمون الذين يخرقون المواثيق الأممية لحقوق الإنسان ويقصفون حتى الملاجئ و المدارس وسيارات الإسعاف.؟!
من يولول من أجلهم ويصدر بيانا شهما يقاطع كل من يشارك في هذه الجريمة النكراء.؟!
طبعا الشعوب ولولت من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ولازالت لكن القرار ليس بيدها فالمقصودون بالولولة الفعلية هنا هم أصحاب القرار؛ وليأخذوا العبرة من هذا الخبر أو البيان المستفز وليس الطريف لأنه لا يمت للطرافة بشيء …هم يحزنون لقطة و كلب فلما لا تتحركوا لأجل طفولة وشعب.؟!
اعذريني يا « ويلي » إن تحاملت عليك بعض الشيء فليس لك من ذنب سوى أن اسمك ارتبط بهولاكو الزمان الذي يحب قطط أمريكا أكثر من أطفال غزة..
ويحب كلاب « الويلات » المتحدة الأمريكية أكثر من شباب العراق..
ويعشق وديان الدماء أكثر مما يعشق مياه الفرات ونخيل البصرة..
يحب اللعب بالدبابات وطائرات الشبح والحامض الفسفوري, بينما يستفزه مشهد طفل فلسطيني يداعب « طيارة ورقية ».. ويغار من مشهد شاب يسابق ظل حبيبته بدراجة هوائية.. ويخاف من شيخ يحكي لأحفاده قصة اللجوء ويخط على الرمل طريق العودة..
سيدك يتألم لكِ يا « ويلي » و لا يتألم ل « ميمي » الاسم الافتراضي للقطة الفلسطينية التي ماتت تحت أنقاض البيت المقصوف؛ لاشك أنَّكِ شاهدتِ صورتَها فقد نفقت قبلك بأسبوع فقط, وهنا يتأكد لكِ أنه لا يحب جنسكِ الحيواني؛ ولكنه يحب أن يسخر منا ويصدر هدا البلاغ نكاية بنا بل ولا يحب حتى جنسنا العربي بدليل عشقه لخراب بيتنا وأرضنا وتاريخنا وحضارتنا ..
فالويل ويلنا نحن يا « ويلي »
ويلنا من شعب يباد أمام أعيننا والتاريخ يسجل صمتنا وضعفنا وخذلاننا وجبننا..
ويلنا من الثور الأبيض الذي يُذْبَحُ.. يُسْلَخُ.. يُحرقُ.. تحت أقدامنا ولا من حراك في طابور المقصلة, فدور الثور الأسود والأحمر قريب كما الموت الذي يقوده سيدك « حام » وحواريوه قريب..
3 Comments
وتعظم في عين الصغير صغارها
يا مشيشتي يا مشيشتي خليتي بوش ومشيتي اديه معك يا مشيشتي
Le probléme n’est pas bouchien plutot que arabien parce que en abscence d’une union arabe trés solide et cartésien qui a une trés haute stratégie et un plan d’action trés fort mais certainement la victoire ca va venir incha allah