عبدالقادر كتــرة
أكد سفير تركيا في مالي، « إيفي جيلان »، خلال حفل إطلاق فعاليات « عطلة نهاية أسبوع المواطنة »، يوم الجمعة 11 أبريل 2025، بغرفة التجارة والصناعة في مالي، على التزام بلاده الثابت بدعم مالي.
وصرح السفير: « تركيا دائماً موجودة لضمان أمن مالي وحماية حدودها وشعبها. ستواصل تركيا مساهمتها في تعزيز الدفاع والأمن هنا ».
وأشار إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، رغم حداثتها (بافتتاح السفارة التركية في باماكو عام 2010 وسفارة مالي في أنقرة عام 2014)، إلا أنها تُبنى على روابط تاريخية عميقة تعود إلى عهد الإمبراطورية العثمانية وإمبراطوريتي سونغاي وماندينغ الأفريقيتين.

كما ركّز على أهمية التعليم كركن أساسي للتعاون الثنائي، عبر مدارس « معارف » التركية التي تستقبل نحو 3,000 طالب مالي حالياً.
تصريحات السفير التركي تأتي في سياق متصاعد من التنافس الدولي على النفوذ في منطقة الساحل الأفريقي، لا سيما مع تزايد التوترات الأمنية في مالي بسبب النزاعات المسلحة وتصاعد نشاط الجماعات الجهادية. وتُظهر تركيا حرصاً على تعزيز وجودها كشريك استراتيجي من خلال الجمع بين الدعم الأمني (كالمساعدات العسكرية أو التدريبات) واستثمارات في القطاع الاجتماعي مثل التعليم، الذي يُعد أداة « قوة ناعمة » لترسيخ العلاقات طويلة المدى.
من الجدير بالذكر أن تركيا توسع نطاق تعاونها مع دول أفريقيا عبر مبادرات مماثلة، مثل إنشاء القواعد العسكرية (كما في الصومال) ودعم البنى التحتية التعليمية. يُعتبر التذكير بالروابط التاريخية مع إمبراطوريات المنطقة محاولة لتعزيز الشرعية الثقافية لهذا التعاون، خاصة في ظل تنامي النقد الدولي تجاه التعاون الأمني المالي مع لاعبين أجانب مثل روسيا.
خلاصة القول، بهذه التصريحات تُرسل أنقرة رسالة تطمين لحكومة مالي وللشعب بأنها حليف داعم في مواجهة التحديات الأمنية والاجتماعية، بينما تستفيد هي من تعميق وجودها الجيوسياسي في منطقة غنية بالموارد وتكتسب أهمية استراتيجية متزايدة.