مجلة « لوفيغارو » الفرنسية: « جريمة بوعلام صنصال الوحيدة: قول الحقيقة »
عبدالقادر كتــرة
« لقد مر الآن 63 يومًا على سجن « بوعلام صنصال ». 63 يوما طويلة جدا. هذا الأسبوع في أعمدة مجلة « لو فيجارو » نطالب مع الكاتب « كمال داود » بإطلاق سراح بوعلام صنصال. جريمته الوحيدة هي قول الحقيقة وكتابتها ».
هكذا قدمت مجلة « لو فيغارو » الفرنسية مقالا مهما حول أسباب اعتقال الكاتب الفرنسي من أصول جزائرية من ط ف النظام العسكري الجزائري المارق الجبان والمنافق،
منذ روايته الأولى، »قسم البرابرة »، التي نشرت عام 1999، كشف صنصال عن حقيقة الجزائر: العنف والفوضى التي تقوض المجتمع، والفساد الذي يفسد الإدارة، واستغلال حرب الاستقلال من قبل قوة قمعية. فهو يدعو إلى التشكيك في كل من القوة العسكرية والشمولية الإسلامية، ويؤكد على الاتفاق القاتل القائم بين الاثنين.
هذه الرؤية الواضحة والمتشددة هي التي أدخلته السجن اليوم.
لقد شعرت الحكومة الجزائرية بالخوف من السقوط الوحشي لنظام بشار الأسد في دجنبر الماضي، وتخشى الذكرى السنوية للحراك في فبراير المقبل.
وفي هذا السياق، لا يمكنه قبول الأصوات المعارضة التي كان يتسامح معها ذات يوم.
ويهدف اعتقال صنصال أيضًا إلى توحيد الجزائريين خلف النظام ضد فرنسا.
منذ نهاية الحرب الأهلية، واصلت الحكومة استغلال « ذاكرة الحرب الجزائرية » وإحياء « العدو الفرنسي » القديم، وهذا ما أطلق عليه « إيمانويل ماكرون » بحق « الإتجار بالذاكرة ».
وفي مواجهة عملية احتجاز الرهائن هذه، تتمثل استراتيجية فرنسا في الوقت الحالي التجاهل وتجنب إعطاء الجزائر ذرائع لتشديد ظروف اعتقال « بوعلام صنصال ».
وكان هذا التحذير مفهوما في البداية، لكن بعد مرور شهرين على اعتقاله، لم يؤد إلى أي نتيجة، سوى مزايدات من السلطات الجزائرية.
ومن المؤكد أنه قبل أسبوع، خلال مؤتمر السفراء، خرج « إيمانويل ماكرون » أخيرا عن صمته للتنديد بالنظام والمطالبة بالإفراج عن الكاتب، لكن من دون الانخراط في توازن حقيقي للقوى.
كل شيء يحدث وكأن فرنسا مشلولة بسبب الخوف من الإرهاب أو بسبب استغلال كل أو جزء من المجتمع الفرنسي الجزائري.
لكن فرنسا لديها وسائل الضغط، ويوصي « كزافييه درينكور »، السفير الفرنسي السابق في الجزائر، بتجميد بعض الحسابات المصرفية أو تأشيرات معينة، ولا سيما تلك الخاصة بشخصيات النظام، الذين يطلب الكثير منهم العلاج في فرنسا أو يرسلون أطفالهم إلى المدارس في بلادنا. كما يقترح التنديد بالاتفاقية الفرنسية الجزائرية لعام 1968 التي تمنح تسهيلات عديدة للمواطنين الجزائريين.
« برونو ريتيللو » و:جيرالد دارمانين » وحتى « غابرييل أتال » يؤيدون ذلك، ولكن لا يمكن فعل أي شيء بدون « الإليزيه ».
قبل أسابيع قليلة من اعتقاله، ابتهج « بوعلام صنصال » لأنه أصبح فرنسيا، وقال في أعمدة مجلة « فيجارو »: « منذ أن أصبحت فرنسياً، أكتشف كل صباح أنني أكثر سعادة وحرية من اليوم السابق ».
وختمت مجلة « لو فيغارو » الفرنسية مقالها بعبارات « دعونا لا نتخلى عنها. فلنرق إلى مستوى الآمال التي وضعها في فرنسا ».
Aucun commentaire