Home»International»ثوار سورية ودرس مانديلا

ثوار سورية ودرس مانديلا

0
Shares
PinterestGoogle+

محمد شحلال
قبل سنوات،احتفى العالم بانتصار أحرار جنوب أفريقيا على نظام الابارثهايد الذين بقيادة رمز كفاحهم : نيلسون مانديلا.
قضى مانديلا ما يناهز ثلاثة عقود في السجن،وتعرض ورفاقه لأبشع ألوان التنكيل،بل لقد أعدم الشاعر،،بنجامان مولويز دون شفقة إمعانا في إسكات الأصوات الحرة،لكن النظام العنصري،اضطر في النهاية للرضوخ،فتحررت الأرض والإنسان.
لقد ترفع المناضل مانديلا عن نزوة الانتقام،ومضى قدما في بناء عهد جديد ينتصر للإنسان المتمتع بحقوقه والملتزم بواجباته،إلى درجة أن مانديلا يروي حادثا طريفا ،لكنه مليء بالدروس.
لقد كان يرتشف قهوته ذات يوم حينما وقع نظره فجأة على أحد أشهر جلاديه،فلما فوجىء هذا الجلاد بوجود ضحيته الذي صار رئيسا للبلاد،أصيب بصدمة وتوقع شرا،لكن مانديلا لم يعره اهتماما،فانسل الجلاد متواريا عن الأنظار وهو لا يصدق نفسه،فقد كان يتوقع أن يقع في يد الحرس لينال جزاءه،لكن شيئا من ذلك لم يحصل.
لقد اثر مانديلا أن يكون الانتقام عبر الترفع ليتألم الجلاد ما بقي حيا،وليدرك الفرق بينه وبين من يحمل رسالة سامية لكل العالم.
تذكرت قصة مانديلا حينما رأيت مشاهد مروعة في بلاد الشام التي بزغ فيها فجر عهد جديد يحمل كثيرا من الأمل للشعوب العربية في الانعتاق من نير أنظمة استبدادية خاصة في المشرق.
لست أدري ما الذي يجنيه الثوار من حرق قبر الرئيس السابق حافظ الأسد أو غيره ؟
إن الميت أيا كان،قد أفضى إلى ما عند الله،ولم يعد للأحياء سلطة عليه،فما الغاية من نبش حرمة القبور وأضرام النار فيها ؟ أليس هذا السلوك وجها اخر لفظاعات النظام السابق التي تكشفها أقبية الاعتقال الرهيبة،وقبلها ،إحراق مدينة،،حماة،،بالكيماوي على عهد حافظ الأسد؟
لقد كان المأمول،أن يفتح الثوار صفحة جديدة،يحاكمون فيها من تثبت إدانته بطرق عادلة،ويؤسسوا لغد جديد يلتئم فيه شمل السوريين المرحلين والخائفين لتجاوز مرحلة بأكملها كما فعل مانديلا،بل لقد كان عليهم أن يتأسوا برسولنا الكريم حين تم له الفتح،فخاطب القرشيين:
ما تروني فاعلا بكم ؟ فقالوا:
خيرا،أخ كريم وابن اخ كريم،فقال:
اذهبوا،فأنتم الطلقاء.
اعتقد أنه حسب الثوار فخرا،أن يجبروا ،،الأسد،،على الفرار ليصبح،،عرينه،،مرتعا للعبث وكشف كثير مم المستور !
لم يكتف مانديلا بالترفع عن الانتقام،بل صمم على بناء مجتمع جديد،وأكثر من ذلك،فقد أبى إلا أن يتزوج زواجا نضاليا حين اقترن بأرملة نظيره في الكفاح : سامورا ماشيل !

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *