عبدالقادر كتــرة
الحريق الذي اندلع، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء 27 نوفمبر، بمركب الغاز الرار بإليزي، الواقع في قلب ثالث أكبر مخزون للغاز الطبيعي في الجزائر، أخطر مما تم التصريح به من قبل السلطات الجزائرية.
مصادر تشير إلى أنه تم تعبئة فرق التدخل وعمال الإنقاذ التابعين لسوناطراك لمدة لا تقل عن 48 ساعة لإخماد الحرائق وألسنة اللهب التي التهمت أهم أجزاء هذا المجمع الغازي الواقع على بعد أقل من 200 كيلومتر من الحدود الليبية.
وسجلت إصابات في صفوف عمال سوناطراك وسجلت خسائر مادية كبيرة يتم التكتم عليها ومراقبة محاولة تسريبها.
وبحسب مصادر موثوقة ومعلومات التي حصل عليها بعضوالصحافيين الاستقصائيين، فإن مجمع الغاز بأكمله متوقف حالياً، ومخاطر استحالة استئناف الإنتاج لعدة أيام بسبب حجم الأضرار المادية.
واندلع هذا الحريق بعد انتهاكات خطيرة لبروتوكولات الوقاية التي تحكم إدارة أو استغلال آبار أو رواسب الغاز الطبيعي.
وتطبيقا لمعايير السلامة المعمول بها في صناعة المحروقات، فإن خدمات سوناطراك مطالبة بانتظام بإجراء عمليات الصيانة الوقائية لجميع الآبار من أجل الحفاظ على قدرتها الإنتاجية بمعدات خاصة تسمح بمعرفة الحالة العامة للآبار غلاف الإنتاج العمودي.
ولسوء الحظ، لم تتم عمليات الصيانة هذه بشكل صحيح لأنها تطلبت توقفا مؤقتا للإنتاج، وهو ما منعته السلطات الجزائرية التي أخضعت الإدارة العامة لسوناطراك لضغوط قوية لتعزيز الإنتاج الوطني قدر الإمكان من أجل تعزيز الصادرات وتحقيق دخل كبير من العملات الأجنبية.
وكانت عواقب هذه الإدارة الوحشية لحقول الغاز كارثية لأن عدم الامتثال لبروتوكولات الصيانة تسبب في حريق خطير سيكلف الآن خسارة قد تتجاوز 200، حتى 300 مليون دولار أمريكي للجزائر في حوالي عشرة أيام.