سليم الهواري
في مهزلة كروية قل نظيرها، وقعت في بلاد القوة الاقليمية الضاربة، و في سابقة من نوعها، غابت تقنية التحكيم بالفيديو  » الفار » عن مباراة الإياب من الدور ربع النهائي لمسابقة كأس « الكاف »، التي جمعت اتحاد العاصمة بنادي ريفرز النيجيري وتجنبا للعقوبات التي يمكن اتخادها ضد اتحادية كرة القدم بجمهورية تندوف الكبرى، سارعت عصابة الشر الى خلق تبريراتها الواهية لهذه النازلة التي شهدها ملعب 5 يوليوز بالعاصمة، و ارجعت الأسباب ، كون ان الشركة المكلفة بهذه التقنية والمعتمدة من طرف « الكاف »، « ميديا برو »، لم تقم بالإجراءات اللازمة لإدخال هذه المعدات على مستوى ميناء وهران.
هذا واحتج النيجيريون بشدة على عدم وجود تقنية الفيديو، واعتبروا أن إجراء المباراة من دون « الفار » أمر غير معقول وغير مقبول، خاصة أن « الكاف » أقرت رسميا إقامة مباريات ربع نهائي المنافسة القارية بتقنية الفيديو.
وحسب العارفين بخبايا الأمور، فخوفا من التداعيات القانونية التي يمكن ان تصل العقوبة فيها، الى اقصاء فريق العاصمة من منافسات البطولة الافريقية، التجأت العصابة الى الاحتيال، – كعادتها – وربطت حدث ما وقع ، الى ظروف قاهرة خارجة عن السيطرة، باعتبار ان  » الكاف » فاوض – قبل اجراء اللقاء – الاتحادية الجزائرية بضرورة تطبيق القانون، والافراج عن معدات تقنية “الفار” التي كانت محتجزة في مطار وهران، منذ صباح الأربعاء الماضي (3 ابريل)، لكن لم يتم الافراج على المعدات من الميناء الا في تمام الساعة السابعة والنصف بالتوقيت الجزائري من يوم اجراء اللقاء من يوم الاحد 7 ابريل، مما جعل من المستحيل نقل المعدات لمسافة 400 كلم ، وهي المسافة التي تربط وهران بالجزائر العاصمة للوصول قبل الوقت المحدد للمباراة…
يذكر ان اتحاد العاصمة سبق له وان تعرض، للخسارة على يد مستضيفه ريفرز يونايتد النيجيري (0-1)، في المباراة التي احتضنها ملعب ياكوبو جوون ستاديوم، في ذهاب ربع نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية، والتي شهدت حضور تقنية الفار، قبل ان يتغلب في مباراة الإياب على أرضه وأمام جماهيره، يوم 7 أبريل في ظروف مريبة بهدفين لصفر، في لقاء لم يتم فيه احترام تكافئ الفرص بين الطرفين…
وفي خضم ما وقع من احداث في اللقاء، حمل « الكاف » المسؤولية كاملة لسلطات ال » كابرانات  » في حالة ما إذا استمر تحايلهم، مستقبلا، وخاصة في لقاء نصف نهائي كأس الاتحاد الإفريقي، حيث سيواجه اتحاد العاصمة فريق نهضة بركان، بتاريخ 21 أبريل الجاري بالعاصمة، فيما سيجرى لقاء الإياب في 28 بمدينة بركان.
ويبقى السؤال المحير، كيف يعقل ان تصل المعدات الخاصة باللقاء يوم الأربعاء من اسبانيا الى وهران، وتبقى محجوزة لمدة 5 أيام كاملة بالميناء ولم يتم السماح بإخراجها الا بعد ساعات من اجراء المقابلة (الاحد)، كما تبقى التساؤلات قائمة كيف يمكن لقوة ضاربة إقليمية وهمية، قال عنها رئيسها  » كذبون  » في احدى خرجاته الساخرة، ان الجزائر بإمكانها تنظيم كأسين عالميين، في الوقت الذي لا تملك بلاده، بما فيها عصابة الشر ، ولو جهاز تقني واحد لفيديو  » الفار »؟؟؟