عالم مصري الأصل يفوز بأعلى وسام أمريكي للعلوم
مصطفى السيد من أصل مصري يعمل بمعهد جيورجيا للتكنولوجيا يحصل على أرفع وسام أمريكي للعلوم؛ الميدالية الوطنية للعلم « مع شيك بقيمة 20 ألف دولار »، من بين ثمانية علماء سطع نجمهم ويعدون خبراء في مجال اشتغالهم، وهذه المجالات هي الهندسة، البيولوجيا، و الكيمياء و الفيزياء والرياضيات والعلوم الإنسانية. وقد قام رئيس الولايات المتحدة بنفسه بتقديم هذه الميداليات للفائزين بالبيت الأبيض ونقلت مراسيم ذلك مباشرة عبر شاشات عالمية وتناقلته وكالات الأنباء عبر العالم. وحسب ما جاء في البلاغ المنشور على موقع المؤسسة الوطنية للعلم الأمريكية فإن هذا الباحث المصري حصل على الإجازة في العلوم بجامعة عين شمس بالقاهرة وعلى الدكتوراه بجامعة ولاية فلوريدا وقد منح هذه الميدالية لما قدمه من مساهمات في فهم الخصائص الإلكترونية والبصرية للنانو-موا د (nano-mtériaux)) وتطبيقاتها في النانو-تحفيز و النانو-طب وكذلك لمجهوداته الإنسانية للنهوض بالتواصل وتبادل الأفكار ودوره في تهيئ رواد العلم في المستقبل. وجاء في التفاصيل أن مصطفى السيد عالم كيمياء- فيزياء مصري-أمريكي وباحث رائد في النانوعلوم، عرف بالقاعدة المطيافية التي حملت اسمه فيما بعد « قاعدة السيد ». يشغل حاليا أستاذ كرسي جوليوس براون وأستاذ « متميز(Regent) » في علوم الكيمياء و البيوكيمياء بمعهد جيورجيا للتكنولوجيا حيث يترأس مختبردينامية الليزر، وقد عرف مختبره بتطوير تيكنلوجيا نانو-قضبان من ذهب. ويركز حاليا مختبره بشكل أساسي على الخصائص الكميائية والبصرية للنانوجزيئات المعدن النبيل وتطبيقات ذلك في النانو-تحفيز والنانو-فوتونية والنانو-طبية. و في هذا المجال الأخير يتوقع هذا العالم أن تستعمل قضبان الذهب النانومترية هذه لتدمير الخلايا السرطانية عبر تسخينها بواسطة أشعة الليزر وذلك دون الإضرار بالخلايا السليمة وقد تمكن من إجراء التجربة بنجاح على الحيوانات.
لقد ساهم السيد ومجموعته البحثية في العديد من مجالات البحث المهمة في الفيزياء والمواد الكيميائية، ويندرج في اهتمامه استعمال الحالة المستقرة و مطيافية الليزر الفائقة السرعة لفهم استرخاء وتنقل وتحول الطاقة داخل الجزيئيات والأجسام الصلبة والمنظومات تخلقي ضوئي والعلب الكونتية الشبه الموصلة والنانوبنيات الفلزية. وانخرطت مجموعة السيد أيضا في ابتكار تقنيات جديدة ك »الانتقاء المغنطوفوتو » و مطيافية رامان بيكوثانية والمطيافية مزدوجة الرنين ميكرو موجة-تفسفر.
كما حصل هذا العالم من قبل على جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم عام 1990 والعديد من الجوائز الأكاديمية العلمية من مؤسسات العلوم الأمريكية المختلفة، ومنح زمالة أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية، وعضوية الجمعية الأمريكية لعلوم الطبيعة، والجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، وأكاديمية العالم الثالث للعلوم.
فهنيئا لهذا العالم العربي المصري بهذا التتويج المستحق بعد أكثر من أربعين سنة من الجد و الكد دون تراخي أو ملل، إذ تعود اكتشافاته الأولى إلى الستينيات من القرن الماضي. لقد اشتغل دون شك كل هذا الوقت في وسط ملائم تتوفر فيه الإمكانيات المادية و المعنوية اللازمة مضيفا إلى ذلك كله موهبته وصدقه وتفانيه مما جعله يتبوأ المكانة العلمية المرموقة التي وصل إليها.
فماذا لو بقي في مصر، الأكيد أنه لن توفر له الإمكانيات اللازمة، خصوصا في مجال كالعلوم والتكنولوجيا النانومترية حيث يجب فهم الظواهر في مستوى واحد/مليار متر وتطوير تكنولوجيا في هذا البعد. فما زال هذا المجال حكرا على الدول المتقدمة لما يتطلبه من ميزانيات باهضة وتكنولوجيا فائقة، فما كانت إذا ستفيده موهبته أو تفانيه؟
وهذا الأمر لا يسري على مصر فقط بل على كل البلدان العربية ومنها بلدنا، فلا بنية تحتية ملائمة ولا وسط مشجع على البحث والابتكار في مجال العلوم بل كل ما هنالك مشاريع وبرامج وشعارات لا تتعدى مكاتب المسؤولين والخبراء المحيطين بهم ويبقى الواقع بئيسا، فريق فيه يئس ورضي بالأمر الواقع وهو يقوم بمهمة تصريف الأعمال وغير مبال، وفريق استغل الوضع فانصرف إلى وجهة أخرى للاغتناء والوصولية من تجارة وعمل جمعوي وغيره. وفي كل هذا الوضع طلعت بعض المنابر الإعلامية الوطنية في السنة الأخيرة بأخبار مفادها أن أمريكا كرمت باحثين مغاربة من أغادير والدار البيضاء ووجدة وغيرها وجعلتهم من بين علماء العالم المرموقين دون أن تجرؤ على تشخيص هذا الاستحقاق وزادت بدورها السلبي هذا في تعميق هذا البؤس. وهذه السنة مرة أخرى ستبدأ خطة جديدة استعجالية و سيتم العمل بمخطط مشروع المؤسسة وتم تفصيل ذلك على الورق بعناية. كل ما نتمناه أن تتغير العقليات ويتم إنجاز بنية تحتية صحيحة للبحث العلمي عمادها الشباب والطاقات الوطنية المتفوقة بالخارج والقلة الناجية من تراكمات الماضي في الوطن، من الذين لا يقولون « أنا أقدم منك إذن أنا أحق منك »، وتكون الكفاءة والمثابرة والاجتهاد هي مقاييس الاستحقاق وليس شيئا آخر، ودون ذلك سيبقى الحال على ما هو عليه وستظل جامعاتنا ومعاهدنا بعيدة عن البحث العلمي و عن الابتكار وبالتالي حتميا بعيدة عن توفير تكوين عال و تهييء رواد العلم في المستقبل. بل سنتأخر كثيرا عن الركب وستكون عواقب ذلك وخيمة على مجتمعنا.
مراجع:
http://www.nsf.gov/news/news_summ.jsp?org=NSF&cntn_id=112155&preview=false
http://en.wikipedia.org/wiki/Mostafa_El-Sayed
http://ldl.gatech.edu/group.htm
الكاتب: أبو رضا
Aucun commentaire