القاهرة/ عزيز باكوش

رسائل القاهرة – 22 – في محافظة الجيزة، غير بعيد عن وسط العاصمة المصرية القاهرة ، وتحديدا في شارع البحر الأعظم ،وهو أشهر شوارع الجيزة بالموازاة مع نهر النيل، تقع القرية الفرعونية . وهي مشروع ثقافي سياحي خاص وليس حكومي . ويمكن للسائح العربي والأجنبي الذهاب إليها عبر مختلف وسائل المواصلات ، فهي تبعد عن ميدان الجيزة بحوالي 15 دقيقة بالسيارة ، بينما يمكن الذهاب إليها من خلال مترو الأنفاق حيث تقع  » ساقية مكي  » كأقرب محطة مترو لها على بعد خمسة دقائق سيرا على الأقدام .
وتعود فكرة إنشاء وتنفيذ القرية الفرعونية إلى اللواء مهندس الدكتور حسن رجب.حسب إجماع المصادر. وتقوم فكرة القرية الفرعونية على تقريب العصور المصرية القديمة للزائر ،حيث يمر السائح في بداية زيارته على ممثلين « كومبارس » يرتدون الزي الفرعوني ،ويقومون بمحاكاة القدماء في صناعة ورق البُردي ، الصيد، الرسم النحت، الزراع, التحنيط وغير ذلك.
لقد أصبحت الفكرة اليوم ،تمثل متحفا حيا للحياة الاجتماعية ولمختلف الصناعات والأنشطة المصرية القديمة . ولكي يكون السائح العربي والأجنبي في قلب الأجواء الفرعونية السحيقة تقوم مجموعات من الأشخاص بالزي المصري القديم ، بشكل مهيب بأداء هذه الأدوار الحياتية عبر تنفيذ مختلف الأنشطة المرتبطة بالمعيش اليومي للفراعنة ،فتبدو شيقة ساحرة وحابسة للأنفاس، كما لو كانت حية ومباشرة .
وفي العادة ،تنطلق الجولة السياحية المنظمة داخل للقرية الفرعونية بزيارة القناة الأسطورية ، حيث تشاهد نبات البردي الحقيقي الذي استخدمه المصريين القدماء في صناعة الورق ، ثم تري مجموعة من تماثيل الآلهة المصرية القديمة ،لكي تضع نفسك في تخيل بمعتقدات الفراعنة.  »
وتهدف القرية الفرعونية كمنشاة سياحية ثقافية خاصة إلى إبراز تاريخ الحضارة المصرية القديمة من خلال عرض حي لأهم الصناعات والأنشطة المصرية القديمة،كما تتغيا إطلاع المصريين والأجانب على حد سواء على حقب من تاريخهم العريق . وتقدم برامج متعددة للمصريين وغير المصريين ، أثناء الزيارة لمكونات القرية الفرعونية من الداخل بالإضافة إلى الأماكن الترفيهية للأطفال وأفراد أسرهم ،وأفادت استطلاعات الرأي ،أن القرية الفرعونية باتت الوجهة الأولى للسياح المصريين والعرب والأجانب القاطنين بالقاهرة
ويلاحظ الزائر نوعا من الصرامة والتنظيم الدقيق ،والمعاملة المتميزة المتسمة بالحفاوة والاستقبال الجيد للوافدين والضيوف وفق أدبيات علم الفندقة لكونها منشأة خاصة وليست حكومية ، ولعل هذا ما يميزها عن معظم المزارات العامة . ومن أجل رفاهية الأطفال وأسرهم تخصص القرية الفرعونية بمحافظة الجيزة برامج متعددة ومتنوعة ، كما توفر للزوار مختلف الخدمات الضرورية كالحدائق والمماشي والمنتزهات على ضفاف النيل و عدد من المطاعم والكافتيريات التي تقدم جميع أنواع الأطعمة ،لا سيما منها المصرية التقليدية وأنواع المشروبات .
وينبهر الزائر وتستولي عليه المهابة ، وهو يرى مجموعة من تماثيل الآلهة المصرية القديمة، ويتدفق الخيال وينتعش وهو يشاهد أمام عينيه ،ما جرى قبل 7 آلاف عام، ويستحضر في قالب مدهش أسلوب حياة الفراعنة ، تجسدها مشاهد الحضارة المصرية القديمة من خلال أسلوب الزراعة والصناعة وأبراج الحمام . ويستكشف كيف كان المصري القديم يصطاد الأسماك ،وكيف كان يصنع القماش وينحت التماثيل ، وكيف كانت حياة المجتمع بطبقاته أعمال الفلاحين ،وحياة النبلاء ،وطقوس الصلاة داخل المعبد القديم ، إنه يستكشف نظام مجتمع ، وأسلوب حياة ومنظومة معتقدات بنكهة فرعونية .
ويمكن للزائر مشاهدة نسخة مقلدة قريبة من مقبرة توت عنخ أمون بكامل كنوزها ، عندما اكتشفها العالم الانجليزي هوارد كارتر قبل مائة عام تقريبا .وتضم القرية الفرعونية بالإضافة إلى منطقة ملاهي للأطفال منطقة تسوق وبيع التذكارات السياحية إلى حديقة حيوانات أليفة ، كما يعثر السائح على يخت نفرتاري الشهير بيخت القرية الفرعونية والذي يقدم رحلات في نهر النيل على أنغام الموسيقى تمتد لمدة ساعة كاملة  » وتظل زيارة القرية الفرعونية في رحلة نيلية يفترض أن تكون قبل غروب الشمس حتى يستمتع برؤية أشد وضوحا لمشاهد الحياة القديمة ، ويمكن الإشارة إلى أن القرية الفرعونية تظل بأبواب مفتوحة توقف طوال أيام الأسبوع بما فيها يوم الجمعة عطلة .
وتختلف أسعار تذاكر القرية الفرعونية للمصريين والأجانب والعرب حسب الجنسية والبرامج . وبالنسبة للعرب يتم تقديم برامج خاصة تشمل رحلات منفردة لكل أسرة احتراما خصوصية الأسرة في حالة عدم الرغبة في المشاركة في الرحلات العادية التقليدية . ويشمل رحلة القرية وزيارة مقبرة توت عنخ آمون المنسوخة من الأصل، و زيارة ثلاث متاحف من داخل القرية تبعا لرغبة الزوار بمبلغ حوالي 150جنيه مصري حوالي 89 درهما ويصل إلى 200 جنيه 117 درهما مع رحلة ساحرة باليخت.
ويستثنى الأطفال ذو السنتين وأدنى فدخولهم مجانا، أما الأطفال من سن ثلاث سنوات وحتى خمس سنوات فتذكرة دخولهم حوالي ستين جنيها مصريا . تتسم القرية الفرعونية بإطلالة مثيرة ورائعة حيث تطل على نهر النيل بجماله وقوته، كما تنتشر بها الخضرة والطبيعة الساحرة، ولعل من أهم ما يميز تلك القرية ممراتها المائية، كما يتواجد بها بعض من الطيور المهاجرة والتي اعتادت زيارة القرية بين الحين والآخر باستمرار. »
كما تضم القرية الفرعونية العديد المتاحف المختلفة التي تتناول تاريخ مصر القديم والحديث، فهناك المتحف البطلمي، ومتحف التراث ،ومقبرة توت عنخ آمون، ومتحف العقائد ومتحف المراكب ،والمتحف الإسلامي ،ومتحف الرئيس محمد نجيب أول رئيس لمصر ، ومتحفي جمال عبد الناصر و السادات، ومتحف الأهرامات ،والمتحف القبطي، ومتحف التحنيط، ومتحف مصر الحديثة ،ومتحف نابليون، ومتحف كليوباترا، كل منهم يتناول حقبة تاريخية ومدعم بالصور والماكيتات المصغرة لأهم الأحداث والمعارك والملابس والأدوات المستخدمة خلال تلك الحقبة من تاريخ مص . وأخيراً أود أن أشير إلى أهم التعليمات قبل التوجه لزيارة القرية الفرعونية، لعل أبرزها منع دخول أي نوع من المأكولات والمشروبات، كما يمنع صيد الأسماك بالقرية .كما أسواق وبازارات القرية ومحيطها العديد من البضائع والمنتجات الفرعونية المختلفة، والتي يقبل عليها الزائرون بشغف، كذلك استديو القرية حيث يمكن أن يقوم الزوار بالتقاط صور بالملابس الفرعونية وفي جو فرعوني، ولا يسمح بالتصوير داخل البازار ولا الاستديو، وهناك أيضا جزء مخصص في السوق الفرعوني لبيع المنتجات الزجاجية والعطور والمنتجات النحاسية والجلدية والرسم بالرمال ورسوم الحناء وبعض المشغولات التراثية والفرعونية. »