المشير حفتر يوجه تحذيرا للنظام العسكري الجزائري بإغلاق الحدود مع الجزائر ويعتبرها « خطاًّ أحمر »
ردٌّ قوي على تصريحات الرئيس تبون لقناة الجزيرة باحتمال تدخل العسكر الجزائري في ليبيا،
المشير حفتر يوجه تحذيرا للنظام العسكري الجزائري بإغلاق الحدود مع الجزائر ويعتبرها « خطاًّ أحمر«
عبدالقادر كتــرة
بعد أيام من تصريح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لقناة الجزيرة، بأن بلاده كانت ستتدخل لمنع سقوط العاصمة الليبية طرابلس، يعلن الجيش « الوطني الليبي » بقيادة المشير خليفة حفتر الحدود الليبية مع الجزائر منطقة عسكرية.
وتهدف العملية ، وفق البيان، إلى « تعقب الإرهابيين التكفيريين وطرد عصابات المرتزقة الأفارقة، التي تهدد الأمن والاستقرار »، وتأتي هذه التوجيهات بعد استهداف موقع لقوات حفتر بسيارة مفخخة.
وفي 6 يونيو الجاري، قُتل ضابطان ليبيان وأصيب ثالث، جراء تفجير انتحاري بسيارة مفخخة، استهدف نقطة تفتيش في مدينة سبها (جنوبي البلاد)، وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية العملية.
وأشار الجيش في بيان له إلى أن « القوات المسلحة أغلقت الحدود الليبية الجزائرية، وتعلن أنها منطقة عسكرية يحظر فيها التنقل »، وذكر مصدر مطلع أن « الجيش الوطني الليبي يسيطر الآن على نقطة تفتيش حدودية واحدة فقط تقع في جنوب غربي البلاد بالقرب من مدينة غات ».
وشن سلاح الجو التابع للقيادة العامة لـ »الجيش الليبي » سلسلة ضربات عنيفة على وديان وكهوف بجبال الهروج جنوب ليبيا يتمركز بها عناصر تنظيم « داعش، حيث أشار بيان الجيش إلى أن « هذه الضربات، تأتي ضمن العملية العسكرية التي أعلنت عن انطلاقها القيادة العامة لتطهير الجنوب من التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من جنوب ليبيا وكرا لها لتهديد الأمن في البلاد وفي دول الجوار أيضا ».
وأعلن الناطق باسم القائد العام اللواء أحمد المسماري الخميس الماضي انطلاق عملية عسكرية واسعة في الجنوب الغربي ضد عناصر التنظيم، حسب ما تناقلته وكالات الأنباء الدولية، وقال: « نظرا لتصعيد العصابات التكفيرية للعمليات الإرهابية في الجنوب الغربي واستهدافها بسيارة مفخخة لموقع أمني وعسكري، أمرت القيادة العامة وحدات من كتائب المشاة للتوجه إلى المنطقة لدعم غرفة عمليات تحرير الجنوب الغربي في الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي، وذلك لتعقب الإرهابيين التكفيريين وطرد عصابات المرتزقة الأفارقة التي تهدد الأمن والاستقرار وتمارس النهب والسرقة والتخريب والتهريب بأنواعه ».
وتابع: « العملية تأتي في إطار تنفيذ المهام والواجبات المناطة بالقيادة العامة في المحافظة على أمن الوطن وسلامة المواطن واجتثاث الإرهاب وقطع دابر كل من تسول له نفسه المساس بأمن ليبيا وكرامة الليبيين ».
وتمتد حدود البلدين على طول نحو 1000 كلم، و3 معابر برية، تتمثل في معبر الدبداب/غدامس في أقصى الشمال، ومعبر تين الكوم/ إيسين، في أقصى الجنوب، والذي سيطرت عليه مليشيات حفتر، السبت 19 يونيو 2021، ومنه فرت عائلة القطافي إلى الجزائر في 2011، بالإضافة إلى معبر طارات الأقل أهمية.
ويستعد البلدان لفتح معبر الدبداب/غدامس، الأقرب إلى طرابلس، والقريبة من حقوق عين « أم أناس » الغازية في الجزائر وحقل الوفاء الغازي بليبيا، والذي تم الاتفاق على عودة العملاق النفطي الجزائري سوناطراك للاستثمار بهذه المنطقة بعد مغادرتها في 2011، لأسباب أمنية.
وأطلقت مليشيات حفتر أنها أطلقت عملية عسكرية، الجمعة 18 يونيو 2021، في الجنوب الليبي، لملاحقة من وصفتهم « الإرهابيين التكفيريين » وطرد عصابات المرتزقة الأفارقة.
وأرسلت مليشيات حفتر، بحسب بيان لها، وحدات من كتائب المشاة لدعم « غرفة عمليات تحرير الجنوب الغربي في الاتجاه الإستراتيجي الجنوبي ».
وكان من المفروض أن تتوجه مليشيات حفتر نحو الحدود التشادية، بعد ما اتخذ المتمردون التشاديون الجنوب الليبي نقطة انطلاق لشن هجومهم على حكومة نجامينا، غير أن مليشيات حفتر فضلت التوجه غربا نحو الحدود الجزائرية، وأعلنوا سيطرتهم على معبر « إيسين/ تين الكوم »، الذي يفصل مدينتي جانت الجزائرية وغات الليبية، واللتين يقطنهما قبائل الطوارق، التي كانت تسيطر على المعبر.
وجاءت هذه الخطوة، بعد أيام من إعلان قوات خليفة حفتر عن عملية عسكرية في الجنوب، ضد ما تسميه نشاطا للجماعات التكفيرية، والمتركزة بالخصوص بالقرب من حدود تشاد، كما جاءت بعد أيام قليلة من زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إلى الجزائر رفقة وفود وزارية وأمنية رفيعة، تليها زيارة أخرى لنائبي رئيس المجلس الرئاسي إلى الجزائر.
من جهة أخرى، أعلن المجلس الرئاسي الليبي، بصفته القائد الأعلى للجيش، أمس السبت 20 يونيو 2021، حظر أي تحركات عسكرية في البلاد إلا بعد موافقته، وذلك عقب إعلان القوات التابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر سيطرتها على المنفذ الحدودي « إيسَيِّن » بين ليبيا والجزائر، في حين أبدت الخارجية الليبية تفاؤلا بمؤتمر برلين-2 المقبل.
وقال بيان صادر عن القائد الأعلى للجيش نشره المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب عبر حسابه بموقع تويتر إنه « يحظر مطلقا إعادة تمركز الوحدات العسكرية مهما كانت طبيعة عملها، أو القيام بأي تحركات لأرتال عسكرية لأي غرض كان، أو نقل الأفراد أو الأسلحة أو الذخائر ».
وأضاف أنه إذا استدعت الضرورة إعادة التمركز أو التحرك لأرتال عسكرية، فإنه لا يتم إلا وفق السياق المعمول به وموافقة القائد الأعلى.
من جهة ثانية، اعتبر محللون أن خطوة المشير حفتر تأتي كردّ قوي على تصريحات الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون باحتمال تدخل الجيش الجزائري في ليبيا ومعتبرا على أن سقوط العاصمة الليبية « خط أحمر »، كما يفهم من تحركات قوات حفتر على أنها تحذير جدّي وقوي للنظام العسكري الجزائري وللتدخل او تجاوز حدوده مع الجزائر « خط أحمر » ومكلّف جدا ومغامرة عواقبها وخيمة.
كما ثبت لقوات المشير حفتر تسلل مرتزقة من الجيش الجزائري إلى ليبيا ألقي عليهم القبض خلال حملة تمشيط قام بها أفراد الجيش الليبي التابعين لحفتر، بمنطقة « تخرخوري » بليبيا عند مدخل جبال أكاكوس يتوفرون على وثائق ثبوتية لهوياتهم ومستندات.
Aucun commentaire