الجزائر: طوابير طويلة ومعارك للظفر بكيلو بطاطا أو شكارة حليب أو كيلو دقيق أو لترات بنزين… تدخل كتاب غينيس
عبدالقادر كتــرة
بعد السميد جاء الدور على الوقود… تشهد المحلات التجارية والفضاءات الكبرى بمخلف مدن الجزائر، طوابير السميد وازدحام وتدافع ومعارك وتشنجات وتجاذبات للظفر بكيس من 25 كيلوغرام رغم ارتفاع ثمنه بأكثر 50 في المائة (من 900 دينار جزائري (80 درهم) إلى 1700 دينار جزائري (160 درهم))، تطلب الوضع تدخل رجال الأمن واستعمال العنف بهراوات.
« السميد يأتي في العيد ».. عبارة أصبح يرددها أصحاب محلات بيع المواد الغذائية بسخرية، كلما جاء زبون يسأل عن دقيق القمح الصلب، حيث اختفى من المحلات والمساحات الكبرى للمواد الاستهلاكية والغذائية، منذ التهافت الذي شهدته السوق الجزائرية بعد تسجيل أولى حالات الإصابة بكورونا المستجد، وبدء الحديث عن الحجر الصحي المنزلي.
ومنذ أكثر من أسبوعين، حسب ما أوردته مصادر إعلامية جزائرية، يواجه 44 مليون جزائري نقصًا حادًا في السميد بعد عمليات شراء ضخمة لهذه المادة الأساسية في غذاء الجزائريين تسببت بها شائعة حول نفاذ المخزون تم تناقلها بشكل كبير عبر موقع فيسبوك.
وقال فوزي، وهو مقاول شاب، « لم يسبق لي أن اشتريت كيسًا من السميد بوزن 25 كيلوغراما، ولكنني أخشى أن الوضع سيزداد سوءا وأن الخبازين سيغلقون محلاتهم خوفًا من المرض ». وأضاف هذا الأب لطفلة تبلغ أربع سنوات « إن يحدث ذلك، ما الذي سنأكله؟ كان علي أن أدفع 1700 دينار (12.5 يورو) بدلاً من 1200 دينار مقابل كيس السميد، لكن لم يكن لدي خيار ».
وتداولت وسائل الإعلام الجزائرية، خلال هذا الشهر، أخبار ومشاهد لطوابير السيارات التي لا تنتهي على محطات البنزين يوميا، أثار غضب السكان وبيّن مدى الخلل الكبير في تموين الولاية بالوقود الذي يعتبر مادة حيوية للسكان.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لأحد طوابير السيارات على محطة الوقود والتي امتدت لعدة كيلومترات اصطفت فيها أزيد من 175 سيارة وكانت حينها المحطة مغلقة وهو حال الكثير من محطات الوقود ما يطرح الكثير من الأسئلة حول مخطط التموين الخاص بالمدينة، خاصة بعد النقص الفادح للمواد الغذائية.
وتشهد مادتا الدقيق الطري والقمح الصلب، ندرة حادة في أسواق مدن الجزائر ما جعل المواطنين ينتظمون في طوابير طويلة أمام المحلات التجارية، تتخللها اشتباكات وشجارات، وصلت إلى حد تدخل أعوان الشرطة، أملا في الحصول على كيلوغرام واحد من المادتين، وسط تطمينات المصالح التجارية بتوفرها وبكميات كبيرة.
واشتعلت الأسعار بأسواق الجملة والتجزئة لبيع الخضر والفواكه الجزائرية خلال شهرية مارس وأبريل، وشهدت ارتفاعا مرعبا خاصة مادة البطاطا الواسعة الاستهلاك بين الجزائريين، حيث قفز سعرها من 25 دينار جزائري (درهمان ونصف) الى 110 دينار جزائري (أكثر من 10 دراهم)، في ظرف أسبوع واحد، بمعدل زيادة تجاوز المعقول.
وفي السياق قام مواطنون بنشر فيديوهات، تعكس حالة الالتهاب التي تشهدها الأسواق وأدان هؤلاء استغلال التجار للأزمة الصعبة التي تمر بها الجزائر على غرار كل دول العالم .
وبالمناسبة استجاب سفير السعودية عبد العزيز العميريني في الجزائر، صباح يوم الإثنين 13 أبريل 2020، يستجيب لنداء سكان البليدة ، الولاية الأكثر تضررا، ويقدم 4 شاحنات محملة ب (15000) كيلوغرام من المواد الغذائية والتمور، تضامنا مع سكان ولاية البليدة، وكان في استقبال المساعدات رئيس ديوان والي البليدة والذي ثمّن بدوره هذه المبادرة الشخصية للسفير.
Aucun commentaire