وفاة السلطان قابوس ومجلس العائلة يعين هيثم بن طارق خليفة له
عبدالقادر كتــرة
أصدر ديوان البلاط السلطاني بسلطنة عمان، بيانا نعى فيه السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الذي وافته المنية مساء أمس الجمعة 10 يناير 2020، بعد معاناة مع المرض الذي ألم به منذ عام 2014.
وجرت صباح اليوم السبت 11 يناير 2020، مراسم رسمية لجنازة السلطان الراحل انطلاقا من قصر بيت البركة وحتى جامع السلطان الأكبر حيث يصلى عليه ثم يدفن في مقبرة الأسرة.
وتوفي سلطان عُمان قابوس بن سعيد مساء الجمعة عن 79 عاما، وعين مجلس العائلة هيثم بن طارق آل سعيد خلفا له.
وكان السلطان هيثم يشغل منصب وزير الثقافة والتراث، وكان من المقربين من السلطان قابوس، وهو على رأس من أشرفوا على وضع الرؤية الاقتصادية عمان 2040، كما عمل في وقت سابق أمينا عاما لوزارة الخارجية.
وأعلن ديوان السلطان « الحداد وتعطيل العمل الرسمي للقطاعين العام والخاص لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام في الأيام الأربعين القادمة ».
وأشارت وكالة الأنباء العُمانية الرسمية إلى أن وفاة السلطان جاءت « بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50 عاما منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 من يوليو عام 1970، وبعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عُمان من أقصاها إلى أقصاها وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة، وأسفرت عن سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع إجلالا واحتراما ».
نبذة عن حياة الراحل السلطان قابوس
ولد السلطان قابوس بن سعيد يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1940 في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، وهو الابن الوحيد لوالده سعيد بين تيمور، وهو ثامن سلاطين أسرة البوسعيد.
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في صلالة، قبل أن يرسله والده عام 1958 إلى إنجلترا، حيث أمضى عامين في مؤسسة تعليمية خاصة، والتحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية عام 1960 ضابطا مرشحا.
بعد عامين تخرج في الكلية برتبة ملازم ثان، ودرس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة، قبل أن يعود إلى صلالة عام 1964.
تولى مقاليد السلطنة في 23 يوليو 1970، ليبدأ مسيرته مع الحكم، كان عند توليه الحكم من أصغر الزعماء العرب سنا، لكنه كان ذا ثقافة عالية، وسعى منذ توليه الحكم إلى تعميق علاقات السلطنة مع الدول العربية والأجنبية، وأنهى عزلتها، واستخدم عائداتها النفطية لتحديثها.
انتهج خلال توليه الحكم نوعا من الحياد في القضايا الإقليمية والدولية، لكنه احتفظ بعلاقات صداقة مع الدول العربية ودول العالم عامة، وارتبط بعلاقات عسكرية وسياسية قوية مع واشنطن.
حكمة بوجه الاحتجاجات
وبعد أكثر من ثلاثة عقود من الهدوء واجهت قابوس موجة احتجاجات تزامنت مع الثورات الشعبية التي عرفت بالربيع العربي مطلع العام 2011، حيث تحرك مئات العمانيين في العاصمة مسقط مطالبين بتحسين الدخل ولجم ارتفاع الأسعار.
وفي 18 فبراير 2011 نظمت مجموعة من المدونين العمانيين مسيرة سلمية ثانية شاركت فيها نساء، كما شهدت ولاية صحار شمال العاصمة مظاهرات تحولت إلى أحداث عنف سقط فيها قتيل، حسب الرواية الرسمية.
وفي رد فعله إزاء هذه التطورات قرر قابوس إيفاد وزير الديوان إلى ولاية صحار للقاء مجموعة من المحتجين والاستماع إلى مطالبهم، كما أصدر قرارا بتوفير خمسين ألف فرصة عمل للمواطنين فعادت عمان إلى هدوئها.
وفي عهده الممتد، بقيت مسقط قبلة الوساطة لحل أزمات المنطقة وإطفاء أي شرارة قد تشعل حربا فيها، وظهر ذلك في الدور الكبير الذي لعبته البلاد في الوساطة بين طهران وواشنطن فنتج الاتفاق النووي.
الدور ذاته حاولت مسقط لعبه بين الإسرائيليين والفلسطينيين رغم اعتراض كثيرين واتهام السلطان بالتطبيع قبل السلام.
ولم يغب الدور الكبير الذي بذله السلطان بالتعاون مع الكويت في محاولة لحلحلة الأزمة الخليجية الأخيرة.
مرض ومخاوف
سافر السلطان قابوس بن سعيد صيف عام 2014 إلى ألمانيا في رحلة علاج، وأكد البلاط السلطاني في سلطنة عمان في بيان له يوم 18 غشت الماضي 2014 أن السلطان يجري فحوصات طبية في مدينة ميونيخ.
وفي دجنبر الماضي ذكر التلفزيون العماني نقلا عن البلاط السلطاني أن السلطان قابوس بن سعيد في « حال مستقر، ويتابع برنامج العلاج المقرر ».
وزادت المخاوف بشأن صحة سلطان عمان (79 عاما) بعدما قام بزيارة قصيرة إلى بلجيكا للعلاج هذا الشهر، وعدم إعلان السلطات العمانية شيئا عن صحته بعد عودته
Aucun commentaire